إلى فئران الخراب !!
يكتبها اليوم / عبدالله الأحمدي
تقول الأسطورة إن فأرا تسبب في خراب سد مارب الذي بناه الأجداد اليمانيون، وإن هذا الخراب امتد بطول اليمن وعرضها لقرون وأجيال، وكانت آثاره مدمرة على الحضارة اليمنية، وجعل اليمنيين يتمزقون شذر مذر في أصقاع الأرض، وأصبح ذلك الفأر رمزا للخراب والخيانة.
واليوم هناك آلاف الفئران في مارب وغيرها من مدن اليمن وأريافها يقرضون في الأراضي اليمنية، والتاريخ اليمني، ويسلمون اليمن وثرواتها وسيادتها واستقلالها للاحتلال الأجنبي، ويقتاتون من مخلفات الخيانة والارتزاق، ويعيشون عبيدا للاحتلال بلا كرامة.
في الماضي كان هناك فأرا واحدا تسبب بهدم الحضارة اليمنية – كما يقال.
واليوم هناك مئات الآلاف من الفئران القذرة؛ يتسولون أعداء اليمن، ويسهلون للأجنبي مهمة احتلال اليمن وهدم حضارته، وتدمير منجزاته، وقتل أبنائه، وسرقة ثرواته، وهدم مستقبل أجياله، وتمزيق أرضه.
فئران الخيانة يسلمون البلاد وثرواتها للاحتلال السعودي – الإماراتي الصهيوني، ويتحولون إلى خدم ومتسولين على موائد أمراء البترو/ دولار عملاء أمريكا، ثم يتسولون من الاحتلال مناصب ومراتب ورتبا ومرتبات وخيانات.
وهكذا دواليك، أصبح العملاء يحتاجون إلى عملاء صغار، ليكونوا عملاء للعملاء، كما يقولون : خدم الخدم.
التاريخ لا يكرر نفسه، وإن حدث فبشكل ملهاة، أو مأساة.
الفئران أشباه الأمساخ يلعقون الأحذية من أجل القليل من المال.
وإذا كان خراب الماضي قد امتد لأجيال، وتسبب بالهدم والخراب للحضارة اليمنية، والتدهور الاقتصادي، وتحوّل طرق التجارة عن اليمن، فإن خراب اليوم وفئران اليوم كارثتهم أكبر لأنهم جاؤوا في عصر السيادة والاستقلال، وتسببوا بحصار وتجويع الناس وقتلهم، فئران اليوم أكثر غباء من فئران الأمس، لأنهم يحترفون الارتزاق، ويمتهنون قتل شعبهم إرضاء لأعداء اليمن، وعن عمد وجهل، يفاخرون بجرائمهم.
فئران اليوم بدون قيم، وبدون معتقدات، أو عزة، أو شرف، وبدون أخلاق، فقد تنازلوا عن كل ذلك من أجل إشباع غرائزهم، فهم أشبه بالكائنات الدنيا التي لم ترتق إلى مصاف الإنسان.
في عدن خرجت مليشيات الانتقالي في مسيرة تطالب التحالف بصرف المرتبات، وفي أبين قام عناصر مليشيات الارتزاق بالتقطع لحجاج بيت الله الحرام العائدين من الديار المقدسة، وسلبوهم كل ما بحوزتهم من أموال وأثاث، ومن شارع جمال في مدينة تعز الى لحج وعبر الخط الواصل بين لحج وتعز، تعددت التقطعات والقتل والنهب والجرائم وبشكل مستدام.
وعندما يستنكر الناس هذه الممارسات من قبل الجرذان يقول قادتهم : احنا بدون معاشات !!
كل هذا والسفن العملاقة ترسو في المكلا وشبوة لنهب النفط والغاز للصرف على دنق الفنادق والبارات والمباغي في تركيا والقاهرة والرياض وبالدولار.
نقول لقطاع الطرق والمليشيات طالبوا بحقوقكم من الذين يسرقون ثروات بلادكم بدلا من قتل ونهب المواطنين !!
فئران اليوم لا يمتون بأصولهم لفأر الأمس، مثلهم مثل سردق الأمس واليوم، بل هم جرذان بأوساخ العصر الأمريكي الداعشي المسلح بالخيانة والارتزاق، والمجرد من كل قيمة وطنية، أو دينية، أو إنسانية، بل هم (كالأنعام، بل أضل سبيلا) كما وصفهم القرآن الكريم.
حيوانات بليدة، بلا إحساس، ولا كرامة؛ كل همها أن تشبع بطونها بأي شكل من الأشكال.
تخرجوا من مدارس الخيانة والتبعية، كل همهم إرضاء من يدفع لهم، إنهم جرذان الأوحال التي لا تفرّق بين قذارة وقذارة.
ومن محافظة إلى أخرى تتعدد الجرذان، ذاك يقرض النفط وذاك يقرض الضرائب وذاك يقرض دخل المعابر والبقية يقرضون المواطن الغلبان.