الغرب الإمبريالي

عبدالله الأحمدي

الغرب الاستعماري يريد إعادة السيطرة على العالم ونهب خيراته واستغلال موارده وأيديه العاملة، كما كان عليه الحال في أزمان الاستعمار القديم.
كل مشاكل العالم من حروب وأزمات سياسية واقتصادية وراءها الغرب. هذا الغرب لا يريد تغييرا في النظام الدولي الحالي. هو يريد نظاما وحيد القطب تسيطر عليه أمريكا وحلفاؤها الرأسماليون، ليتسنى لهم التحكم في سياسات وخيرات العالم عن طريق الضغوط والإملاءات والحروب والغزو العسكري.
الغرب الإمبريالي -لاسيما أمريكا- تفرد بالعالم بعد سقوط جدار برلين والمنظومة الاشتراكية نتيجة التآمر الغربي.
بعد العام ????م تبجح الاستراتيجيون الأمريكان بالقول: إن القرن الواحد والعشرين سيكون قرنا أمريكا بامتياز.. وبدأوا عن طريق حلفهم العدواني ( النيتو ) غزو يوجسلافيا وتفكيكها إلى دويلات، كما فككوا جمهورية تشيكوسلافاكيا، وزحفوا بحلفهم العدواني نحو شرق أوروبا لمحاصرة روسيا؛ وفتحوا أعينهم على ثرواتها.
ما حققه الغرب من تقدم اقتصادي كان على حساب نهب شعوب المستعمرات، وبالذات في أفريقيا والشرق الأوسط.
أكثر من مئتي عام من السيطرة الاستعمارية الغربية على العالم، عسكريا واقتصاديا.
اليوم بدأت هذه السيطرة تتراخى أمام ما تحققه الصين من تفوق اقتصادي وعلاقات اقتصادية عادلة مع العالم.
الغرب وبالذات أمريكا كان يخطط لحرب بيولوجية ضد العالم. وكان قد بدأها بتصدير كورونا ( كوفيد19- ) إلى جمهورية الصين. وكان على استعداد لأن يثنَّي بروسيا ودول أخرى تشكل تهديدا له، وتقف أمام سيطرته.
يثبت التاريخ في حقائقه أن الهنود الحمر في الأمريكيتين، والعرب في الشرق الأوسط كانوا أكثر الشعوب تضررا من الغزو والاستعمار الإمبريالي الغربي.
لقد تم إبادة الهنود الحمر في كثير من شعوب الأمريكيتين، كما تم زراعة إسرائيل في خاصرة الأمة العربية، وتقسيم العرب إلى دويلات تخدم مخطط المستعمر. ولازال العرب يعانون من تبعات الغزو الإمبريالي الغربي.
كما تشن الإمبريالية الغربية وأدواتها في المنطقة حروبا قذرة ضد شعوب الأمة لنهب خيراتها والتحكم في مضائقها وبحارها وجزرها ومصادرة حريات شعوبها وانتهاك سيادتها.
حاصروا العراق وقتلوا أكثر من مليون طفل بالتجويع، ثم غزوه وأسقطوا صدام، ثم قتلوه، وضربوا ليبيا وقتلوا القذافي.
دمروا سوريا واليمن، ومازالت الحرب والحصار قائمين ضدهما. وعينوا مبعوثين يتحكمون في هذه الشعوب.
الغرب صنع له مؤسسات دولية تشرعن له الحروب والغزو، وتهدد من يقف في طريقه.
الأمم المتحدة هي الذراع السياسي للغرب، والنيتو العدواني هو ذراعه العسكري. لذلك أينما يحل الغزو العسكري للنيتو تجد الأمم المتحدة تبرر له ذلك الغزو.
عندما يشعر الغرب بتهديد مصالحه يقيم الدنيا ولا يقعدها، لكن مصالح العالم ليس لها وزن عند هذا الغرب ومنظماته الدولية.
انظروا لما يحدث للشعب الفلسطيني من إبادة وتنكيل على يد الاحتلال الصهيوني الذي صنعه الغرب. أكثر من مئة عام من التنكيل بالشعب الفلسطيني والعدوان على شعوب الأمة دون أن يرفع الغرب والأمم المتحدة صوتا ضد الاحتلال الصهيوني وممارساته.
شعوب تباد في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وذلك الغرب ومنظمته الأمم المتحدة صامتة، بل وتندد بالضحية.
أمريكا هي المستفيد الأول من هذا النظام الدولي. هي تبيع للعالم أوراقاً نقدية تسمى الدولار بدون غطاء ذهبي. غزوا العراق لأن صدام قال لا يريد التعامل بالدولار، والحال كذلك بالنسبة للقذافي.
أمريكا تكسب سنويا من بيع الدولار للعالم أكثر من 9 تريليونات في العام.
ولكل ذلك سوف تقاتل من أجل بقاء هذا النظام بكل ما أوتيت من قوة، وسوف تسحب الغرب معها وكثيرا من دول العالم، كما هو حاصل اليوم.

قد يعجبك ايضا