عادت الرحلات الجوية من اليمن باتجاه الأردن بعد توقف دام ست سنوات وإن شاء الله ستستمر هذه الرحلات بين البلدين، وعلى الفور عاد بي الزمن إلى عصور ما قبل الميلاد عندما كانت القوافل تروح وتغدو ما بين “العربية السعيدة” والمقصود بها اليمن و”العربية البترائية” وهي الأردن وما حولها مرورا بالعربية الصحراوية، هذه الأسماء التي أطلقها الرومان على بلادنا وجعلوها أقاليم لا تختلف كثيرا عن تلك الأسماء التي أطلقها المستعمرون المتأخرون في مراحل لاحقة من تاريخنا وجعلوا كل واحدة منها دولة تحتفل بعيد الاستقلال احتفالا بالخلاص منهم شكليا أما آثارهم وبركاتهم فما زالت حاضرة وبقوة في حياتنا اليومية.
قوافل اليمن كانت فيما مضى تحمل البخور والطيب والتوابل وتنطلق من الأردن نحو كل بلاد العالم القديم تحمل عبقها وحضارتها قبل البضائع، فعلى ما يبدو أن التاريخ قد كتب في صفحاته أن الأردن سيبقى بوابة اليمن رغم المسافات والرمال، فهذه البوابة حفرها الأجداد منذ مئات السنين ولن يقدر إنس أو جان وحتى الإنجليز والأمريكان على إغلاقها وإن أضعنا مفتاح بوابتنا أو سرق منا لبعض الوقت.
كانت القوافل فيما مضى تنطلق من الصحراء عبر الصحراء إلى الصحراء، كانت المسافات شاسعة والرحلة شاقة لكن الطريق كانت قريبة، واليوم على الرغم من وجود الطائرات استغرقت الرحلة ستة أعوام، آه كم كانت الرحلة طويلة وشاقة، وآه كم كانت الوجهة بعيدة، فهل تغيرت الجغرافيا واختلفت معالم الطريق؟ أم أن جمال ذلك العصر أسرع من طائراتنا؟
كاتب أردني