شيرين أبو عاقلة الصحيفة الفلسطينية المخضرمة مراسلة قناة الجزيرة الإخبارية في فلسطين ، واحدة من أبرز مراسلي قناة الجزيرة في الشرق الأوسط ، صحفية متمرسة عشقت الصحافة والإعلام منذ نعومة أظافرها ، صدع اسمها وذاع صيتها في الوسط الإعلامي على المستويين العربي والدولي ، من خلال عملها في قناة الجزيرة ، حيث نجحت في تغطية الأحداث في الساحة الفلسطينية ووثقت تقاريرها الإخبارية للجرائم والانتهاكات الإسرائيلية في حق أبناء الشعب الفلسطيني والتي اتسمت بالمصداقية والمهنية .
ظلت شيرين أبو عاقلة حاضرة بقوة في المشهد الفلسطيني عبر شاشة الجزيرة ومن خلال حساباتها الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي والتي جسدت روح المرأة الفلسطينية المقاومة التي تحمل في داخلها عمق الانتماء للأرض الفلسطينية والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية وحق أبناء فلسطين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ومتمسكة بحق العودة لكل اللاجئين من أبناء جلدتها الذين عمل الاحتلال الصهيوني على ترحيلهم من بلادهم وتهجيرهم في مختلف دول العالم .
شيرين الصوت الفلسطيني المقاوم أرَّقت مضاجع الكيان الإسرائيلي وشكلت مصدر إزعاج لجنوده ، حيث كانت متواجدة في قلب الأحداث ترصد وتنقل وتحلل بدقة وموضوعية ، قبل يومين وأثناء قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام مخيم جنين في الضفة الغربية ، كانت شيرين أبو عاقلة في مقدمة الإعلاميين الذين تواجدوا لتغطية الحدث ، كانت العربدة الإسرائيلية حاضرة كالمعتاد ، إطلاق نار كثيف على موقع تمركز الطواقم الصحفية الذين يرتدون الخوذات والسترات الواقية من الرصاص التي تحمل الشعار الذي يوضح هويتهم الصحفية ، ولكن قناصة المحتل الإسرائيلي باشروا باستهداف شيرين أبو عاقلة بطلقة غادرة ، سقطت شيرين مضرجة بدمائها والرصاص ينهمر على المكان بغزارة مما حال دون إسعافها ، وأمام إصرار زملاء شيرين على المخاطرة بحياتهم في محاولة منهم لإنقاذ حياتها ، تمكنوا بعد إصابة الزميل علي السمودي مراسل صحيفة القدس من الوصول إلى شيرين وقاموا بإسعافها إلى مستشفى جنين ولكنها فارقت الحياة لترتقي شهيدة ، لتضاف إلى قائمة ضحايا الاحتلال الإسرائيلي في حق الصحفيين والمدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني ، لتؤكد للعالم مجددا وحشية وصلف وإجرام كيان العدو الإسرائيلي الذي يمارس القتل بتلذذ مع سبق الإصرار والترصد متكئا على الدعم والإسناد والفيتو الأمريكي الذي دائما ما يحول دون صدور أي قرار أممي يدين جرائمه ومذابحه وانتهاكاته السافرة في حق أبناء شعبنا الفلسطيني .
بالمختصر المفيد، أرادوا بقتل شيرين أبو عاقلة إماتة الكلمة الحرة وإسكات أصحاب الأقلام الحرة وإرهابهم للحيلولة دون تسليط الضوء على جرائم الاحتلال وانتهاكاته ، ولكنهم لم يفلحوا ، نعم ماتت شيرين ولكنهم لم ولن ينجحوا في قتل ووأد وإماتة الكلمة ، فالكلمة لا تموت ولن تموت ، ومهما استطال الظلم والباطل فإن صوت الحق سيظل هو الغالب ، وستظل حذاء شيرين أبو عاقلة وكل شهداء المقاومة والحرية والكرامة في مختلف دول محور المقاومة أشرف وأغلى بكثير جدا من عقالات وشيلان مسوخ آل سعود وآل نهيان وآل خليفة وكل أمراء وملوك وقادة العرب الذين سقطوا في مستنقع الخيانة والعمالة والتطبيع واليهودة والتصهين ، وكل من يبرر لهم ويدافع عنهم ويشرعن لهم هذا السقوط القذر وكل هذه الخيانات العظمى في حق فلسطين والقضية الفلسطينية ، ولن تذهب كل هذه التضحيات هدرا ، وستظل الشهيدة شيرين أبو عاقلة رمزا من رموز الصمود والنضال والتضحية والفداء ، وستبقى خالدة في سفر العظماء ، ولا عزاء للخونة العملاء المطبعين ، ممن باعوا أنفسهم وشرفهم ودينهم من أجل كسب ود الأمريكي والإسرائيلي ، للبقاء على عروش العمالة والخيانة والارتزاق .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.