دعت المجتمع الدولي إلى وضع آليات عاجلة لدرء أزمة إنسانية أخرى في اليمن
مجموعة هائل سعيد تقترح حلولًا عاجلة وضرورية لتجنب نقص الواردات الغذائية وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن
الثورة /
حذرت مجموعة هائل سعيد أنعم- المستورد الرئيسي للقمح- من مجاعة جماعية وشيكة في اليمن، ناجمة عن الارتفاع في أسعار القمح العالمية، والاضطراب الكبير في الإمدادات، والتناقص السريع في المخزون في جميع أنحاء البلاد، والانقطاع غير المسبوق لإمدادات القمح العالمية الناتج عن تداعيات الصراع في أوكرانيا.
وقالت في بيان- تلقت “ الثورة” نسخة منه- “من المتوقع تفاقم أسعار القمح العالمية بصورة أكبر بسبب حظر تصدير القمح الهندي الذي دخل حيز التنفيذ قبل يومين فقط، لذا فإنه بدون اتخاذ إجراءات عاجلة، فإن التطورات الأخيرة ستدفع أزمة الأمن الغذائي المستمرة في اليمن إلى نقطة اللاعودة، فاليمن يحتاج إلى تدابير استثنائية للحفاظ على الإمداد المستمر من هذا الغذاء الأساسي اليومي وبرامج المساعدة لمئات الآلاف من الناس قبل فوات الأوان.
ودعت الشركة المجتمع الدولي إلى وضع آليات عاجلة لدرء أزمة إنسانية أخرى، مثل إنشاء صندوق خاص لتمويل الواردات والذي من شأنه أن يُمكن مستوردي القمح اليمنيين من الوصول سريعا إلى التمويل ورأس المال العامل لتمويل مشتريات القمح في السوق العالمية وتغطية التكلفة الكبيرة لاستيراد المنتجات الغذائية إلى اليمن، وتمديد شروط الدفع لمستوردي الأغذية اليمنيين في تعاملاتهم مع الموردين الدوليين، للمساعدة في تأمين وتنفيذ العقود التجارية التي تعتبر بالغة الأهمية في ضمان إمدادات ثابتة من المواد الغذائية إلى اليمن.
وتشتري اليمن ما يقارب ثلث احتياجها من القمح من أوكرانيا وروسيا، وسيؤدي فقدان مثل هذه النسبة الكبيرة من مصدر القمح في البلاد، الذي تعتمد عليه المجتمعات التي هي بالفعل على حافة المجاعة لإنتاج الأغذية الأساسية اليومية، مثل الخبز- إلى تفاقم تأثير أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ويلعب القطاع الخاص في اليمن دورًا حيويًا في ضمان الأمن الغذائي للبلاد وهو مسؤول عن الغالبية العظمى من واردات الغذاء إلى اليمن، والتي تشكل 90 % من إجمالي الإمدادات الغذائية إلى اليمن وتعتمد عليها المجتمعات اليمنية، يتم توزيع هذه الواردات وبيعها للمستهلكين في جميع أنحاء البلاد – والأهم من ذلك – توفير عمليات المساعدة الإنسانية الدولية أيضا، مثل تلك التي يديرها برنامج الأغذية العالمي. وبدون القطاع الخاص اليمني، لن تتمكن هذه البرامج الأساسية، التي تغذي ما يقارب من 13 مليون شخص في الشهر في عام 2021 (برنامج الأغذية العالمي )من العمل على النطاق المطلوب للاستجابة للكارثة الإنسانية الحالية.
ومن المؤكد أن تؤدي أزمة القمح إلى تفاقم آثار الأمن الغذائي في اليمن – مع ارتفاع الحد الأدنى لسعر سلة الغذاء بشكل كبير في اليمن خلال العام الماضي بمقدار 119 % في أجزاء من البلاد (برنامج الأغذية العالمي)، كما يواجه اليمن تحدياً في القدرة على تحمل تكاليف الغذاء وإمداداته على نطاق لم يسبق له مثيل.
لذلك دعت مجموعة هائل سعيد أنعم إلى تدخل دولي فوري لتجنب المزيد من الكارثة الإنسانية في الأشهر المقبلة، كما اقترحت أن تستكشف المنظمات الدولية والإقليمية حلولا مبتكرة لضمان وصول إمدادات القمح الكافية إلى المجتمعات اليمنية، على سبيل المثال:
إعطاء مستوردي القمح اليمنيين أولوية الوصول إلى إمدادات القمح في الأسواق الدولية، لضمان حصول المجتمعات الأكثر عرضة لخطر المجاعة أو الجوع الشديد على ما يكفي من المواد الغذائية وأن تظل البرامج الإنسانية الدولية فعالة.
في ضوء الانخفاض الكبير في قيمة الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي، يجب على وجه السرعة إنشاء صندوق طوارئ خاص وبرنامج تمويل الاستيراد الخاص باليمن، مما سيمكن مستوردي القمح اليمنيين من الوصول السريع إلى التمويل ورأس المال العامل لتمويل مشتريات القمح في السوق العالمي والواردات إلى اليمن. ويمكن أن يشمل ذلك تسهيلات تمويل الواردات لليمن بدعم من مؤسسة دولية، أو استخدام حلول التمويل المختلط المدعومة بضمانات الخسارة الأولى للمستوردين اليمنيين من خلال اتفاقيات تمويل الاستيراد.
مخطط جديد يمدد رسميا شروط الدفع بين مستوردي الأغذية اليمنيين ومورديهم الدوليين لمدة 60 يومًا، وتكون مضمونة من قبل منظمة دولية أو مؤسسة مالية.
هذا وقال نبيل هائل سعيد أنعم، العضو المنتدب لمجموعة هائل سعيد أنعم، منطقة اليمن:
«تعمل مجموعة هائل سعيد أنعم في جميع أنحاء اليمن منذ 85 عامًا، والتي شهدنا خلالها العواقب المأساوية من الصراعات والكوارث الإنسانية بشكل مباشر».
وأضاف«خلال هذه الفترة الحالية من عدم الاستقرار العالمي، اتخذت مجموعة هائل سعيد أنعم خطوات لضمان الحصول على السلع الأساسية حتى نتمكن من الاستمرار في توفير الغذاء والسلع الأساسية بأسعار معقولة إلى الشعب اليمني. ويشمل ذلك الاستفادة من اتفاقية قرض بقيمة 75 مليون دولار أمريكي مع مؤسسة التمويل الدولية، والتي سمحت بتوفير رأس المال العامل بصورة سريعة في مواجهة ارتفاع أسعار القمح لتأمين إمدادات كافية من هذا الغذاء الأساسي اليومي لليمن».
وقال «ولكن ذلك ليس حلًا مستدامًا، فالوقت يداهمنا، والزيادات الإضافية في أسعار القمح العالمية ستجعل قدرة القطاع الخاص على توفير الإمدادات الضرورية للشعب اليمني والبرامج الإنسانية الدولية على المحك».
«الأوقات العصيبة تتطلب اتخاذ إجراءات جريئة، نحن على استعداد للعمل جنبا إلى جنب مع شركائنا الدوليين والإقليميين للمساعدة في وضع آليات الطوارئ للاستجابة لأزمة الأمن الغذائي في اليمن والتي ستمكن القطاع الخاص من تمويل واردات القمح بشكل فوري.. في هذه الأثناء، ستستمر مجموعة هائل سعيد أنعم في بذل كل ما في وسعها لدعم الشعب اليمني، ولكن في ظل العمل بمفردنا لا يمكننا ضمان تجنب الكارثة في الأشهر القادمة».