خامنئي: مادام الكيان الصهيوني موجوداً فكل أيام السنة هي يوم القدس
العالم الإسلامي يحيي يوم القدس العالمي
عواصم /وكالات
أحيت الجماهير الشعبية في عدة دول عربية وإسلامية ذكرى يوم القدس العالمي الذي يصادف آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك.
وشهدت المدن الإيرانية مسيرات حاشدة إحياء ليوم القدس العالمي وشدد المشاركون على نصرة القدس والشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي.
واعتبر البيان الختامي للمسيراتِ أن يوم القدس هو رمز وحدة وتلاحم الأمة الإسلامية مقابل مؤامرات نظامِ الهيمنة والاستكبار. وأكد البيان ضرورة تعزيز المقاومة ضد الصهيونية، وانتقد سكوت المجتمعِ الدولي على التمييزِ العنصري وجرائم الإبادة التي يمارسُه الاحتلال، داعيا المنظمات الدولية والإقليمية للتأكيد على أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو عودة اللاجئين الفلسطينيين وإجراء استفتاء شامل وحر يضمن مستقبل فلسطين ووحدةَ أراضيها.
الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي: تطور المقاومة الفلسطينية جاء بدعم من ايران
أكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب أن محور المقاومة عبر انتصاراته المتتابعة استطاع ان يثبت معادلة جديدة في الصراع مع الكيان الصهيوني.
وقال شهاب في حديث لقناة العالم الإخبارية خلال التغطية الخاصة بفعاليات يوم القدس العالمي، إن المعادلة الجديدة التي فرضتها المقاومة جعلت العدو الصهيوني أن ينكفء على نفسه بحيث لم يعد قادرا على حسم المعارك العسكرية او خوض حروب استبقافية وتوسعية.
وأضاف، أن المقاومة وضعت قواعد اشتباك جديدة مع الكيان الصهيوني حيث ترسخت وتكرست هذه القواعد من خلال الإصرار على المقاومة والصمود وكذلك القدرات التي وصلت اليها سواء المقاومة الفلسطينية أو المقاومة اللبنانية.
وأشار شهاب إلى ان التطور الذي وصلت اليه المقاومة الفلسطينية هو بفضل دعم وإسناد والإمداد بالخبرات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأكد قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي أن الحضور الشعبي والجماهيري الحاشد في مسيرات يوم القدس العالمي، أمس، كان دفاعا حقيقيا عن القدس.
وقال قائد الثورة الإسلامية خلال كلمة متلفزة بمناسبة يوم القدس العالمي، إن الشعب الفلسطيني المقاوم يستمد قوته من هذه المسيرات الجماهيرية.
من جانبه فقد أكد قائد الثورة الإسلامية على انه ما دام الكيان الصهيوني الغاصب يسيطر على القدس فإن كل أيام السنة تعتبر يوم القدس العالمي، مشيرا إلى ان الشباب الذين يقومون بعمليات تضحية أصبحوا درعا دفاعيا عن القدس.
وأشار آية الله خامنئي إلى أن اليوم نرى أمريكا تعاني من هزائم متلاحقة في الساحة السياسية، والكيان الصهيوني يتخبط في الساحة السياسية والعسكرية داخل شبكة معقدة من المشاكل.
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أن الحراك الجهادي للفلسطينيين بالقطاعين الشمالي والجنوبي لأراضي عام 48 تشير إلى أن فلسطين تبدلت كلها إلى مسرح للمقاومة.
وقال قائد الثورة إن الدجالين وأدعياء حقوق الإنسان في أوروبا يتجاهلون جرائم الكيان الصهيوني بحق الأطفال والنساء.
وأكد قائد الثورة أن قوة المقاومة ستطيح بالكيان الصهيوني الغاصب بجهادها.
إليكم النص الكامل لكلمة قائد الثورة الإسلامية في ايران في يوم القدس العالمي 1443.هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرف البرية سيدنا محمد المصطفى خاتم المرسلين وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
السلام على جميع أبناء أمّتنا رجالاً ونساءً في أرجاء العالم.. السلام على شباب العالم الإسلامي.. السلام على الشباب الشجعان والغيارى الفلسطينيين وعلى جميع أبناء فلسطين.
حلّ مرّة أخرى يومُ القدس.. القدسُ الشريف يوجِّه دعوتَه إلى جميع المسلمين في العالم. في الواقع ما دامَ الكيانُ الغاصِبُ والمجرم الصهيوني يسيطر على القدس، فإنّ أيامَ السنةِ كلَّها يجبُ أن نَعتبرها يومَ القدس. القدسُ الشريفُ قلبُ فلسطين، وكلُّ الأرض المغتصبة من البحرِ إلى النهر، هي امتدادٌ للقدس. الشعبُ الفلسطيني في كل يوم يُبدي أكثرَ مما مضى صمودَهُ بشهامة قلَّ لها نظير، ويقفُ بوجهِ الظلم، وسيظلُّ في هذا الوقوفِ الصامد. الشبابُ – بما يقومونَ به من عملياتِ تضحية – قد أصبحوا دِرعاً دفاعياً لفلسطين، ويبشّرون بالواعِدِ من المستقبل.
يمرُّ يومُ القدس علينا هذا العام وكلُّ شيءٍ يُنبِّئُ بمعادلةٍ جديدة لفلسطين في يومِها وغدِها.
” الإرادة التي لا تنكسر” في الساحةِ الفلسطينية وفي جميعِ منطقةِ غربِ آسيا تحلُّ محلَّ ما سُمّيَ «الجيشَ الذي لا يُقهَر» للصهاينة. لقد بات ذلك الجيشُ المجرمُ مضطراً إلى أن يُبدِّل اصطفافَه الهجومي إلى دفاعي.
اليوم، وفي الساحة السياسية نرى أهمَّ داعمٍ للكيان الغاصب، أعني أمريكا، يعاني من هزائمَ متلاحقة.. هزيمةٍ في حربِ أفغانستان.. وهزيمةٍ في مُمارسةِ الضّغوط القُصوى على إيران الإسلام.. وهزيمةٍ أمام القوى الآسيوية.. وهزيمةِ التحكُّمِ بالاقتصاد العالمي.. وهزيمةٍ في إدارته الداخلية وظهورِ التصَدّعِ العميق في هذه الإدارة.
الكيانُ الغاصِبُ يَتَخَبّطُ في الساحة السياسية والعسكرية داخلَ شبكةٍ مُعقّدةٍ من المشاكل. الجلّادُ والمجرمُ السابقُ الذي كان على رأس ذلك الكيان قد أُلقيَ بعد مَلْحمةِ سيفِ القدس في المزبلة، والذين حَلّوا محلَّه أيضاً هم في انتظارِ سيفٍ قاطعٍ لملحمةٍ أخرى.
الكيانُ الصهيوني جنَّ جنونه أمامَ الحِراكِ في جِنين. بينما عَمَدَ هذا الكيانُ الغاصبُ قبلَ عشرين عاماً إلى قتلِ مائتي فلسطينيّ في مُخيّم جِنين مقابلَ مقتلِ عددٍ من الصهاينة في نهاريا ظانّاً أنّ مسألة جِنين قد قُضيَ عليها إلى الأبد.
الاستِطلاعاتُ تُشيرُ إلى أن سبعين بالمائة من الفلسطينيين تقريباً في أراضي ثماني وأربعين وسبع وستين، وفي مخيّمات الشتات يطالبون قادة فلسطين بمواجهةٍ عسكريةٍ تجاهَ الكيانِ الغاصب. هذه ظاهرةٌ هامةٌ، إذ تعني جُهُوزيّةَ الفلسطينيين بشكل كامل لمواجهة الكيان الغاصب، وتعني إعطاءَ الضوءَ الأخضرَ الجماهيري للفصائلِ المجاهدة لِأنْ تُمارسَ دورها متى ما رأت الوقتَ يَستَلزِمُ ذلك.
الحِراكُ الجهادي للشعبِ الفلسطيني في القطاعين الشمالي والجنوبي لأراضي ثمانية وأربعين، ومُتَزامِناً مع ذلك خروجُ المسيراتِ الضخمةِ في الأردن والقدس الشرقية، والدفاعُ البطولي للشباب الفلسطيني عن المسجد الأقصى، والمناورات العسكرية في غزّة.. كلها تشير إلى أنّ فلسطين بأجمعِها قد تبدّلت إلى مسرحٍ للمقاومة. الشعبُ الفلسطيني الآن قد توحّدت كلمتُهُ بشأن مواصلةِ الجهاد.
هذه الأحداث ، وما شَهِدتهُ الساحة الفلسطينية في السنوات الأخيرة، قد ألغَت جميعَ مشاريعِ التسوية مع العدوّ الصهيوني. إذ لا يمكن تنفيذُ أيِّ مشروعٍ بشأن فلسطين في غيابِ أصحابها أي الفلسطينيين، أو في تَعارُضٍ مع وجهة نظرهم. وهذا يعني بُطلانَ جميعِ الاتفاقياتِ السابقة مثل أوسلو، وحَلِّ الدولتين، أو صَفْقَةِ القرن، أو التطبيع المذلّ الأخير.
الكيانُ الصهيوني، مع أنّ قُواهُ خائرة، لا يزال يُواصلُ جرائمَهُ، ويُشهِرُ السلاحَ بوجه المظلومين، ويقتل النساءَ والأطفالَ والعُزّلَ من الشيوخ والشباب، يزجُّ في السجون، ويمارسُ التعذيب، ويهدم البيوت، ويُبيدُ المزارعَ والـمُمتلكات.
وقال محمد جواد فيروز نيا السفير الإيراني في بيروت:” كل سنة تزداد الاحتفالات ما يدل على دعم مكثف ومتزايد للشعب الفلسطيني من قبل الأمة الإسلامية”.
يشار إلى أن حزب الله أحيا المناسبة بمهرجان جماهيري كبير في الضاحية الجنوبية تحدث فيه الأمين العام السيد حسن نصرالله . هذا ونظم حزب الله مسيرة قوارب بحرية جابت شاطئ مدينة صور تحمل الإعلام الفلسطينية.
كما وأقيمت العديد من الفعاليات والندوات الثقافية في اكثر من منطقة لبنانية ركزت على أهمية يوم القدس وأحيائه حتى تبقى فلسطين في ضمير الأمة حتى تحريرها من رجس الاحتلال.
وأحيا أبناء مدينة الموصل في العراق يوم القدس العالمي تلبية لنداء الإمام الخميني (قدس سره ).. حضر جمع من أبناء المقاومة الإسلامية حركة النجباء و بدر و عصائب أهل الحق و كذلك جمعا من شيوخ العشائر و المثقفين من أبناء سهل نينوى والموصل.
ويتم إحياء يوم القدس العالمي في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك بجميع أنحاء العالم تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً لمحاولات تهويد المدينة المقدسة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وتمثل مناسبة يوم القدس العالمي التي دعا إلى إحيائها الإمام الخميني (قدس سره)، رمزية خاصة للمسلمين حول العالم، وهي الدعوة التي لا زالت تتفاعل رغم مر السنين على أطلاقها.
وصرح وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان ، ان المقاومة اليوم في أفضل حالاتها في المنطقة، في لبنان وفلسطين ، والكيان الصهيوني في أشد حالات الضعف .
وأدان عبد اللهيان في تصريح للصحافيين أمس خلال مسيرة يوم القدس، نقلته وكالة الأنباء الإيرانية أرنا ممارسات الكيان الصهيوني في تدنيس المسجد الأقصى، قائلا : لقد اتخذنا إجراءات دبلوماسية مكثفة في الأسابيع الثلاثة الماضية لمواجهة هذه الممارسات.
وأضاف وزير الخارجية : طلبنا من الأمين العام للمؤتمر الإسلامي بالتنسيق مع بعض وزراء خارجية الدول الإسلامية عقد اجتماع طارئ، وسيعقد هذا الاجتماع الأسبوع المقبل على مستوى الممثلين الخاصين وسفراء الدول الإسلامية في جدة في الأمانة العامة للمنظمة.
وقال أن سفراء ايران في منظمة التعاون الإسلامي متواجدون في السعودية منذ حوالي ثلاثة أشهر، وان ايران سيتكون لها مشاركة فاعلة ونأمل بعقد هذا الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية .
واكد أنه بالتشاور مع وزراء الخارجية في الدول الإسلامية وغير الإسلامية الداعمة لفلسطين، جرى التوعية بهذه القضية، وآمل أن يتم اتخاذ إجراءات جادة في هذا الصدد ، حتى بعد شهر رمضان المبارك.
وأشار أمير عبد اللهيان في الختام إلى أن الصهاينة سعوا لتحقيق حلم إسرائيل من النيل إلى الفرات، إلا أن المقاومة لم تسمح بذلك عمليا ، و ان شهداء المقاومة في فلسطين ولبنان، وخاصة القائد سليماني شهيد القدس وشهيد الحرب ضد الإرهاب، وبإذن شاء الله سنصلي جميعاً في القدس.
وعهد يتجدد كل عام لدعم قضية فلسطين عبر مسيرات حاشدة في شوارع مدينة مشهد المقدسة شمال شرقي ايران، تندد بالاحتلال وترفض التطبيع.
لا الحر ولا العطش في شهر رمضان المبارك يوقف هذه الجماهير في مدينة أهواز جنوب غربي إيران دفاعا عن إخوتهم في الدم والدين والإنسانية بفلسطين.
ومسيرات تجوب شوارع آبادان في محافظة خوزستان، لتكون رسالة إعلامية لفضح جرائم الكيان الإسرائيلي وألا يندثر صوت المظلوم في القدس.