وسط تفشي التمييز العنصري بشكل خطير:أمريكا مسرح للجرائم الأكثر عنفاً في العالم

 

واشنطن/ بكين/ وكالات
كشفت دراسة جديدة عن تفشي مظاهر التمييز العنصري ونزعة تفوق “العرق الأبيض” على نحو خطير في الولايات المتحدة مع ارتفاع أنشطة الجماعات المتعصبة التابعة لليمين المتطرف بشكل كبير وتزايد جرائم الكراهية والعنف الموجه ضد الأقليات والأمريكيين المتحدرين من أصول إفريقية وآسيوية.
وأوضحت الدراسة التي أجرتها “رابطة مكافحة التشهير” الأمريكية ونشرتها صحيفة واشنطن بوست أن أنصار” تفوق العرق الأبيض” في البلاد صعدوا أنشطتهم على نحو غير مسبوق العام الماضي، بما في ذلك الترويج للأفكار المتطرفة والمحرضة على التمييز العنصري مع الإبلاغ عن 4851 حالة تتعلق بالدعاية لتفوق البيض وهو ما يعادل ضعف الحالات المسجلة عام 2020م.
ووفقاً للدراسة فإن أنشطة جماعات تفوق العرق الأبيض أصبحت أكثر اتساقا وتنظيماً، وهذا ما اتضح خلال أحداث اقتحام الكابيتول الأمريكي في السادس من كانون الثاني عام 2021م حيث شاركت ميليشيات اليمين المتطرف التي تستند في أفكارها إلى العنصرية بشكل كبير في تلك الأحداث.
وبالتوازي مع تصاعد خطاب العنف في البلاد وتنامي حركات اليمين المتشددة، تفشت مظاهر التمييز على أسس عنصرية ضد أمريكيين متحدرين من أصول عرقية مختلفة، بما فيها الآسيوية، حيث أشارت الدراسة إلى أن ثلاثاً من كل أربع سيدات من أصول آسيوية تعرضن لممارسات عنصرية ومتحيزة العام الماضي.
ووفقاً لتقرير جديد نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية فإن الكراهية ضد الأمريكيين المتحدرين من أصول آسيوية تصاعدت في أنحاء الولايات المتحدة منذ تفشي جائحة كورونا، فيما أشارت إدارة الشرطة في مدينة نيويورك إلى أن الجرائم ضد هؤلاء ارتفعت إلى أكثر من 360% في عام 2021م.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان جريمة القتل البشعة التي راحت ضحيتها “كريستينا يونا لي” وهي امرأة أمريكية من أصل آسيوي في شباط الماضي، حيث تعرضت لأكثر من أربعين طعنة من قبل شخص غريب تبعها إلى منزلها، في واحدة من أشد الاعتداءات ضد الأمريكيين الآسيويين وحشية في مدينة نيويورك وحدها .
وأظهر تقرير صادر عن منظمة “أوقفوا الكراهية ضد الأمريكيين الآسيويين وجزر المحيط الهادئ” أن النساء الأمريكيات الآسيويات يمثلن 62% من جملة حوادث الكراهية التي سجلت منذ بداية تفشي وباء كورونا في مارس عام 2020م حتى نهاية يناير الماضي، مشيرا إلى أن عدد هذه الحوادث المسجلة بشكل رسمي 10 آلاف و905.
يذكر أن جرائم الكراهية في الولايات المتحدة وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ عقدين مع إبلاغ عشرات آلاف الأشخاص عن جرائم متعلقة بالعرق أو المعتقدات الدينية أو غيرها خلال عام 2020م، وبحسب تقرير أصدره مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” قدمت وكالات إنفاذ القانون تقارير عن ثمانية آلاف و263 حادثة جنائية و11 ألفا و129 جريمة ذات صلة بدافع التحيز تجاه العرق.
كما استشرت في الأعوام الخمسة الأخيرة ظاهرة ما يسمى “تفوق العرق الأبيض” في الولايات المتحدة رغم الشعارات المزيفة التي ترفعها واشنطن وصناع القرار فيها حول الحرية والعدالة والمساواة .
وضع متدهور
وعلى صعيد متصل أكدت الصين أن تفشي العنف والعنصرية وانتهاك حقوق الإنسان في الولايات المتحدة باتت أموراً منهجية وطويلة الأمد وعلى السلطات الأمريكية إيجاد حلول جذرية للتصدي لوضعها المتدهور.
ونقلت وكالة شينخوا للأنباء عن وانغ ون بين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوله في مؤتمر صحفي تعليقاً على عنف الشرطة الأمريكية ومقتل رجل آخر من أصل أفريقي على يد ضابط شرطة أبيض في ولاية ميشيغان “إننا نشعر بقلق بالغ إزاء تدهور وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة.. هناك عدد كبير من الحقائق تظهر أن التمييز العنصري وجرائم الأسلحة والعنف خلال إنفاذ القانون ليست مجرد حالات منعزلة ومتفرقة وإنما مشكلات طويلة الأجل ومنهجية في البلاد”.
وأوضح المتحدث الصيني أنه منذ مقتل جورج فلويد عام 2020م على أيدي الشرطة قتل مئات الأشخاص من الأقليات العرقية على أيدي ضباط إنفاذ القانون الأمريكيين، مشيراً إلى أن 93.7 % من المسلمين الأمريكيين قالوا إنهم يعيشون في ظلام “الإسلاموفوبيا” بينما يعتقد 81 % من البالغين الأمريكيين الآسيويين أن العنف ضدهم في ازدياد، فيما الأمريكيون من أصل لاتيني الذين يشكلون 19% من سكان الولايات المتحدة يمتلكون 2% فقط من الثروة الأمريكية.
وأضاف أن الولايات المتحدة ليست في وضع يخولها توجيه أصابع الاتهام إلى الدول الأخرى بشأن وضع حقوق الإنسان لديها وما عليها فعلاً أن تفعله هو أن تواجه مشاكلها الجدية بهذا الخصوص والتفكير بنزاهة في كيفية معالجة جذور وأسباب تدهور وضع حقوق الإنسان لديها.
وأشار وانغ إلى أن الولايات المتحدة تشهد الجرائم الأكثر عنفاً في العالم، مشيراً إلى تاريخها الحافل على مدى العشرين عاماً الماضية من عمليات إطلاق النار الجماعي وسط فشل الحكومة الفيدرالية الأمريكية في تطبيق قانون مراقبة الأسلحة.

قد يعجبك ايضا