هانس غروندبرغ التقى وزير الخارجية ورئيس لجنة الأسرى ومن المقرر أن يلتقي فخامة الرئيس المشاط

المبعوث الأممي يصل صنعاء: الزيارة الأولى تحت التجربة

 

 

الثورة / صنعاء
وصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أمس إلى مطار صنعاء الدولي قادما من مسقط في أولى زيارة ينجح في ترتيبها إلى العاصمة صنعاء منذ تعيينه في أغسطس من العام 2021 خلفا للمبعوث السابق مارتن غريفيث، ووصل المبعوث صنعاء أمس بعدما التقى الوفد الوطني في مسقط وناقش مع الوفد سبل تثبيت الهدنة الإنسانية التي أعلنها في 30 مارس، ودخلت حيز التنفيذ من 2 إبريل الحالي، لكنها لم تستقر حتى اللحظة.
ووصل المبعوث الأممي إلى بلادنا هانس غروندبرغ أمس الإثنين، إلى العاصمة صنعاء في زيارته المعلنة الأولى منذ توليه مهمته قبل 9 أشهر، وعلى جدول أعمال الدبلوماسي السويدي لقاءات مكثفة مع القيادات والمسؤولين في بلادنا، ومنها لقاء مرتقب مع فخامة الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط للنقاش حول تنفيذ الهدنة الإنسانية التي تتعرض للخروقات الأمنية والعسكرية يوميا من قبل تحالف العدوان، وفتح مطار صنعاء المقفل والذي لم يستقبل أي رحلة جوية منذ إعلان الهدنة ما عدا رحلة المبعوث نفسه التي وصل على متنها ظهر أمس الإثنين.
كما سيناقش هانس إزالة العوائق أمام حركة السفن في ميناء الحديدة الذي يخضع لحصار تحالف العدوان البحري، ويأتي وصول المبعوث في ظل هشاشة الهدنة ومماطلة العدوان في تنفيذ ما يتعلق برفع الحصار عن مطار صنعاء والسماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المبعوث منذ 2016، وفتح ميناء الحديدة كذلك أمام عدد من سفن الوقود التي تخضع للقرصنة من قبل سفن تحالف العدوان.
الهدنة الهشة رغم نجاحها في خفض التصعيد في العمليات العسكرية تتعرض لخروقات يومية من قبل تحالف العدوان ومرتزقته، والخروقات قضية مطروحة على طاولة المبعوث هانس خلال لقاءاته مع القيادة في صنعاء، لكن الأهم من ذلك هو مماطلة تحالف العدوان في رفع الحصار عن مطار صنعاء، وميناء الحديدة.
وحتى اللحظة لم تصل أول رحلة جوية للطيران المدني التجاري إلى مطار صنعاء الدولي، على رغم مضيّ 12 يوما من إعلان الهدنة وأسبوع على موعد كان مقرراً لتدشين أولى الرحلات إلى المطار، وفق اتفاق الهدنة الإنسانية، وبعد تأجيل تلك الخطوة من الاثنين حتى الجمعة، مضى الموعد من دون أن يدخل بند فتح المطار حيّز التنفيذ.
وفيما أرجع المبعوث هانس غروندبرغ في وقت سابق تأجيل تدشين أولى الرحلات الجوية إلى «إجراءات لوجستية»، هل سيكرر نفس المبرر الذي طرحه أمام رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام، في العاصمة العُمانية مسقط، أم أنه سيلفق مبررات أخرى للأمر نفسه.
السؤال المطروح هو هل سيقف غروندبرغ بصمت أمام تنصّل السعودية من التزاماتها برفع الحظر الجوي والبحري عن اليمن، كعادة مبعوثي الأمم المتحدة السابقين ، وهل سيخسر فرصته الأولى والأخيرة إذا ما عجز عن دفع تحالف العدوان والسعودية على وجه أخص في تنفيذ الهدنة التي أعلنها ورحبت بها السعودية وحلفها العدواني.
في السياق نفسه لم يحدث أي اختراق في ملف الأسرى رغم لقاء رئيس اللجنة الوطنية للأسرى عبدالقادر المرتضى بالمبعوث أمس عقب وصوله صنعاء، بعدما كان من المحدّد تبادل الكشوفات أواخر الأسبوع الماضي.
وفي الوقت الذي سمح فيه تحالف العدوان السعودي لعدد من سفن الوقود التي كانت محتجزة قبالة ميناء جيزان بالوصول إلى ميناء الحديدة، خطف سفناً جديدة كانت في طريقها إلى الميناء خلال الأيام الماضية دون أي مبررات، فهل سيعي المبعوث حقيقة أن تحالف العدوان يعمل بعمد وقصد على تقويض مهمته وإفشالها؟
الخارجية العمانية لم تكن بعيدة عن المشهد فقد أعلنت وزارة الخارجية العمانية، أمس الاثنين، أن زيارة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ للعاصمة اليمنية صنعاء جاءت بعد لقاءات مع رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض محمد عبدالسلام في مسقط بغرض تثبيت الهدنة، وقالت الخارجية العمانية عبر صفحتها على «تويتر»: «بناءً على اللقاءات والمناقشات التي أجراها سعادة هانس غروندبرغ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن مع معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية وعدد من المسؤولين في سلطنة عمان ومحمد عبدالسلام رئيس وفد صنعاء التفاوضي حول إجراءات تثبيت الهدنة ومتطلبات التسوية الشاملة في اليمن، فقد غادر المبعوث الأممي مسقط متجهاً إلى العاصمة اليمنية صنعاء في أول زيارة له منذ تعيينه في منصبه في شهر أغسطس الماضي».
نجح المبعوث الأممي في الوصول إلى العاصمة صنعاء هذه المرة، لكن نجاحه في المرة القادمة سيكون مرهونا بما سيحققه في سياق تثبيت الهدنة الإنسانية ودفع تحالف العدوان لتنفيذها والالتزام بمضامينها، والمأمول أن ينعكس ما سيحرزه في التقدم نحو مفاوضات السلام الشاملة.
وكان المبعوث التقى رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، الأحد مساء أمس الأول، في العاصمة العمانية مسقط، وتم مناقشة سير الهدنة الانسانية وضرورة الإسراع في تسيير الرحلات من مطار صنعاء وسلاسة دخول السفن دون تعقيدات وعراقيل ووضع حد للخروقات التي يقوم بها الطرف الآخر إضافة إلى الشروع في مناقشة الملف الإنساني.

قد يعجبك ايضا