ما ينبغي أن يستوعبه المبعوث الدولي في أول زيارة لصنعاء: السلام استحقاق لشعبنا لا يجوز أن يُستجدى

 

الثورة / عبدالله محمد

للمرة الأولى حطت طائرة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ ظهر أمس الاثنين في مطار صنعاء الدولي في زيارة هي الأولى منذ تعيينه في بداية شهر أغسطس العام الماضي إلى صنعاء على أمل أن تفتحُ أبواب السلام.
لكن ما ينبغي أن يكون واضحا أمام المبعوث الدولي أن صنعاء تفتح أبوابها له، انطلاقا من أن السلام استحقاق لشعبنا لا يجوز أن يستجدى، ذاك ما يقوم به اليمن إذ لن يستجدي حقا مشروعا، ولن نستبق النتائج.. وهذه هي السردية التي ينبغي أن يستوعبها أولا.
وفي السياق أعلنت وزارة الخارجية العمانية، أمس الاثنين، أن زيارة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ للعاصمة اليمنية صنعاء جاءت بعد لقاءات مع رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام في مسقط بغرض تثبيت الهدنة.
وقالت الخارجية العمانية عبر صفحتها على “تويتر”: بناءً على اللقاءات والمناقشات التي أجراها سعادة هانس غروندبرغ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن مع معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية وعدد من المسؤولين في سلطنة عمان والأستاذ محمد عبدالسلام رئيس وفد صنعاء التفاوضي حول إجراءات تثبيت الهدنة ومتطلبات التسوية الشاملة في اليمن، فقد غادر المبعوث الأممي مسقط متجهاً إلى العاصمة اليمنية صنعاء في أول زيارة له منذ تعيينه في منصبه في شهر أغسطس الماضي.
صنعاء أبدت حُسن النية وأول لقاء للمبعوث الدولي كان أمس مع وزير الخارجية، المهندس هشام شرف، جرى خلال اللقاء مناقشة آخر المستجدات على الساحة الوطنية ومنها ما يتعلق بالهدنة وجهود إيقاف العدوان على اليمن.
وزير الخارجية، أكد على ضرورة تفهم العالم لمظلومية الشعب اليمني وصموده في مواجهة العدوان والحصار الشامل .
مشيرا إلى أن القيادة في صنعاء أكدت مراراً أن يدها ممدودة- وما تزال- نحو السلام العادل والمشرف للشعب اليمني.
ولفت إلى أن الجدية في إظهار نوايا السلام من قبل الطرف الآخر وفي المقدمة دولتا العدوان السعودي الإماراتي لا بد أن تترجم إلى خطوات عملية وملموسة يشعر بها أبناء الشعب اليمني الذي يعاني من أسوأ كارثة إنسانية جراء العدوان، وفي مقدمة هذه الخطوات عدم عرقلة دخول سفن المشتقات النفطية والغاز المنزلي إلى ميناء الحديدة، وإعادة فتح مطار صنعاء دون أي عراقيل لوجستية أو بيروقراطية أمام حركة الرحلات التجارية والمدنية وتنقل المواطنين اليمنيين.
وزير الخارجية أيضا نبه في اللقاء إلى أن من ضمن تلك الخطوات، الاهتمام بإعادة صرف مرتبات كافة موظفي الدولة دون استثناء، بما يسهم في رفع المعاناة عن كادر الدولة الذي حرم من حقه في الراتب لسنوات عديدة.
وأكد أن تنفيذ تلك الخطوات الإنسانية تمثل رسالة إيجابية للشعب اليمني بأن هناك إجراءات واقعية تتبناها الأمم المتحدة ويتخذها الطرف الآخر للتأكيد على توجهه نحو السلام، وبما يُهيئ المناخ للوصول إلى تسوية سياسية شاملة مستدامة برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن.
وشدد وزير الخارجية، على أهمية التزام الطرف الآخر ببنود الهدنة المؤقتة التي دخلت حيز التنفيذ برعاية الأمم المتحدة، والتأكيد على ضرورة وقف الخروقات.
من جانبه أوضح المبعوث الأممي، أن هناك فرصة لتثبيت الهدنة المؤقتة وتحويلها إلى وقف إطلاق نار شامل وصولاً إلى تسوية سياسية سلمية.. مؤكداً أن الشعب اليمني يستحق كل الدعم بعد المعاناة التي عانى منها.
لن نستبق الحكم على نتائج الزيارة التي جاءت عقب تشكيل السعودية مجلسا رئاسيا لإدارة المناطق اليمنية الواقعة تحت احتلال دول العدوان..
لكن هل يحمل غروندبرغ أجندة مقنعة لصنعاء تؤكد جاهزية دول العدوان للسلام وترك اليمنيين ليقرروا ما يريدون.؟
لأن البناء على معطيات “مجلس الرياض” لن يكون صوابا ونحن نعرف مجمل الأجواء التي سبقت ورافقت ما سمي بمؤتمر الرياض الذي تهاوى إليه عملاء ومرتزقة العدوان من شرق وغرب الكرة الأرضية ليكونوا شهود زور على سيناريو أعد وفقاً لأحكام وبنود دستور وقانون تمّ استحضاره من خارج حدود الجمهورية اليمنية، ليجري تكييفه من قِبَل “الشقيقة الكُبرى” المملكة السعودية وخبرائها الدستوريين الجهابذة في قوانين التزوير الدولي، من بريطانيا وأمريكا وربما من الصهاينة” وفقا لحديث رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور قبل يوم أمس لقناة الميادين.
والذي تساءل فيه الدكتور بن حبتور “ماذا سيُسجل التاريخ عن المجتمعين من شرق الكرة الأرضية حتى غربها، أي (شهود الزور) ؟ “.. موضحاً أن إجابة هذا السؤال قد حفظها التاريخ اليمني الحيّ في أضابيره المُحكمة، التي ستبقى شاهداً على انحطاط العُملاء ووقاحة الأعداء وصلفهم.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الشعب اليمني، سيظل ينظر إلى أن ما حدث في مدينة الرياض، عاصمة دولة العدوان الأولى، من تغييرات غير دستورية ولا قانونية في الشكل السياسي لقيادة دفة الدولة اليمنية في الأراضي اليمنية الخاضعة للاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي، باعتباره محطة عابرة من محطات التآمر، القادر على إفشالها بعون الله وهمّة الأبطال، كما أفشل حرب العدوان على الجزء الأكبر من الشعب اليمني على مدى سبع سنوات خلت.
وعلى أية حال، هاهي صنعاء تفتح بابها للمبعوث الدولي وتريد أن ترى على الواقع إجراءات ملموسة تطمئن الشعب اليمني في القضايا الإنسانية المتعلقة بتنفيذ بنود الهدنة الإنسانية ووقف خروقات الطرف الآخر التي تتنامى في أكثر من جبهة دونما اعتبار لمضامين وبنود الهدنة ..بغير ذلك ستبقى الهدنة مجرد عنوان فارغ المضمون ما لم تدخل جميع بنودها كحزمة واحدة حيز التنفيذ.. لأن بعدها ستقرر صنعاء ما الذي ستفعله في قضية بحث مضامين التسوية الشاملة.

قد يعجبك ايضا