يحملون مكانسهم وسط حرارة الشمس والعطش الشديد ووسط الأتربة وأكوام القمامة

“عمال النظافة”.. العيون الساهرة في رمضان!

 

نقص العدد يضاعف معاناتهم في الشهر الفضيل.. واللامبالاة من المواطنين “تؤرقهم”
يستحقون التحية والإشادة.. ويبقى السؤال “متى نتحلى بثقافة النظافة”؟

منذ ساعات الصباح، تجد عمال النظافة من رجال ونساء، بمختلف الشوارع والطرقات، وداخل الساحات والمتنزهات، يقومون بعملهم دون كلل أو ملل.
وحتى في أوقات ذروة اشتداد حرارة الشمس التي تتزامن وأوقات عملهم، ترى عمال النظافة هنا وهناك حاملين مكانسهم وساحبين لعرباتهم البسيطة، محملة بالأتربة ومخلفات المواطنين .
يؤدون عملهم بجد وكفاح، يتحملون كل هذه الأعباء وهم صائمون في نهار رمضان.
وجدناهم يحملون المكانس في أيديهم التي أرهقها كثرة العمل، يسيرون في الشارع يجمعون أكياس القمامة المتناثرة هنا وهناك، ويكنسون غبارًا يتطاير رغم معاناتهم مع الصيام.
أصحاب الأيدي التي تكد وتتعب يرفعون أطنان من القمامة والمخلفات يومياً، من اجل إظهار الشوارع والميادين بشكل جيد، ولمنع تراكمها، حتى لا تؤدى لانتشار الأمراض والأوبئة .
انهم يبذلون جهد كبير في نهار رمضان وسط ارتفاع درجات الحرارة مع بداية شهر الصيف. هؤلاء يستحقون التحية والإشادة، على مواصلتهم العمل ليلا ونهاراً في الحفاظ على نظافة شوارع وأحياء مدننا، في الوقت الذي يتوارى فيه الجميع داخل منازلهم.

نماذج رائعة
رغم علامات الإرهاق والتعب التي بدت على عبد الله؛ إلا انه يواصل عمله في صمت وإخلاص في تجميع القمامة، في أجواء الحر والعطش الشديد في شهر الصيام، وذلك مع قلة من زملائه وفي معدات بسيطة جدا تثقل هي الأخرى كاهله .
ولا يختلف حال عامل النظافة محمد يعقوب عن سابقه؛ فهو يخرج لعمله، ويعود قبيل انتصاف النهار مجهدًا “يقطر العرق من جبينه لا يقوى على الوقوف على قدميه”، بحسب ما يقول.
أما عادل خيران، فيشتكي بأن العمل بالنظافة عمل شاق، وعدد العمال قليل، ولا تتوفر وسائل حديثة للتنظيف، خاصة مع العمل تحت أشعة الشمس وارتفاع درجة الحرارة في شهر رمضان .
من جانبها ترى إحدى العاملات بالنظافة، بأن ما يزيد من عبء ومعاناة عامل النظافة هو الإهمال الكبير واللامبالاة من قبل المواطنين الذين لا يلتزمون بوضع القمامة داخل البراميل، في وقت أصحاب المحلات يرمون مخلفاتهم في الشوارع والأرصفة بشكل عشوائي ولا ينتظرون وقت وصول عربة النظافة ومرورها بالقرب من محلاتهم .

سلوكيات سلبية
نتيجة السلوكيات السلبية التي ينتهجها عدد من المواطنين في الشوارع والحارات، يكثر الرمي العشوائي للقمامات المنزلية وبكميات كبيرة يغلب عليها بقايا أصناف المأكولات والمخلفات وهي السلوكيات التي تؤرق عمال النظافة وتزيد من متاعبهم.
قطعانٌ تضم عشرات الرؤوس من الأغنام والماعز يقودها رعاة جوالون في الشوارع، لتتغذى على ما يقع في طريقها من القمامة التي تتكوّم في المقالب العشوائية وصناديق القمامة.
مشهدٌ متكرر اعتاد عليه السكان في صنعاء، في ظاهرة خطيرة تؤثر على صحة المجتمع، سواء من خلال قيام أصحاب هذه المواشي في تفريغ براميل القمامة من المخلفات ورميها خارج البرميل، أو من خلال خطرها على صحة الإنسان، لما قد ينطوى على تناول هذه اللحوم من مخاطر وإضرار بصحة الإنسان، نظرًا لسوء تغذيتها وتعرضها لأنواع عديدة من الملوثات .
ويبقى المسؤول الأول والأخير هو المواطن وذلك بضرورة احترامه لمواعيد وتوقيت إخراج النفايات المنزلية.

قد يعجبك ايضا