لا بد من التعاطي الإيجابي مع كل دعوات السلام تحت سقف الحفاظ على سيادة وحرية القرار اليمني

مراقبون لـ”الثورة”: الهدنة المعلنة بإشراف أممي إحدى ثمار الصمود والردع

الثورة / أسماء البزاز
أوضح مراقبون أن الهدنة بين اليمن والسعودية، المعلنة عبر المبعوث الأممي من عمان، تؤكد للجميع أن من يمثل اليمن هو شرعيته الحقيقية في صنعاء، وليس المهرجين المجتمعين في الرياض أتباع المعتدي السعودي وحلفاءه، مبينين أن هذه الوثيقة الدولية المتمثلة بإعلان الهدنة، هي وثيقة نصر نكست راية الاستكبار بإقراره بحكومة صنعاء وفشله العسكري الذريع بعد عدوان اجرامي للعام الثامن وتحمله مسؤولية ذلك الدمار وتلك الجرائم التي ارتكبها ضد اليمن.
ليشكل إعلان الهدنة مفصلا تاريخياً في العلاقات اليمنية بمحيطها الاقليمي والدولي، وانتهاء حقبة السيطرة والاخضاع لليمن وإلى الأبد، مؤكدين أهمية التعاطي الإيجابي مع كل دعوات السلام ومن أين ما كانت مع الحفاظ على السيادة وحرية واستقلال القرار اليمني .
السياسي نايف حيدان أوضح أن مطلب السلام أو التوجه بخطوات ثابتة نحو تحقيق السلام هو مطلب وتوجه قيادة الثورة منذ انطلاق الثورة وما اتفاق السلم والشراكة إلا خير دليل على ذلك هذا على المستوى الداخلي .
وقال: أما على المستوى الخارجي فإن تأخر الرد على عدوان السعودية على اليمن والذي كان بعد أربعين يوما أيضا دليل على أننا لا نريد غير السلام ولسنا راضين بسفك الدماء العربية المسلمة وتدمير الأوطان في كل الظروف وما كان الرد والمواجهة إلا ضرورة فرضتها شراسة الحرب على اليمن وتكالب العالم علينا .
واليوم وبعد إعلان الهدنة لمدة شهرين بإشراف أممي وفتح المطار وإدخال المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة نستطيع القول إنها ثمرة من ثمار الصمود اليمني والتضحيات الكبيرة التي قدمها ويقدمها رجال الرجال، إلا أن هذه الهدنة والإجراءات التي تصاحبها لازالت بنظري منقوصة مقارنة ببنود الهدنة اليمنية التي أعلنها الرئيس مهدي المشاط عشية ذكرى يوم الصمود والتي من ضمنها وأهمها سحب كامل للقوات الأجنبية من اليمن ، ومع أن ثورة 21 سبتمبر ما انطلقت إلا للتحرر واستعادة القرار والسيادة اليمنية، فلابد أن يفتح المطار بشكل كلي وبعيدا عن الرقابة أو الإشراف من أي جهة كانت.
وتابع حيدان: طالما قلنا مرارا إن الأمم المتحدة تكيل بمكيالين وإنها جزء أو طرف في الحرب فإعطاء الثقة لها والتقيد بقراراتها ستكون انعكاساته ونتائجه خطيرة على الداخل اليمني وقد تتحقق للعدو بحجة السلم ما عجز عن تحقيقه بالحرب، فلهذا لا بد من التعاطي الإيجابي مع كل دعوات السلام وأياً كانت مع الاحتفاظ أو الحفاظ على السيادة وحرية واستقلال القرار.
ومضى يقول : ولا أخفيكم ان الهدنة في ظل تشظي وانقسام اليمن لها أبعادها ومخاطرها والعدو السعودي والإماراتي ومن يقف خلفهما يعي ذلك جيدا ويرى في ذلك طريقاً سالكاً لتحقيق مآربه وأهدافه خصوصا ونحن نشهد ونسمع عما يحدث في جزيرة سقطرى وفي شبوة والمهرة رغم أنها ليست مناطق حرب أو مواجهة مع من يسميهم العدو بـ(الانقلابيين ) ومع هذا خطوات الاستيطان والسيطرة ماضية على قدم وساق، ضاربين عرض الحائط القوانين الدولية أو حتى احترامهم وعلاقتهم مع اليمن ومع خدامهم من المرتزقة .
وبيَّن أنه لو كانت دول العدوان جادة في السلام وأصبح في همها مصلحة اليمن كدولة جارة لأثبتت حسن النية برفع يدها عن كل شبر من الأراضي اليمنية وأوقفت نهبها لخيرات اليمن وثرواته على الأقل احتراما للمرتزقة الذين يقاتلون في صفها .
وإلى جانب كل ما ذكر سابقا أكد حيدان أنه لا بد من التعامل الإيجابي والحذر مع هذه الإجراءات والتوجهات وخصوصا الخطوات التي ستتخذ أثناء الهدنة، فبريطانيا تجيد سياسة التقسيم والتمزيق وكذلك أمريكا شاطرة في تغذية الصراعات الداخلية والحروب المستدامة وعبر أدواتهما ستظل توجهات خطيرة على مستقبل اليمن وخصوصا في السلم ولهذا لا بد أن تصاحب خطوات وإجراءات ما بعد إعلان الهدنة خطوات وإجراءات تحصَّن الجبهة الداخلية وتحاول لملمة الشتات اليمني وهي فرصة ذهبية للم الشمل اليمني وتوحيد الصف وتوديع الحروب إلى الأبد، فقط ما نحتاجه هو التعاطي والتجاوب من قبل قيادات الأطراف الأخرى اليمنية لوضع هدنة أبدية للحروب والتوجه الجاد للبناء وتعويض الأجيال عما عانته وخسرته من سنوات الحرب والتوجه لحوار يمني – يمني وفي داخل اليمن وبإشراف يمني لتكون كلها مخرجات يمنية وحلاً يمنياً وبهذا تتحقق مطالب كل اليمنيين في تحقيق الحرية والسيادة والاستقلال على أرض الواقع بعيدا عن الشعارات الزائفة والخطابات الرنانة والعبارات المدغدغة للعواطف .

وختم حديثه متسائلا : هل سيعي اليمني ويصحو من غفلته وسباته ليستغل فرصة السلم لبناء اليمن حقاً؟
تداعيات عالمية
أما الإعلامي أحمد عباس المختفي فيقول من ناحيته: لا شك أن الشعب اليمني يأمل ان تكون الهدنة فاتحة لإنهاء العدوان لكنهم في ذات الوقت قد جربوا مرارا وتكرارا نكث مثل هذه الهدن مع صمت الأمم المتحدة دائما .
ويرى ان الهدنة هذه المرة مختلفة نظرا لأنها جاءت بعد الضربة الأخيرة للمنشآت النفطية في جدة والتي أوجعت دولة العدوان وكانت خسائرها كارثية .
وقال : ولا ننسى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي لها آثار على الطاقة بعد تحول أمريكا وأوروبا للبحث عن طاقة بديلة وبالتأكيد ليس لهم إلا الشرق الاوسط تحديدا السعودية والخليج وتضرر مصادر الطاقة فيها كنتاج للحرب الدائرة الآن معناه فقدان أمريكا وأوروبا مصدراً حيوياً للطاقة وهم في أمس الحاجة إليه.
ويرى المختفي أن الهدنة ستنجح وتتبعها تسويات تفضي لإنهاء العدوان ومفاوضات حقيقية تحفظ ماء وجه السعودية ولو شكليا أمام العالم.

مفصل تاريخي
أ.د/عبدالوهاب عبدالقدوس الوشلي – مساعد رئيس جامعة صنعاء السابق – يقول من جهته : إن الهدنة بين اليمن والسعودية، المعلنة عبر المبعوث الأممي من عمان، تؤكد للجميع أن من يمثل اليمن هو شرعيته الحقيقية في صنعاء، وليس المهرجين المجتمعين في الرياض أتباع المعتدي السعودي وحلفاءه، وحدد البيان السياسي الصادر في عمان عبر الوسيط للأمم المتحدة، طرفي الحرب ضد اليمن منذ مارس2015م، وهما السعودية وحلفاؤها وأتباعها المحليون كطرف، ومن يمثل اليمن ارضا وشعبا ويدافع عن الوطن انصار الله وحلفاؤهم كطرف مقابل، وأكد أن الحرب والصراع دولي وليس محلياً كما حاول أن يزعم المعتدون، وهذه الوثيقة الدولية بإعلان الهدنة، هي وثيقة نصر نكست راية الاستكبار بإقراره بحكومة صنعاء وفشله العسكري الذريع بعد عدوان اجرامي للعام الثامن وتحمله مسؤولية ذلك الدمار وتلك الجرائم التي ارتكبها ضد اليمن.
مبينا أن اعلان الهدنة مفصل تاريخي في العلاقات اليمنية بمحيطها الاقليمي والدولي، على اساس العلاقات المتكافئة وانتهاء حقبة السيطرة والاخضاع لليمن والى الأبد، وولادة نظام سياسي جديد في اليمن الحر المستقل، ودحض كل الاكاذيب والافتراءات التي اختلقها العدوان لتبرير جرائمه في اليمن، وظهرت الحقيقة التي تقول: ليعلم القاصي والداني أن انصار الله لا يقاتلون نيابة عن إيران أيها الانذال، فإيران ليست بحاجة أحد يقاتل عنها، فلديها جيش ضارب تخشاه أمريكا واسرائيل وكل دول الغرب، انصار الله رجال العصر الحديث، يقاتلون دفاعا عن اليمن، أرضا وشعبا وتاريخاً وكرامة وحرية، ضد المحتل الغازي الغادر الحاقد اللئيم الواهم المتمثل في قوى الاستكبار العالمي وأذيالها بالمنطقة بالنيابة عن الجبناء الأنذال خونة الأوطان القابعين في فنادق الرياض والإمارات وتركيا والقاهرة، والمتخاذلين.

وقف نهائي للحرب
الإعلامي والكاتب محمد الورد يقول من جانبه: بعيداً عن الأسباب التي أدت إلى الهدنة والتي كان من أبرزها الهجوم الذي تعرضت له شركة أرامكو في جدة فإن الأهم من الهدنة نفسها هو تطبيقها على أرض الواقع بما يسهم في تخفيف الآثار المترتبة على الحصار المفروض على بلادنا منذ سبعة أعوام والذي ادى الى تدهور الجانب الاقتصادي وتفاقم المعاناة الانسانية .
وبيَّن الورد أنه في الأيام القليلة القادمة ستثبت مدى مصداقية الطرف الآخر من عدمها، أما الطرف الوطني فهو يؤمن بالسلام ويدعو له بصورة مستمرة ونقصد هنا السلام العادل والشامل وفي حال نكث العدوان ومرتزقته بما تم الاتفاق عليه فإن الجيش واللجان الشعبية جاهزون للتعامل مع ذلك .
متطلعا إلى أن تسير الهدنة وأن تطبق كافة بنودها وان تتطور الى وقف نهائي للحرب ونتطلع لأن ينعكس تطبيقها على الحياة المعيشية للمواطن في التخفيف من الأعباء التي أثقلت كاهله وندعو حكومة الانقاذ للتعامل بشفافية مع كل تفاصيل الهدنة وجعل الهدف الرئيسي منها تحسين الظروف المعيشية للناس.

الرضوخ للمطالب
الحقوقية وفاء الكبسي أوضحت أن الهدنة المتفق عليها برعاية الأمم المتحدة ماهي إلا استجابة قوى العدوان لمبادرة الرئيس المشاط، وبهذه الهدنة نستطيع القول: إن عمليات إعصار اليمن وعمليات كسر الحصار نجحت وبقوة في كسر عنجهية وهمجية دول تحالف العدوان وخاصة النظام السعودي، أما عن رعاية الأمم المتحدة فهي دائما الراعية للمجازر الوحشية للعدوان وهذا يثبت أنها منظمة مأجورة شريكة وداعمة للعدوان الغاشم الذي لا يفهم غير لغة القوة التي تحدثت بها الطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية اليمنية التي زلزلت أمريكا وهددت السوق العالمية بأزمة نفطية لا مثيل لها وهددت وجودها في المنطقة، ما دفع المعتدي للخضوع للمبادرة اليمنية مكرهين مرغمين.
معتبرة أن نجاح هذه الهدنة يتوقف على التزام تحالف العدوان بتنفيذ الهدنة بوقف العمليات العسكرية مع أنه منذ اليوم الأول لدخول الهدنة حيز التنفيذ وتحالف العدوان يرتكب الخروقات في جميع الجبهات، فهذا العدو جبان لا يرعى عهدا ولا ذمة ، ومع ذلك نحن تعاملنا مع هذه الهدنة بكل ترحاب ولكن بحذر شديد لإثبات حسن النية وأننا نريد السلام العادل الشجاع وإثبات أننا لسنا من يتحكم بالحصار والعدوان ، ولكننا لن نسكت أو نقف مكتوفي الأيدي إذا استمرت الخروقات فإن أيدينا على الزناد جاهزة للرد ورجالنا الأبطال من الجيش واللجان الشعبية لم يغادروا مواقعهم بل هم حاضرون وبكل جهوزية.
وقالت: ان الهدنة بالنسبة لنا هي بمثابة نقطة ضوء في نفق مظلم ، فالمؤشرات والدلائل تؤكد أن العدو يريد أن يخرج من مأزقه ويحفظ ماء وجهه، لذلك نحن متفائلون بأن هذه الهدنة هي أول خيوط اعلان الانتصار بوقف العدوان وفك الحصار وإنهاء الاحتلال، لأنهم غير قادرين على المجازفة والهزيمة أكثر من هذا، فأرامكو لم تعد تتحمل ضربة واحدة من مسيَّراتنا ولا صواريخنا البالستية، وأمريكا لم تعد قادرة على الصمود أمام هذه الأزمة النفطية العالمية خاصة بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فلم يعد لها مخرج سوى الرضوخ لمطالبنا وهذا ما يتم بالفعل عبر مشاروات مسقط، وكما أن بداية الخير قطرة فإن بداية النصر هدنة ، وإن غداً لناظره لقريب.

معاهدات وخروقات
أما الناشطة رجاء المؤيد فتقول من ناحيتها: بالنسبة للهدنة المتفق عليها وبرعاية الأمم المتحدة ومن خلال الواقع الملموس والتجربة المريرة مع الامم المتحدة لم تأت لسواد عيون اليمنيين ولا رحمة وانسانية من الامم المتحدة التي يُقتل الاطفال والنساء على مرأى ومسمع منها وآخر جريمة اُرتكبت اول العام الثامن في حوش التأمينات والتي استهدفت أسرة جلها من الاطفال والنساء جوار مكتب الأمم الذي جاءه تحذير مسبق وطلب اخلاء مكتب الامم من الموظفين حفاظا على سلامتهم .
وقالت : إن هذه الغطرسة والكبر من قبل تحالف العدوان برئاسة أمريكا وبرعاية الأمم المتحدة التي تغض الطرف عن كل جرم يرتكبه العدوان وتشيط غضبا وتنديدا عند أي رد من قبلنا تجاه السعودية أو الإمارات ،وما آخر ضربة على أرامكو في جدة ببعيدة، فقد كانت ضربة قوية تحمل رسالة أننا لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه استمرار العدوان والحصار المطبق ومنع سفن المشتقات النفطية والغاز ومنع دخول الغذاء والدواء لأبناء الشعب اليمني الصامد والصابر على مدى سبع سنوات من العدوان، حيث شكلت الضربة وتشكل تأثيرا بالغا على القدرة الانتاجية للمملكة للنفط الذي كان يعول على هذه القوة والطاقة كبديل لنفط وغاز روسيا التي دخلت بجيشها أوكرانيا وتريد أمريكا أن تفرض عقوبات على روسيا التي كانت تغطي نسبة لا بأس بها من السوق العالمية، هذه التكتيكات والتي ترى أمريكا انها تلعب بذكاء بينما هي سقطت بالفعل سياسيا وعسكريا وظهر مدى استقوائها على مستضعفي العالم معتمدة على أموال دول الخليج وعلى بيع السلاح وتشغيل مصانع الأسلحة في أمريكا وأوروبا وهي ضعيفة لم تقدر على مواجهة روسيا التي هي جزء من اتحاد تم إسقاطه بقوة وبجيش عربي باسم الجهاد .
وأضافت أن الهدنة التي أُعلنت بعد اجتماع في الرياض الذي رفض حضوره وفد أنصار الله حيث أن السعودية لاعب رئيسي في العدوان على اليمن وتريد أن تخرج من الموضوع وكأنها مجرد وسيط بين اليمنيين وأن الخلاف يمني – يمني فقط، السعودية والامارات اللتان ظهر الهدف الحقيقي والغاية التي دعتهما للعدوان على اليمن والتي يعرفها الجميع وهي محاولة إعاقة اليمن بنظامه الجديد المنتصر بثورته الشعبية على أنظمته الفاسدة والعميلة، سواء قائد الثورة أو القيادة السياسية والقاعدة الشعبية التي لم تعد ولم تبق تابعة أو حديقة خلفية كما يقال للسعودية ولم تعد الادارة الفعلية للبلاد للسفارة الامريكية، ولن تعود بإذن الله لأن هذه الثورة عُمدت بأزكى وأطهر الدماء من كل الفئات والاطراف في هذه الثورة العظيمة من قيادة الثورة الى رئيس الجمهورية الى أفضل وخيرة شباب هذه الأمة ،لذلك عندما حصل اليأس من حصول أي تحول أو التفاف على هذه الثورة، قاموا بشن عدوان همجي حاقد يبين مدى الحقد والغل على الشعب اليمني بقيادته ولذلك تجد تصرفاتهم من حصار أو استهداف عسكري يستهدف المواطن البسيط الذي ظن تحالف العدوان انه بكثرة استهدافه ومحاولة كسره سيؤدي الى خضوعه واستسلامه لكنهم صُدموا أن هذا المواطن الضعيف زاد قوة وصلابة وزاد صبرا وصمودا وتحملا من خلال ايمانه العميق وثقته الكبيرة في الله تعالى أنه هو الولي وهو الناصر والمعز لمن تمسك بدينه وجاهد في سبيله دفاعا عن قيمه وعقيدته وعزته وكرامته .
موضحة أن هذه العوامل كلها وضعت تحالف العدوان في وضع محرج ويسعى الى أن يخرج من العدوان بأقل الخسائر ويسعى إلى أن يحتفظ بمحافظات الجنوب التي تمتلك النفط والغاز وبها أهم الموانئ التي تطل على البحر العربي والمحيط الهندي، كل هذه المطامع التي يسعى العدو الى تحقيق ولو جزء منها ،الى جانب أنه يعمل على أولويات بحسب احتياجاته ومصالحه التي تأثرت كما سبق وذكرت بهجوم روسيا على اوكرانيا وتأثر دول أوروبا حتى أمريكا بأزمات في الحصول على المشتقات النفطية وارتفاع سعرها، لذلك جاءوا بالهدنة لكي يتجنبوا خسائر بسبب الرد العسكري من قبل اليمن من خلال عمليات كسر الحصار التي قام بها الجيش اليمني ضد قوى التحالف السعودي والاماراتي، ليعلم العدو أننا أصبحنا نمتلك من القوة ما يخضع العدو لشروطنا ونأمل أن تكون هذه الهدنة خطوة أولى للوصول الى وقف كامل للعدوان وفك الحصار بشكل كامل على المطارات والموانئ وإعادة البنك والموارد اليه وإعادة حقوق الموظفين ومرتباتهم مع أن ذلك لن يكون منهم إلا بحسب حاجاتهم ومصلحتهم، لأنهم لن يأبهوا للشعب ولا لمعاناته وليس من صفاتهم أنهم ممن يفي بعهوده ومواثيقه، فالله أصدق حديثا واصدق وصفا وتوصيفا لعدونا ولأحواله وفي كتابه الكريم وآياته عرّفنا بعدونا وبيَّن لنا ماهي الوسائل التي تجعلهم يصغون لمطالبنا وهي امتلاك القوة التي ترهبهم ومن وراءهم من الأعداء من شارك في العدوان بشكل مباشر أو من وراء العدو الظاهر سواء بدعم سياسي أو مادي أو دعم لوجستي أو إعلامي أو حتى بالصمت والتعتيم على هذه المظلومية وكأنه لا يوجد عدوان على هذا الشعب، مع ان وسائل الاعلام تتسابق إلى نشر أي خبر أو حدث حتى وإن كان تافها، هذه القوة الرادعة تحفظ للبلاد وللشعب كرامته وعزته وأمنه.
وترى المؤيد أن المطلع على كل اعلاناتهم لهدنات في أوقات مختلفة يجد عدم وفائهم الكامل لتلك المعاهدات فالخروقات والانتهاكات التي تسجل عليهم كثيرة ومؤثرة، كذلك السفن المحتجزة لم يسمحوا بدخولها الى البلاد إلا بأقل من عشرة في المائة، فالسفن المحتجزة تصل إلى قرابة العشرين أو أقل ولم يدخل الى الميناء حتى اليوم سوى سفينتين، كذلك الرحلات التي سمحوا بها ان تنطلق من اليمن لا تفي بحاجة اليمنيين ولم تغط حتى أقل القليل مما يحتاجون اليه من سفر المرضى للعلاج او حتى عودة العالقين خارج اليمن أو حتى ادخال الادوية والادوات الضرورية لإسعاف المرضى والجرحى التي نفدت، ولم يبق إلا الشيء القليل واليسير وخاصة لأمراض الفشل الكلوي وامراض السرطان وغيرها من الامراض المزمنة ، قد يحكم القارئ عليَّ أنني متشائمة لكنه ليس تشاؤما بل نظرة واقعية من خلال قراءة الواقع وأساليب العدو وتعامله معنا وكذا تعامل الامم المتحدة تجاه قضايا ومظالم اليمن، وأن أي هدنة أو مبادرة ليست لسواد أعيننا بل هي بقدر خوفهم على مصالحهم وما يسعون لتحقيقه من مكاسب تصب في مصالحهم وبقدر تجنب الأضرار التي قد تتسبب بها ضرباتنا باتجاه المواقع الاقتصادية والعسكرية والمواقع الحساسة التي تؤلم العدو وتصيبه في مقتل، ونحن لن نرد أي مبادرة أو إعلان لأي هدنة إنسانية تأتي بفائدة أو مصلحة للناس مع الحذر والحرص الشديد في تعاملنا مع العدو قال تعالى( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْـمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْـمُؤْمِنِينَ).

منطلقات وأبعاد
رجاء اليمني – ناشطة في المجال الاقتصادي – تقول من ناحيتها: إن الورقة الاقتصادية هي رهان العدوان كي يحقق الفوز في تركيع هذا الشعب العظيم ويفوز في هذه الحرب العبثية هذا من جهة دول العدوان ولكن من جهة السيد – سلام الله عليه – اختصارها بقوله “سينهزمون” وبالتالي لابد أن نحلل هذه الكلمة حتى نصل إلى المعنى الحقيقي لها، فالسيد القائد عندما نطق بهذه الكلمة لم تكن ارتجالية او خطاباً عادي ولكن لها أبعاد كثيرة منها:
1/الهدنة ليست إلا لترتيب أوراق العدوان والخروج من الموقف الراهن فقط لأنه فعلا ضربت لديه مواقع حساسة كانت بداية للهوان وكشف الواقع الحقيقي لبعران الخليج.
2/من جهة انصار الله تعتبر تخفيفاً لما يعانيه الشعب من الحصار والقضاء على الخلايا التي حاول العدوان نشرها في كل مرافق الحياة.
3/الحكمة الموجودة لدى السيد – سلام الله عليه – والتي يفتقر لها النظام السعودي.
4/ المنطق يقول: ما أخذ بالقوة لن يسترد عبر طاولة حوار وإنما بالقوة وسوف تثبت الايام القادمة كلامي.
5/الخوف من تحذير السيد وهو الأمر الذي لا بد من حدوثه وسوف تكون هناك ضربة تشل اقتصاد العالم وسوف نصل إلى هذه النقطة آجلاً غير عاجل.
6/اليمن غنية بالثروات والمعادن والبترول هو كنز مدفون وتتركز عيون العالم عليه، لهذا الواقع يقول من كان عبدا للمال لا يمكن أن يتخلى عنه وإنما يمكر مكر الثعلب ولكن للأسف الشديد أمام أسود الملاعب.
7/كلمة سيهزمون فعل مضارع يدل على المستقبل ويحتوي على دلالات بلاغية كبيرة منها أن هناك ضربات قادمة سوف تجعل العالم يركع وينحني لهذا الشعب العظيم .. وهذا ما سوف تثبته الأيام القادمة.
وختمت حديثها قائلة : هناك الملايين من اليمنيين الأحرار أيديهم على الزناد وينتظرون الإشارة ولن يقبلوا بالذل والهوان، وإن غدا لناظره قريب والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا