الثورة /
يأخذ الانفلات الأمني مسارا تصاعديا في مختلف المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة قوى العدوان والاحتلال.
وشهدت الساعات الماضية حوادث عنف في لحج وأبين وعدن والخوخة سقط على إثرها قتلى وجرحى.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين في مدينة طور الباحة بمحافظة لحج.
وأفادت مصادر محلية بأن الاشتباكات دارت بين مجاميع قبلية وسط السوق، وتحديداً أمام مستشفى طور الباحة، وأسفرت عن سقوط عدد من الجرحى بينهم “عنيف صالح سيف” من قرية الغول، وشخص آخر من قبيلة العطيرة.
وأشارت المصادر إلى أن المسلحين استخدموا خلال الاشتباكات أسلحة متوسطة وخفيفة، وأثاروا الرعب في أوساط المواطنين.
ولم تتوفر أي معلومات عن أسباب ودوافع تلك الاشتباكات، إلا أنها تأتي ضمن الانفلات الأمني الذي تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الاحتلال السعودي الإماراتي.
يشار إلى أن الاشتباكات المسلحة في المناطق المحتلة تأتي ضمن مسلسل الفوضى والصراع بدوافع متعددة من بينها الجبايات وقطع الطرقات، وخاصة في طور الباحة، حيث اندلعت -في 21 مارس الماضي- اشتباكات بين أفراد اللواء الرابع مشاة جبلي التابع لمحور تعز، وأبناء قبائل الحميدة في منطقة طور الباحة، تسببت في إغلاق الطريق الرئيس الرابط بين لحج وتعز وعدن، ولم تتمكن الوساطة القبلية من فتحها حتى اللحظة، الأمر الذي عرقل حركة السير.
بدورهم، حمَّل مراقبون الأجهزة الأمنية التابعة لهادي مسؤولية الفوضى الأمنية وانتشار العصابات المسلحة في مناطق سيطرة التحالف، التي تحولت إلى ساحات للقتل والموت، وبات المواطنون يعيشون في خوف ورعب نتيجة فقدانهم للأمن والاستقرار.
وفي أبين قُتل مواطن -مساء الأربعاء- برصاص مسلح وسط مدينة المحفد.
وذكرت مصادر محلية أن مسلحاً يُدعى “عوض أحمد الحمصي” أطلق النار على المواطن “سالم عوض التمر” وسط سوق المحفد وأرداه قتيلاً على الفور ولاذ بالفرار.
وتشهد محافظة أبين مواجهات قبلية وسط اتهامات لـقوى العدوان بإذكاء الصراعات القبَلية في المحافظة ونشر الفوضى وتفكيك النسيج الاجتماعي، خدمة لمصالح ومخططات خاصة، وآخرها في 27 نوفمبر الماضي، حيث اندلعت مشادات كلامية بين مسلحين من قبيلتي “الدولة” و”آل يسلم” في مدينة أحور تطورت إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين وسقط فيها شخصان من القبيلتين.
وفي منتصف الشهر نفسه، قُتل “حسين عوض بن بركة” برصاص مسلح في مديرية زنجبار.
وعلى صعيد متصل أُصيب مواطن بجروح -فجر الأربعاء- برصاص مسلحين في مديرية الشيخ عثمان بمدينة عدن.
وأفاد شهود عيان بأن مسلحين على متن سيارة معكسة أطلقوا النار على المواطن “محمد عبدالله الخضر صالح” بالقرب من منزله في منطقة المدارة.
وأشاروا إلى أنه تم إسعاف “صالح” إلى أحد مستشفيات الشيخ عثمان لتلقي العلاج، فيما لاذ المسلحون بالفرار وسط غياب الأجهزة الأمنية.
ولم تُعرف أسباب الحادثة حتى اللحظة، إلا أنها تأتي -وفق محللين- ضمن حالة الانفلات التي تشهدها عدن بعد انتشار العصابات المسلحة المدعومة من الاحتلال الإماراتي.
الحادثة تزامنت مع انفجار قنبلتين ألقاهما مسلحون مجهولون على طقم أمني تابع لما يسمى قوات الطوارئ بالقرب من الحجاز مول في مديرية المنصورة، أعقبهما تبادل إطلاق النار بين أفراد الأمن والمسلحين.
وجاءت الحادثة بعد ثلاثة أيام من مقتل بائع قات برصاص مسلح في جولة الفل بمدينة كريتر بسبب خلاف على قيمة ربطة قات رفض المسلح دفعها، حيث ترك المجني عليه ينزف حتى مات ومنع المواطنين من إسعافه.
بدورهم، اتهم محللون التحالف بنشر الفوضى والعنف في المناطق التي يسيطر عليها ومنها عدن؛ بهدف تمرير مخططه التآمري منذ سبع سنوات عبر اللعب بالورقة الأمنية باستخدام القوى الأمنية والعسكرية الموالية له
إلى ذلك قتل بائع قات -الأربعاء- برصاص مسلحين تابعين لأحد الألوية العسكرية التابعة للعدوان في مدينة الخوخة الساحلية في الساحل الغربي.
وأوضحت المصادر أن مسلحين يتبعون ما يعرف بـ” اللواء الرابع مقاومة تهامية” أطلقوا الرصاص قبيل صلاة المغرب على بائع قات في سوق الخوخة وأردوه قتيلاً على الفور ولاذوا بالفرار.
وتعد هذه ثاني جريمة يرتكبها مسلحو اللواء الموالي للإمارات في الخوخة خلال أقل من شهر، حيث اعتدى قائد الكتيبة الثالثة في اللواء “عبدالله حسن عبدالله الزورقي” -في 13 مارس الماضي- على بائع قات وأطلق الرصاص على دكانه بصورة تعسفية وعنجهية بسبب خلاف على ربطة قات.
وتشهد مناطق الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة قوى العدوان خلافات وتباينات كبيرة بين الأطراف الموالية للسعودية والإمارات، والمتمثلة في قوات المرتزق “طارق صالح” وقوات العمالقة الجنوبية وما تسمى بالمقاومة التهامية، إذ يسعى كل فصيل إلى فرض هيمنته على تلك المناطق ما أدى إلى انتشار الفوضى والعنف والاغتيالات التي طالت عدداً من المدنيين والعسكريين والأمنيين في تلك المناطق.
وحمَّل مراقبون العدوان ومرتزقته مسؤولية ما يتعرض له المواطنون من انتهاكات من قبل تلك المليشيات المسلحة.