تحالف العدوان يتلقى تحذيراً من صنعاء حول التلاعب ببنود الهدنة
شياطين التحالف تتلاعب في التفاصيل وتؤخر وصول أول رحلة لمطار صنعاء
المبعوث الأممي يكذب بشأن عدم جهوزية مطار صنعاء .. والواقع أن التحالف يدفع بدولتي وجهتي الرحلات لوضع عراقيل عبر بوابة الجوازات والفيزا
احتجاز سفينة نفطية جديدة مؤشر سلبي .. وصنعاء ليست في وارد منح وقت مستقطع تريده الرياض وواشنطن
الثورة / تقرير / إبراهيم الوادعي
يكاد الأسبوع الأول للهدنة الإنسانية العسكرية في اليمن ينقضي دون أن تتمكن أول رحلة جوية من الهبوط في مطار صنعاء المحاصر من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي ، وجرى تأجيل الرحلة الأولى من الرحلات الـ 16 المقرة وفق بنود الهدنة إلى منتصف الأسبوع القادم، وهو موعد قد يتحقق في ضوء عوامل عدة أبعدها ما تحدث عنه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرغ .
غروندبرغ ساق في مؤتمره الصحفي الثلاثاء جملة من المغالطات حول عمليات وتجهيزات لوجستية تخص مطار صنعاء هي ما تؤخر اطلاق أولى الرحلات ، فضلا عن كونه مغلقا وهو امر غير صحيح اذا تهبط يوميا فيه طائرات أممية .
مصدر حكومي – فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح كذب المبعوث الأممي واتهم التحالف بالمماطلة في تطبيق شروط الهدنة وأهمها فتح مطار صنعاء الدولي أمام عدد محدود من الرحلات التجارية إلى وجهتين محددتين هما مصر والأردن ، دافعا بالدولتين إلى لعب دور المعرقل من بوابة الجوازات ومكان إصدارها وطرق الاستحصال على الفيزا لدخول الدولتين .
وكشف أن الطلب الأردني بقبول الجوازات الصادرة من عدن هدد استمرار الهدنة وقال أن الرئاسة اليمنية أبلغت الأمم المتحدة بان الهدنة لا معنى لها اذا رفضت الجوازات الصادرة من صنعاء واستمر التلكؤ الأردني بدفع من التحالف ، وأضاف أن صنعاء تدرك أن التحالف يضع العراقيل في التفاصيل ويحاول أن تنقضي فترة الهدنة دون تحقيق فتح مطار صنعاء .
وأضاف المصدر أن الأمم المتحدة وعقب تهديد صنعاء عينت منسقا لتولي مهام تسهيل حصول اليمنيين المسافرين على الفيزا ، وحتى لحظة كتابة هذا التقرير مساء الجمعة فإن المنسق الأممي لم يبلغ صنعاء بنتائج تواصلاته مع القاهرة وعمان ، ما يؤكد أن موعد الاثنين المقبل كأول رحلة تصل مطا صنعاء ومنها إلى العاصمتين الأردنية والمصرية تحيط به الشكوك .
وعتب المصدر في صنعاء على تحول مصر والأردن التي يكن لهما اليمنيون الكثير من الود إلى أداة بيد الرياض لعرقلة رحلات إنسانية بالدرجة الأولى بعد سبع سنوات من الأقفال الكامل لمطار صنعاء ووفاة الألاف من اليمنيين نتيجة انهيار الخدمات الصحية في داخل البلاد والحصار المطبق على مطار صنعاء .
وكان رئيس اللجنة الطبية العليا الدكتور مطهر الدرويش كشف في تصريحات لقناة المسيرة اليمنية انه جرى تخصيص نصف مقاعد هذه الرحلات الإنسانية الـ 16 وفق بنود الهدنة للمرضى المحتاجين للسفر للخارج وتنعدم إمكانية علاجهم في اليمن .
وأشار إلى أن الرحلات لا تمثل سوى واحد بالألف مما يحتاجه المرضى باليمن وفقا للمسجلين بكشوفات اللجنة الطبية العليا البالغين ، والحاصلين على تقارير طبية تفيد باستحالة علاجهم في اليمن وحاجتهم إلى مراكز اكثر تقدما كمرض القلب والكبد وزراعة الكلى والسرطانات وغيرها من الأمراض المستعصية .
ودعا الدرويش الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية إلى استغلال الأجواء الإيجابية للهدنة وإعادة اطلاق الجسر الجوي الطبي والذي لم تسر منه سوى رحلة يتيمة في العام 2019م لعدد 28 مريضا ، نظراً لعدم قدرة مرضى كثر تواصلت بهم اللجنة على تحمل نفقات العلاج بعد أن اتى الحصار والحرب الاقتصادية على اليمن على ممتلكاتهم ومدخراتهم لتحمل نفقات العلاج في الخارج .
يستقبل مطار صنعاء الدولي يومياً رحلات أممية متنوعة ، هو مغلق فقط على اليمنيين ، ويؤكد بحسب مدير عام المطار خالد الشايف جاهزية مطار صنعاء منذ اليوم الأول لاستقبال الرحلات التي جرى الاتفاق عليها ضمن الهدنة الإنسانية العسكرية .
وهو ما ينفي تماما ادعاءات المبعوث بأن المطار معطل ويحتاج إلى الوقت في الجانب اللوجستي ، وتنفيه واقع الحال في العاصمة صنعاء التي استقبلت في أثناء مؤتمر المبعوث الأممي طائرات أممية هبطت تقل موظفين أمميين أو تنقل مساعدات حيث المطار مفتوح فقط للأمم المتحدة ولم يغلق طيلة 7 سنوات بوجهها رغم مطالبات للحكومة وضغوط شعبية بذلك.
وبالتزامن مع المماطلة في تسيير الرحلات من وإلى مطار صنعاء أتى احتجاز سفينة الديزل دايتون من قبل التحالف ليضع مزيدا من التساؤل حول جدية دول العدوان على اليمن في إنجاح الهدنة ، في وقت تؤكد صنعاء على تنفيذ كامل الشروط وبنود الهدنة ومنع التنفيذ الانتقائي .
صنعاء كانت حذرت التحالف من تفويت الفرصة في قبول المبادرة التي تقدمت بها والتي سبق الهدنة العسكرية الإنسانية التي جرى الاتفاق عليها في مسقط بين وفد صنعاء برئاسة المفاوض المحنك محمد عبد السلام ووفد الرياض برئاسة خالد بن سلمان شقيق ولي العهد السعودي .
السيد عبد الملك حذر في آخر خطاب له بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك بأن لدى اليمن خياراته اذا ما مضى تحالف العدوان نحو التعنت ورفض فرص السلام ، ولن يكون البحر الأحمر بعيدا عن تلك الخيارات ، وهو تهديد أتى في وقته بالنظر إلى الأحداث الدولية في أوروبا والصدام الأمريكي الروسي في اوكرانيا ، وحاجة الغرب إلى الهدوء في منطقة الشرق الأوسط التي يمر بجوارها ثلث واردات الطاقة الأوروبية ونصف الملاحة التجارية وراء نزول السعودية بدفع أمريكي عن موقفها المتعجرف تجاه فك الحصار على اليمن بالتزامن مع وقف الغارات والعمليات العسكرية على الأرض وهو ما تحقق حتى الآن رغم خروقات هنا وهناك من قبل اطراف موالية للتحالف جمعت الرياض قادتهم في الرياض لمحاولة لمملة شتاتهم
أظهرت صنعاء من خلال القصف للعمق الإماراتي والسعودي عن بعض من تطور تكنولوجيا صواريخ لديها والطيران المسير من خلال عمليات إعصار اليمن التي طالت الإمارات وكسر الحصار في العمق السعودي .
تدرك الرياض وأبوظبي أن تحذير السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لهما من الندم أن فوتوا فرصة السلام جدي وتخشاه الولايات المتحدة وأوروبا نتيجة الأزمة الأوكرانية وارتفاع أسعار الطاقة، وتهديد الرئيس مهدي المشاط بعمليات اكثر وجعا ومفاجآت لدول العدوان أن استمرت في غيها ينبغي أن يكون محفزا للنزول عن شجرة العدوان.
سمحت صنعاء من خلال الهدنة الإنسانية العسكرية لدول دول تحالف العدوان وخاصة النظام السعودي بالنزول خطوة عن شجرة العدوان على أمل أن يستتبع ذلك خطوات اسرع نحو السلام الكامل ورفع الحصار وإيقاف العدوان .
صنعاء ليست في محط أن توضع في موقع الإخوة الفلسطينيين عقب اتفاق غزة أريحا والذي زمن بأشهر حينها وامتد عقودا وانتهي بقتل « إسرائيل « الرئيس عرفات في مقره بالمقاطعة برام الله ونكث كل الاتفاقات والوعود .
التلاعب والمماطلة في تنفيذ الهدنة ودفع اطراف من وراء الطاولة إلى تصدر مشهد اللعبة القذرة لن يكون في صالح الرياض تحديدا أو أبوظبي بوصفهما وكلاء الأمريكي والإسرائيلي حسب ما تؤكد مصادر رفيعة في صنعاء ،وهو لن يكون أيضا في صالح العالم الذي يتقلب على جمر الأحداث المتلاحقة بنتيجة الأزمة الأوكرانية والصدام الروسي الأوروبي الأمريكي، والصدام الصيني الأمريكي المرتقب وارتفاع أسعار الطاقة .
صنعاء التي بلغت من الصبر درجة نبي الله أيوب يدها على الزناد .. ولا مصلحة كبيرة لها بالوقت المستقطع الذي توفره الهدنه بقدر حاجة الرياض المعنية بأخذ العبر من أوكرانيا وفيتنام حيث تركت الولايات المتحدة عملاءها وأصدقاءها يواجهون مصيرهم وتوارت في نهاية المطاف.