رسالة صمود واحتجاج
يكتبها اليوم / علي الشرجي
7 سنوات مضت من عمر الإنسان اليمني الصامد في داخل الوطن لا تقاس بكل السنين وليس لها مثيل في التاريخ.
7 سنوات يمنية تقطر دماً وألماً وعنفواناً أيضاً سطر خلالها اليمنيون أبلغ دروس التضحية والفداء والاستبسال والصبر على المكاره.
7 سنوات من الصمود في وجه أصلف تحالف عدواني وأقسى حصار جائر لم ولن يفرق بين اليمنيين الذين أبلوا بلاء حسنا في كل الجبهات والأصعدة رغم الحرب المفترسة والمؤامرة الإقليمية والدولية الدنيئة.
7 سنوات كل شيء فيها حزين بتواطؤ أممي وتخاذل إنساني دولي منقطع النظير لكنها أثمرت عزة ونصراً وقوة وصلابة رغم كل الدسائس والمخاطر المحدقة.
7 سنوات صمود في وجه العدوان والحصار والحروب متعددة الأوجه والأجندات والعناوين أحال فيها الشعب اليمني الانتكاسات إلى نجاحات والتحديات إلى فرص ومبادرات خلاقة.
من تجليات الصمود اليمني مشروع وشعار: “يد تبني ويد تحمي” في تآزر فريد وتضامن واسع بين الشعب والدولة كتلك المبادرات المجتمعية المشهودة في كل صوب وحدب في مجالات الزراعة والأشغال العامة والمشاريع الصغيرة وقبل كل ذلك إنتاج وتطوير الأسلحة واستعادة زمام المبادرة والتفوق في مجال التصنيع الحربي والردع المشروع للدفاع عن الوطن.
رغم العدوان والحصار خلال السبع السنوات الماضية والمنصرمة امتلأت الأسواق اليمنية بخيرات البلاد الزراعية على طريق الاكتفاء الذاتي.
وخلال 7 سنوات ورغم ويلات الحرب والعدوان ومشاعر الصدمة الإنسانية جراء الحصار الجائر ازدانت كثير من المدن اليمنية بالأعراس الجماعية وزفت إلى عش السعادة الزوجية الآلاف المؤلفة من الشباب والشابات من مختلف الفئات والشرائح المجتمعية بتمويل من هيئة الزكاة ولأول مرة في تاريخ اليمن مثل هكذا مشاريع تكافلية.
في اليمن فقط تتداخل الصور الإنسانية على هذا النحو وتمتزج الأفراح والأتراح ودوي القصف والانفجارات بزغاريد الأعراس ومحركات البناء والتنمية .
هكذا من رحم المعاناة يولد الإصرار على الحياة لدى اليمنيين الذين ينتظرون معجزة ما تلوح في الأفق القريب.
وهكذا من تحت ركام 7 سنوات عدوان وحرب وحصار يولد في اليمن كل عام مليون مارد سلاحهم الهوية الإيمانية اليمانية وعدالة القضية الوطنية المشروعة.
تجليات الصمود اليمني خلال 7سنوات ليس بوسعي هنا حصرها في هذا المقام.. كذلك ملامح المأساة الإنسانية التي بلغت ذروتها ولم تلاق صداها في الإعلامي الدولي وفي كواليس المنظمات الأممية والإنسانية الدولية!! والتي يطغى عليها ردود الأفعال الموجهة والعنصرية!
وبين عين على مأساة اليمن وعين على ملهاة الأمم تتعرى ادعاءات الإنسانية المزعومة ويتكشف زيف عدالة وديمقراطية العالم المتحضر بين قوسين ذات اللون الأبيض والعيون الزرقاء والخدود الوردية.. وما المشهد الأوكراني عنا ببعيد!
هذا العالم الذي يكيل بمكيالين في تعاطيه مع حروب الدول وأزماتها وقضايا وحقوق الشعوب.
إن 26 مارس من كل عام في اليمن ينبغي أن يُترجم إلى محاكمة افتراضية لأمريكا والسعودية والإمارات والأمم المتحدة ويبعث برسائل عتاب عاجلة لحكام 188 دولة حول العالم السلبي!!
وبمناسبة يوم الصمود الوطني 26 مارس.. ومن تحت أنقاض المرافق والمنشآت المدمرة ومن شتات النزوح والتشرد.. ومن وسط طوابير البحث عن الغاز المنزلي والمشتقات النفطية .. يُبرق المواطن اليمني التواق للحياة بحرية واستقلال وسلام رسالة صمود وتحد واحتجاج في وجه العالم السلبي والمتخاذل الذي يتعمد النظر إلينا من فوق الشجرة دون وازع من ضمير!!
كل عام والشعب اليمني صامد مكلل بالزهو والفخر رغم المصاعب والمتاعب والأخطار.