الغرب ليس إمبراطورية أكاذيب -كما قال الرئيس الروسي بوتين فحسب- بل هو إمبراطورية شر وإجرام منذ أن كان الإنسان على ظهر الأرض.
فالدولة الرومانية كانت تعتبر القتل تسلية، حيث كانت تطلق الأسود على الأسرى؛ رجالا ونساء وأطفالا ينهشون لحومهم، بل وكانت تجبر الأسرى من الفرسان والمقاتلين على قتل بعضهم بعضا.
وفي تاريخ أوروبا سلسلة لا تنتهي من الحروب البينية التي أزهقت مئات الملايين من البشر.
أمريكا قامت على الإبادة الجماعية لشعوب الهنود الحمر.
الأمريكان البيض حملوا دمويتهم من موطنهم الأصلي أوروبا واستخدموا هذه الدموية لإبادة السكان الأصليين في أمريكا.
وكل حروب الغرب ضد سكان الشرق الأوسط وأفريقيا كانت تقوم على الدموية منذ الحملات الأوروبية مرورا بالاستعمار التقليدي، وحتى اليوم.
الغرب ينقل دمويته أينما حل وارتحل، وبالحروب الدموية والإبادة الجماعية استولى على الأرض ونهب الخيرات والثروات، ومحى لغات وثقافات كثير من شعوب الأرض، وأحل دمويته وثقافته ولغته.
وليس ببعيد عنا كشعوب عربية الإبادة الجماعية للجزائريين (أكثر من مليون شهيد) وليس بعيدا عنا غزو العراق وإبادة أكثر من مليوني إنسان بشتى الطرق.
إنسانية الغرب هي مصالحه الاستغلالية التي يمارسها تجاه الآخر.
اليوم يتباكى الغرب على الأوكرانيين، وينسى جرائمه في العراق وليبيا وسوريا واليمن.
أكثر من نصف مليون أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ والعجزة قتلهم في اليمن بالصواريخ والقنابل المحرمة التي باعها لبني سعود شركاؤهم في الإجرام، ولم نسمع صوتا منددا، أو متعاطفا مع هؤلاء الضحايا.
سبع سنوات حصار على اليمنيين؛ جوا وبرا وبحرا، يمنع فيه تحالف الإجرام عن اليمن الماء والدواء والوقود، وحتى الهواء، ولم نسمع لأنظمة الغرب المجرم أي صوت.
كل الشرور والمعاناة والحروب في العالم صنعها الغرب الدموي ووكلاؤه الذين صنعهم من أمثال الانكشارية التركية التي قتلت أكثر من مليون أرمني، ونظام بني سعود في نجد والحجاز الذي قتل أكثر من مليوني مواطن في الجزيرة العربية والعراق.
ودولة الاحتلال الإسرائيلي التي تمارس حرب إبادة لمواطني شعب فلسطين، وتشن حروبا على العرب بدعم من الغرب الإمبريالي
هذا الغرب يقتل الشعوب وينهب ثرواتها ويخطط لإزالتها من على الوجود ليحتل أرضها.
البريطانيون في أستراليا هم غزاة قتلوا السكان الأصليين وأقاموا دولتهم بالقوة على من بقي من السكان.
البيض في جنوب أفريقيا أبادوا الكثير من السكان هناك، وأقاموا نظامهم العنصري البغيض.
أمريكا وكندا وكثير من الأنظمة في أمريكا اللاتينية غزاة أبادوا سكان وحضارات تلك الشعوب وأقاموا دولا وأنظمة على أنقاضها.
إسرائيل هي أنموذج مصغر لعنصرية ودموية الغرب.
أمريكا لوحدها أشعلت مئات الحروب في طول العالم وعرضه وقتلت مئات الملايين، ولا يزال العالم يتذكر عدوانها على مدن اليابان (هيروشيما ونجازاكي ) بالقنابل الذرية التي أزهقت أرواح أكثر من مائة ألف نسمة، ولازالت الأمراض الناتجة عن تلك القنبلة تفتك بالناس والأجنة حتى اليوم.
الحربان العالمية الأولى والثانية أشعلها الغرب الاستعماري، وقتل فيها أكثر من مئة مليون نسمة.
شعارات الغرب التي يروج لها مثل : التحضر والإنسانية والديمقراطية والحقوق والحريات، هي رتوش يخدع بها الشعوب، ويخفي وراءها الدموية والاستغلال والنهب لخيرات الآخرين.
لقد حاربوا الأنظمة الاشتراكية كي يخلو لهم استعباد الشعوب، والاستئثار بثرواتها وتأبيد الرأسمالية المتوحشة.