أطل علينا في الأسبوع الماضي عبر برنامج رياضي.. أمين عام اتحاد كرة القدم، متحدثاُ عن الجهل والأمية وانعدام الثقافة لدى العاملين في المجال الرياضي “إداريين وإعلاميين ومدربين وحكام.. الخ” وكل من له علاقة وارتباط بالرياضة.. حديث أوجب علينا الوقوف أمامه.. كون حميد شيباني ضليعاً في التنظير والعلم والمعرفة ومشهوداً له بالإدراك والإبداع والمراوغة.. يا دكتور لقد شهد العالم تطورات علمية وثقافية كبيرة، وعلى كافة المستويات المعلوماتية والمعرفية، بالتزامن مع ثورة الاتصالات وعلوم التكنولوجيا والمعلومات.. واليمن لم تكن بعيدة عن هذا التطور المعلوماتي والمعرفي، ومنذ الستينات وحتى قيام الوحدة كان للتعليم النصيب الأوفر من الدعم والاهتمام من قبل قيادات ثورة 1962.. أما التعليم والعلم والمعرفة والثقافة في الجنوب فقد كانا في حالة خطى متسارعة، تسابق التعليم في الشمال، بحكم الانطباع الإيجابي الوحيد الذي تركه المستعمر البريطاني في جنوب اليمن، بينما خيم الظلام والجهل ونقص التعليم في الشمال.. لكن ومع مرور الزمن وتفاعل النظام الجمهوري الموحد استطاع الجميع التغلب على الكثير من جوانب الجهل والأمية والمضي في طريق التعليم، وتطوير مجالات البناء المعرفي والثقافي من خلال تشييد المدارس والجامعات والاهتمام بفتح مراكز التطوير التربوي التعليمي ومراكز الأبحاث والدراسات العلمية، التي أخرجت لنا الدكاترة والمثقفين والمتخصصين في مختلف المجالات “الاقتصادية والتجارية والسياسية والرياضية..”.
مخالفة الكثير من كوادر العمل الرياضي “إعلاميين وإداريين وفنيين”، لسياسة الأمين العام لاتحاد كرة القدم، لطريقته في إدارة الاتحاد والمضي في طريق تجهيل وتعطيل المنتخبات الوطنية اليمنية، لا تعطيه الحق في الانتقاص من مكانتهم وتوجيه الاتهامات لهم بالجهل والأمية.. وإن كان هناك نقص في التأهيل والتدريب في جوانب التدريب الرياضي والتحكيم والإعلام والعمل الإداري الرياضي وخصوصا في مجال كرة القدم، فإن هذا القصور والتقصير والنقص يتحمله اتحاد كرة القدم الذي لا يولي هذا الجانب أي اهتمام، وليس لديه أي خطة أو برنامج تدريبي تأهيلي سنوي يساهم في تطوير وتنمية المعلومات والمعارف الفنية والإدارية والإعلامية لمنتسبي رياضة كرة القدم.
كنت وكان الكثير من الزملاء الإعلاميين والإداريين والفنيين المتخصصين في المجال الرياضي، نتطلع للاستماع إلى حديث نافع، ونقاش مفيد، وتحليل إيجابي لإخفاقات اتحاد كرة القدم، ونظرة مستقبلية شفافة لمستقبل الدوري اليمني في ظل الحصار والعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني.. وكنا ننتظر حلولاً إيجابية لانهيار الأنشطة الرياضية واختفاء البطولات والمنافسات، وتراجع دور المدربين والحكام وقصر عمر الأداء الرياضي للاعبين في ملاعب كرة القدم.. وحلولاً للازمات المتوالية على بعض مجالس إدارة الأندية، وإيقاف التدخل في شؤون إدارة الاتحادات والأندية ومخالفة اللوائح والسطو على القوائم الانتخابية، وتعطيل دور الوزارة واللجنة الأولمبية.. والكثير من القضايا الرياضية التي كان يجب التطرق لها، لا توزيع الاتهامات والإنتقاص من قدر ومكانة العديد من الكوادر والهامات الوطنية العاملة في المجال الرياضي “الإعلامي والفني والإداري”.
أسبوع حزين وأليم مر على الشارع الرياضي.. بعد سمع وفاة الأخ والصديق والزميل مستشار وزارة الشباب والرياضة الحكم الدولي حسن قرمة الذي توفي في ظروف غامضة، ملامحها الأولى تشير إلى حالة انتحار نتيجة لما يعانيه الكثير من أبناء الشعب اليمني جراء الحصار والعدوان وانقطاع الرواتب.. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وغفر لك وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان.
ببالغ الأسى والحزن نعزي الأخ والصديق العزيز الأستاذ القدير عبدالله جابر، الأمين العام السابق للنادي الأهلي والوكيل الحالي للنادي، في وفاة نجله شهاب عبدالله جابر الذي توفي إثر ذبحة صدرية وهو لا يتجاوز عمر السابعة والعشرين.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.