في خضم الحياة، وظلم الأمراء، وَدنيا المعاناة، وفي حين البعض ممن له سلطة يعد حقائبَ سفرياته؛ مِن أجلِ دُنياه الدانية، وسعادة الحياة القصيرة، كان من يحمل دين الله في قلبه، يبحثُ عن صالح أعماله، ليحظى بالحياة الأبدية، يجاهد في جبهات القتال رافعًا راية الحق المبين، يعمل بحكمة وإخلاص وصدق المسير.
عملت أمريكا بشتى وسائلها على تفكيك الشعوب، عسكريًّا وثقافيًّا وسياسيًّا، وقامت على زعزعة الأمن في الدول الإسلامية، وبدورها تأتي حاملةً “حمامة السلام” تدّعي بأنها صديقة الأمن والسلام، لكنها بالفعل عدوة السلمِ والسلام، وفي الوقت الذي فشلت في تفكيك شملِ المسلمين وجمعهم، وعندما وقف ضدها قائدان شجاعان يحملان في قلبيهما حُبَّ الله والسير على منهج الإيمان، أغاظ أسيادَهم وجعلهم يتحدون على التخلص منهما.
ومع حلول ذكرى استشهاد هؤلاء القادة العظماء، الذين سطّروا مواقفَ بطوليةً في تاريخ الإسلام؛ ولأنهم عُظماء فقد اصطفاهم الله إلى جانبه يُرزقون بنعيم الحياة الخالدة، هما الشهيدان “الحاج قاسم سليماني” قائد فيلق القدس وَ”الحاج أبو مهدي المهندس” قائد الحشد الشعبي، وبقوة الله فشلت أمريكا وحُلفاءها في تنفيذ مشروعها.
فقد كانت لهذه الشخصيات الضخمة دورٌ كبيرٌ في مواجهة مشروع أمريكا الظالم على الإسلام والمسلمين، في معظم دول الإيمان، وبذلك قامت مخابرات أمريكية بالتنسيق مع العدوّ الصهيوني وبعض أنظمة الخليج لتنفيذ جريمتهم المروَّعة، فجر يوم الجمعة، الموافق 3/1/2020 بالقرب من مطار بغداد.
فما نعتبر ذلك إلا خوفاً من أمريكا وأذنابها، من هذه الشخصيات التي مثّلت إحدى ركائز محور المقاومة، فعندما نرى عظمةَ أعمالهم وحكمتهم في مواجهة الشرك، وحبّهم وتعاملهم لبعضهم، وتحَرّكهم كروح واحدة، لما كان لهم من أثر على حياة الشعوب المستضعفة قولاً وفعلاً وسلوكًا ملموسًا، وعلى صدق إخلاصهم وثباتهم ارتقوا شهداء.
في ذكرى استشهاد هذه الشخصيات البطولية الثانية، التي أرعبت أمريكا وإسرائيل نفخر بقادة مثلهم، وجنود يشبهونهم، حملوا مسؤوليةَ رفع شعائر الله، وصد الظلم، ومحاربة الفساد، فكان جزاء ما قدموه لهذه الشعوب، مغفرةً وأجراً عظيماً، فهنيئاً لهم القرب من الله الأولياء الصالحين.