الاحتجاز التعسفي لسنوات والتعذيب النفسي والجسدي

انتهاكات سعودية مروّعة بحق مهاجري تيغراي

 

 

لندن/وكالات
كشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية- في تقرير لها- أن السلطات السعودية تمارس انتهاكات مروّعة بحق المهاجرين التيغراي المحتجزين في “السعودية”، وكان هؤلاء التيغرانيون من بين عشرات الآلاف من المهاجرين الإثيوبيين الباحثين عن عمل وطُردوا من السعودية قبل عام. وسجلت هذه التجاوزات العرقية وسوء المعاملة ضد المهاجرين المطرودين، بينما تشهد منطقة تيغراي منذ نوفمبر 2020م، نزاعا مسلحا بين الحكومة الفدرالية الإثيوبية ومتمردين من السلطات الإقليمية السابقة. وقالت “هيومن رايتس ووتش” إنها أجرت مقابلات مع تيغرايين تم ترحيلهم من السعودية خلال ديسمبر 2020- سبتمبر 2021م، الفترة التي أبعدت خلالها المملكة آلاف المهاجرين إلى إثيوبيا .
وأكدت المنظمة- المدافعة عن حقوق الإنسان- أن تيغيرانيين عُزلوا واحتجزوا عند وصولهم للمملكة ومُنع آخرون من العودة إلى بلادهم بعد التعرف عليهم أثناء عمليات تدقيق في الهويات على الطرق أو في المطارات، ثم نُقلوا إلى مراكز احتجاز. وقالت نادية هاردمان، باحثة في قسم حقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش: “المهاجرون التيغرانيون الذين تعرضوا لانتهاكات مروعة في السعودي يُحتجزون في مرافق احتجاز عند عودتهم إلى إثيوبيا، على السعودية توفير الحماية للتيغرانيين المعرضين للخطر، ”.
وأورد التقرير الصادر في 5 يناير الجاري، أن من قابلتهم هيومن رايتس ووتش” أمضوا قبل ترحيلهم من السعودية، من ستة أشهر إلى ستة أعوام في مرافق احتجاز رسمية وغير رسمية في أنحاء السعودية، تعرضوا للضرب وظروف الاكتظاظ، ووصفوا بشكل متسق ظروف الصرف الصحي الفظيعة، وعدم كفاية الفراش والطعام والماء والرعاية الطبية.
ولفت التقرير إلى أن المهاجرين “لم يكن يُسمح لهم بالخروج وعانوا من مشاكل جلدية خطيرة بسبب الظروف غير الصحية”.
” قال الجميع إن حراس السجن يضربونهم بالقضبان إذا اشتكوا من الظروف التي يعيشونها في السجون.. وقالوا إن الحراس كانوا يخرجونهم من زنازينهم، ويجبرونهم على التعري، والوقوف أو الركوع أثناء تعرضهم للضرب”، كما أِشار التقرير الحقوقي إلى أن  جميع من قوبلوا تقريبا صرحوا بأن السلطات السعودية اعتقلتهم واحتجزتهم ولم تقدم المبررات القانونية لاحتجازهم وعدم سماحها لهم بتوكيل محام أو الطعن في احتجازهم. وقد وصفت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان ما تعرض له التيغرانيين- من احتجاز مطول بلا مراجعة قضائية- بالتعسفي والمنتهك للقانون الدولي.
وأوضحت المنظمة في تقريرها عن وجود نحو 10 سجون ومراكز احتجاز في السعودية احتُجز فيها مهاجرون لفترات مختلفة في ظروف مزدحمة وغير صحية ومسيئة. ، ” وصف جميع التغرانيون المرحلون الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش ظروفا مروعة في مراكز احتجاز رسمية وغير رسمية في مدن أبها وحدّة وجيزان وجدة “السعودية”، قال الجميع إن السلطات السعودية أبقتهم في غرف ضيقة وغير صحية مع مئات المهاجرين الآخرين لأشهر وسنوات متتالية. قال معظمهم إنهم احتُجزوا منذ أكثر من عام، لم يكن لديهم مساحة كافية للاستلقاء جميعا في نفس الوقت، لذلك نام بعضهم أثناء النهار والبعض الآخر في الليل. وأفاد جميع من التقتهم المنظمة بأنهم إما تعرضوا لاعتداء أو أنهم شاهدوا حراسا يضربون محتجزين آخرين.

قد يعجبك ايضا