انزعاج أممي وأمريكي من قمع التظاهرات في السودان
“تجمع المهنيين” في السودان يؤكد تمسكه بنقل السلطة إلى قوى الثورة
وكالات/
أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان “يونتاميس”، فولكر بيرتس، أمس الأول الخميس، عن انزعاجه الشديد من تقارير تحدثت عن مقتل 4 متظاهرين في الاحتجاجات.
وقال المبعوث الأممي في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع “تويتر”: “أثارت التقارير عن مقتل 4 متظاهرين سودانيين أمس الأول الخميس، والاعتداءات على حرية الصحافة انزعاجي الشديد”.
وأضاف: “بالرغم من الحاجة لمزيد من الوقت لتأكيدها، إلا أن التقارير الأولية تدعو للقلق”.
وشدد بيرتس على “ضرورة إجراء تحقيق ذي مصداقية في هذه الانتهاكات، والحق في حرية التعبير”.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “إنّ الولايات المتحدة منزعجة من تقارير عن استخدام القوة المميتة ضد محتجين في السودان، وسط قمع مع تظاهر عشرات الآلاف ضد الحكم العسكري.
وقال في تغريدة إنّ “الولايات المتحدة تقف مع شعب السودان، الذي يطالب بالحرية والسلام والعدالة”.
وقتل أربعة متظاهرين، في مواجهات عنيفة بين المشاركين في مليونية 30 ديسمبر/كانون الأول، وقوات الشرطة السودانية.
ودانت السفارة الأميركية في الخرطوم، مقتل المتظاهرين الأربعة وإصابة العشرات خلال المظاهرات ، كما شجبت السفارة، في بيان، الهجمات العنيفة التي تشنها أجهزة الأمن السودانية على وسائل الإعلام والصحافيين، وحثت السلطات على حماية حرية الصحافة.
بدوره، حمّل تحالف “قوى إعلان الحرية والتغيير”، في بيان له، قادة الانقلاب العسكري مسؤولية جرائم قتل الثوار، التي يقول التحالف “إنها لن تسقط بالتقادم” مؤكداً أنّ عودة الانقلابيين لاستعمال الرصاص الحي لن تثني الشعب عن مواصلة المعركة.
من جهته، أكد “تجمّع المهنيين السودانيين”، تمسّكه بنقل السلطة خالصة لقوى الثورة وفتح الطريق أمام سودان مدني “ديمقراطي”.
وقال التجمع المهني، قائد الحراك الاحتجاجي، في بيان “إنه لن تكون مجزرة الخميس، إلا سبباً جديداً لمزيد من الصمود ودافعاً لوحدة وتطوير أدوات الشارع وقواه الثورية”.
وأضاف البيان، أنّ “لاءات الثورة الثلاث: مساواة، لا شرعية، لا للتفاوض، غدت أكثر رسوخاً ووضوحاً، ولن تجدي المبادرات ومحاولات إنقاذ السلطة”.
وتابع: “لا استماع لأي صوت سوى إعلان نقل السلطة خالصة لقوى الثورة وفتح الطريق فوراً لسودان مدني ديمقراطي”.
ودعا البيان القوات النظامية إلى “إدراك مسؤوليتها في وقف العنف والانتهاكات بحق الشعب، والتَوقف عن حماية مجموعة صغيرة في أعلى السلطة”.
وتجمّع آلاف المحتجين في نقاط مختلفة للتوجه نحو محيط القصر الرئاسي، أمس الأول، استجابة لدعوات من لجان المقاومة وتجمّع المهنيين السودانيين و”قوى إعلان الحرية والتغيير”، حيث بادرت قوات الشرطة، التي انتشرت بكثافة، إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وحاصرت المحتجين بميدان شورني القريب ومنطقة أبراج النيلين السكنية، قبل أن يستعيد المتظاهرون زمام المبادرة ويتقدموا من جديد نحو القصر الرئاسي.
اقتحام مستشفيين بالخرطوم
وأفادت لجنة أطباء السودان المركزية، فجر أمس الجمعة، في بيان، بأنّ قوات الأمن السودانية اقتحمت مستشفيي “شرق النيل” و”الخرطوم التعليمي” بالخرطوم، بـ”قوة السلاح، للسؤال عن المصابين واعتقالهم على خلفية مشاركتهم في احتجاجات الخميس”.
وأضافت أنّ “قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع داخل قسم الطوارئ، ما أدى إلى حالات اختناق وسط المرضى والكوادر الطبية’.
ونشرت اللجنة على صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك”، مقطع فيديو لما قالت عنه إنه إطلاق غاز داخل قسم الطوارئ.
وكانت اللجنة نفسها قد أعلنت، مساء أمس الأول، عن مقتل 3 من المشاركين بنيران قوات الأمن في مواكب منطقة أم درمان، مشيرة إلى أنّ “السلطة الانقلابية تمارس أبشع الانتهاكات في حق الشعب الآن، وتواصل ارتكاب مجازرها في تعتيم إعلامي لن يستر عورة السقوط الحتمي، حيث تتواصل المطاردات داخل الأحياء مع إطلاق الرصاص الحي والانتهاك السافر لحرمات المنازل”.
وعادت اللجنة لتعلن في وقت لاحق عن سقوط قتيل رابع، مشيرة إلى أنهم أصيبوا جميعاً بالرصاص الحي الفتاك.
وبمقتل 4 من المتظاهرين، يرتفع عدد الذين سقطوا منذ الانقلاب العسكري إلى 52 شخصاً.
وشهدت الخرطوم وعدد من مدن البلاد تظاهرات دعا إليها “تجمع المهنيين” و”لجان المقاومة” تنديداً بالاتفاق السياسي الموقع بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والمطالبة بعودة الحكم المدني الديمقراطي.