حصاد الانتصارات الساحقة لأبطال الجيش واللجان الشعبية للعام2021م:
استكمال تحرير محافظتي البيضاء والجوف ومساحات شاسعة من مارب
تقرير / ساري نصر
شهد العام 2021م العديد من الانتصارات والإنجازات البطولية للجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، ولعل أبرز هذه الانتصارات هو استكمال تحرير محافظتي البيضاء ومساحات شاسعة من محافظة مارب من مرتزقة العدوان والعناصر الإرهابية والتكفيرية، ونبدأ باستعراض معارك الأبطال في تحرير محافظة البيضاء، فالمغامرة الانتحارية” للتنظيمات الإجرامية في البيضاء “تهشمت” على أيدي أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة في عملية (النصر المبين) بجميع مراحلها، وقيامها بملاحقة هذه الجماعات إلى أن تم التطهير الكامل للمحافظة، رغم محاولة العدوان الأمريكي السعودي الدفع بالمرتزِقة والعناصر السلفية والإجرامية من “داعش والقاعدة” إلى البيضاء، لتحقيق مسارات متعددة للتقدم في البيضاء، طامعاً للوصول إلى محافظة ذمار لكنه لم يكن يتوقع أن يعيش أياماً سوداء، فعمليته التي سماها “بالنجم الثاقب” تحولت إلى جحيم ونار حمراء في جبال ومرتفعات وتضاريس البيضاء الوعرة، بفعل التنكيل الشديد لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة لكل المجاميع التي تندرج في الخانة الأمريكية.
البيضاء موقع استراتيجي
تكتسب محافظة البيضاء أهمية استراتيجية من الناحية الجغرافية، كونها تقع في قلب اليمن، ولها حدود إدارية مع ثماني محافظات يمنية: شمالية مع مارب وإب وذمار وصنعاء، وجنوبية مع مارب ولحج وأبين وشبوة والضالع، وبالتالي فإنها تمثل حلقة ربط جغرافي وتجاري بين شمال الوطن وجنوبه، ونظراً إلى أهمية هذه المحافظة من الناحية الاستراتيجية، بحكم موقعها الجغرافيا، فقد جعل منها تنظيم “القاعدة” خلال السنوات الماضية وكراً لمعسكراته ولمعامل تصنيع المفخخات والعبوات الناسفة وإعداد الانتحاريين والمقاتلين، ومن جنسيات مختلفة، وأغلبهم من الجنسية السعودية. وقد استفادت “القاعدة” وداعموها من موقع المحافظة لتوزيع الموت على اليمنيين شمالاً وجنوباً، قتلاً وتفخيخاً واغتيالات ومن هنا أدرك الجيش واللجان الشعبية أهمية تحرير محافظة البيضاء، نظراً للمعطيات المهمة والتي تمحورت في تقدم واشنطن والرياض الدعم من أجل التصعيد في البيضاء، لعدة أهداف، أبرزها التخفيف على القوات الموالية لهم في مارب وإعادة تموضع “القاعدة” و”داعش” في البيضاء وبهذا، تكون واشنطن قد ضمنت بقاء مبرر لاستمرار تواجد قواتها “المحددة”، بحسب توصيف الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أشهر، بمزاعم مواجهة الإرهاب وفي المؤشرات السياسية، جاء التصعيد بعد أن أعلنت واشنطن الشهر الماضي سأمها من استمرار عمليات الجيش واللجان الشعبية في مارب، كما أعلنت ومعها الرياض دعمها السياسي لما أسموه “الجيش الوطني” في البيضاء، رغم أن المقاتلين في البيضاء ضد الجيش واللجان الشعبية من “القاعدة”. وتم حشد عناصر إلى صفوفهم من الساحل الغربي ومن المحافظات الجنوبية.
سقوط رهان العدو
في المحصّلة، فإنَّ رياح التصعيد في العام 2021م جاءت بما لا تشتهي سفن الرياض وواشنطن، إذ تلقَّت “القاعدة” ضربة قاضية في عملية “النصر المبين”، بمصرع وإصابة المئات من عناصرها وقياداتها، وفق المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع في مؤتمره الصحافي الذي عقد بعد تطهير محافظة البيضاء، فالأرقام التي كشفها سريع ليست مجرد أرقام عابرة أو جردة حسابية فقط، فلكل رقم دلالة، وخلف كل رقم رسالة، في الدلالات والرسائل، أثبتت القوات المسلَّحة معادلاتها الميدانية، وأثبتت قدرة فائقة على مواجهة أي تهديد، ومن أي نوع، وأسقطت رهانات واشنطن والرياض على قواتها الاحتياطية من “القاعدة” و”داعش”، ليكتشفوا بحسابات الميدان أنَّ رهاناتهم سقطت وتبين أنها مجرد أضغاث أحلام، رغم إسناد تلك العناصر بأكثر من 160 غارة جوية، كما أنَّ القوات المسلحة قالت عملياً في عملية “النصر المبين” إن البيضاء، بموقعها الاستراتيجي المهم الذي يتوسط ثماني محافظات، باتت خطاً أحمر، وإن أي اختراق فيها لن يدوم طويلاً، كما أن إعادة “القاعدة” و”داعش” باتت أمراً مستحيلاً، ذلك ما أوحى به الحسم في وقت قياسيٍّ لم يتجاوز 72 ساعة، وما حملته العمليات المشتركة بين الوحدات العسكرية المختلفة داخل القوات المسلحة للجيش واللجان الشعبية ، علماً أنَّ الأخيرة لم ترمِ كلّ ثقلها في معارك البيضاء الأخيرة، لكنها أولتها بعضاً من اهتمامها، إلى جانب معارك قاسية في الجبهات الموازية، وتحديداً في محافظة البيضاء؛ فإلى جانب القوات البرية من المشاة ووحدة ضد الدروع والقناصة، نفَّذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر 66 عملية، بما يعكس قراراً سياسياً وعسكرياً بتوجيه ضربة قاسية لتنظيمي “القاعدة” و”داعش” والدول المحركة لهما، وبحسم سريع.
رسالة للعدو الأمريكي
وخلاصة القول أن الانتصارات التي حققها الجيش واللجان الشعبية في البيضاء أثبتت إنَّ القوات المسلَّحة قدّمت في هذه المعركة صورة واضحة في القدرة والقوة والتخطيط والاستعلام والاستطلاع والعمل الاستخباراتي وتقدير الموقف، وتمكَّنت من احتواء الاختراق ورد الصاع صاعين، وحولت التهديد إلى فرصة، وأضافت إلى سجل التحولات الميدانية الكبرى تحولاً ميدانياً جديداً سيكون له ما بعده، ووجهت ضربة ميدانية ونفسية خاطفة، وربما تكون القاضية، لتنظيمي “القاعدة” و”داعش” ومن يقف خلفهما، وبعث برسالة في الجانب لواشنطن العسكري لتدرك مدى خسارتها الفادحة، ورهانها الفاشل على الجماعات التكفيرية لإحراز انتصار على أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في البيضاء، فالغارات الجوية الهستيرية التي رافقت العملية كانت بمُجَـرّد سراب، أَو كما يقول زميلنا في الإعلام الحربي “بلاستيك”، وجميع الأسلحة التي تم حشدها وتزويد هذه الجماعات بها، أصبحت غنائم لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة .
معركة تحرير مارب
وعلى صعيد جبهة مارب حقق أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية في العام 2021م الكثير من الانتصارات التي أدت إلى تحرير معظم مناطق المحافظة، وهاهم اليوم على تخوم المدينة وأصبحت في مرمى عيونهم وضرباتهم الموجعة وتأتي هذه الإنجازات والانتصارات للأهمية الاستراتيجية التي تكتسبها محافظة مارب والجوف من النواحي العسكرية والسياسية والاقتصادية، والتي جعلت دول العدوان السعودي تراهن عليها منذ بداية المعركة وتكمن أهميتها لأسباب عدة أولاً: موقعها الاستراتيجي ، إذ أنها قريبة من الحدود مع السعودية، وتحاذي شرقاً محافظتي شبوة وحضرموت الساحليتين على بحر العرب، وتحاذي جنوباً محافظتي البيضاء وشبوة وتحاذي محافظة الجوف من الناحية الشمالية، كما أنها تمثل القاعدة العسكرية الأولى والأكبر لقوات العدوان السعودي ولحكومة المرتزقة والفار هادي، وتضم مقار وزارة الدفاع وقوات العدوان السعودي ورئاسة هيئة الأركان العامة وقيادتي المنطقتين العسكريتين الثالثة والسابعة التابعة للفار هادي، وفي الجانب الاقتصادي تعتبر مارب أهم المحافظات المنتجة للغاز والنفط إذ أن تحريرها يمكن حكومة صنعاء من التحرر من الضائقة النفطية الناجمة عن الحصار المفروض على ميناء الحديدة ومنع وصول بواخر النفط لتفريغ حمولاتها، ناهيك عن كونها محافظة سياحية غنية بأهم المواقع الأثرية والتاريخية، بالإضافة إلى كونها من أبرز المحافظات الزراعية.
الموقف الدولي
لقد كشفت معركة مارب المحتدمة الآن على تخومها بين مجاميع مرتزقة العدوان من جهة، وبين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة أخرى، عن حقيقة الموقف الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي جوزف بايدن ، الذي راهن البعض عليه، عندما أعلن أنه لن يدعم العدوان السعودي على اليمن، وأنه سيوقف إرسال الأسلحة والذخائر ذات الطابع الهجومي إلى السعودية ، وأنه سيلغي التصنيف الذي أطلقه سلفه ” دونالد ترامب” على حركة أنصار الله بانها جماعة إرهابية ، وأنه بصدد إعادة تقييم العلاقة مع السعودية …إلخ ، ولقد رحبت صنعاء بشكل متحفظ بقرارات بايدن، في إطار قراءتها المتأنية والاستراتيجية للموقف الأمريكي ، رغم إدراكها لحقيقة أن العدوان على اليمن في الجوهر هو عدوان أمريكي، وأن السعودية والإمارات أداتان تنفيذيتان له ، لكن حكومة الإنقاذ وقيادات أنصار الله لم تتوقف عن إصدار التصريحات بأن قرارات بايدن تفقد أهميتها، إذا لم تتم ترجمتها على الأرض ، عبر إصدار تعليماتها لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإيقاف العدوان، وإلغاء الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء.
معركة مارب تعري الموقف الأمريكي
جاءت معركة مارب الاستراتيجية، لتعري الإدارة الأمريكية وتكشف زيف موقفها من العدوان السعودي ، عندما سارع الرئيس الأمريكي “جوزف بايدن” ووزير خارجيته “أننتوني بلينكن”، إلى مطالبة الجيش واللجان بوقف الزحف على مدينة مارب ومنع تحريرها والعودة إلى المفاوضات والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، في الوقت الذي لم تعلق فيه إدارة بايدن على استمرار العدوان والقصف السجادي السعودي على كل شبر من أرض اليمن، الذي راح ضحيته منذ عام 2015 ما يزيد عن 230 ألف مواطن يمني ودمر ولا يزال يدمر البنية التحتية لليمن، ولم يتورع عن قصف الأهداف المدنية من مدارس ومستشفيات ومصانع ومواقع أثرية وأسواق تجارية ، وبيوت العزاء….. إلخ ، كما أن إدارة بايدن، لم تعلق على محاولات العدوان السعودي وأدواته ، للسيطرة على مواقع جديدة في اليمن ، ما يعني بدون كثير من التمحيص، بأن بايدن أطلق يد بن سلمان للاستمرار في العدوان لتحسين شروط السعودية وواشنطن، في التسوية القادمة مع حكومة صنعاء بعد أن لاحت تباشير النصر للجيش واللجان الشعبية.
مارب ورقة رابحة
في هذا الصدد، قال الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد مجيب شمسان: إن محافظة مارب تشكل بموقعها الجغرافي الذي يجعلها تتوسط أهم المحافظات النفطية، كمحافظة شبوة وحضرموت والجوف بالإضافة إلى محافظتي البيضاء ومحافظة صنعاء، أهمية استراتيجية فريدة، وهذا ما جعل العدوان السعودي يضع كل ثقله العسكري في هذه المحافظة ومنطلقاً لكل عملياتها العدوانية ضد الشعب اليمني، ولذلك بحسب العقيد شمسان، تمثل عملية حسم المعركة في مارب قصماً لظهر العدوان، حيث تعتبر هذه المحافظة أقوى معاقله ومعاقل تنظيم داعش والقاعدة وإن تحرير محافظة مارب سيضاعف من عناصر القوة لصالح الجيش واللجان الشعبية.. كما أنه سيساهم بتخليص هذه المحافظة والمحافظات الأخرى من خطر التنظيمات الإرهابية التي استجلبها تحالف العدوان من كل حدب وصوب إليها، ويقول شمسان: من ناحية أخرى سيكون لعودة المحافظة إلى حضن الوطن دور في تخفيف عبء الحرب والحصار على الشعب اليمني، لا سيما فيما يتعلق بالغاز والوقود والكهرباء”، كما سيحرم تحالف العدوان ومرتزقته من استغلال هذه الثروات في إشباع أطماعهم أو تسخيرها للاعتداء على الشعب اليمني.
مارب ستحرر بقية المحافظات النفطية
وأضاف العقيد شمسان: إن عملية تحرير مارب هي واجب وطني قبل كل شيء، معتبراً أنه في ظل ممارسة قوى العدوان والارتزاق وتحويلهم المحافظة إلى وكر للإرهاب كان لابد من التحرك قبل فوات الأوان لتحريرها وأضاف “بمعنى أن قرار تحريرها لم يكن هدفه تحسين الوضع التفاوضي كما يعتبر البعض، بل إن التفاوض من قبلنا لا يعني المساومة بسيادة الوطن”، ووفقاً لشمسان إن أي تفاوض هو ينطلق من مبدأ وقف العدوان الشامل وفك الحصار وانسحاب القوات الأجنبية وعدم التدخل في شؤون اليمن الداخلية ولا بما يمس بسيادته، أما في ما يتعلق بالتهويل الغربي، رأى العقيد أن “هذا يعود بطبيعة الحال إلى ما أشرنا إليه سابقاً بخصوص الثروات النفطية والغازية التي تتربع عليها هذه المحافظة، بالإضافة إلى توسطها أغنى المحافظات النفطية”، لذلك، “يخشى الغرب من تحريرها لأنه سيؤدي إلى تحرير بقية المحافظات النفطية الواقعة تحت سيطرته”، وتابع العقيد، “هذا بالإضافة إلى ما تقوم به أمريكا وبريطانيا من دعم للتنظيمات الإرهابية في هذه المحافظة، وهو الأمر الذى سيعني انكشاف الادعاء الأمريكي في محاربة الإرهاب”، من المنطقي أن يستمر الجيش واللجان الشعبية بتحرير المزيد من الأراضي من سلطة “الاحتلال” وصولًا إلى محافظة شبوة، والتي يوجد فيها معمل تسييل الغاز، ومصفاة بترول، في حين أن مصفاة البترول الأخرى موجودة في عدن، ووصول اليمنيين إلى محافظة شبوة يمكنه أن يؤمن احتياجات اليمن من الغاز والبترول .
ارتياح وترحيب شعبي واسع
الانتصارات التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في عملية النصر المبين بمحافظة البيضاء وتحريرها وكذلك تحرير أغلب المناطق المحتلة في مارب واستكمال تحرير محافظة الجوف بتحرير آخر مديرياتها وهي مديرية اليتمة في العالم 2021م، وتطهيرها من عناصر تنظيم القاعدة وداعش الإجرامية، لاقت ارتياحاً كبيراً بين أوساط مواطني محافظتي البيضاء ومارب، وارتياحا شعبيا كبيرا في العاصمة صنعاء والمحافظات التي انكوت بمآسي جرائم تنظيمي داعش والقاعدة خلال السنوات الماضية، خاصة بعد تطبيع الحياة العامة في المديريات المحررة وتنفس المواطنين الصعداء من جرائم تلك العناصر الإجرامية التي أخضعت سكانها لسطوتها وسيطرتها بالترهيب والقتل بإدارة من أجهزة الاستخبارات الخارجية وارتكاب العديد من الجرائم البشعة، ولاقت هذه الانتصارات ترحيباً واسعاً بين المواطنين وأبناء القبائل في محافظة البيضاء ومارب الأحرار الذين رفضوا أن تكون مناطقهم ساحة لاحتضان عناصر داعش والقاعدة ومنطلقا لاستهداف المواطنين وتنفيذ الأجندة الأجنبية، وأكدوا وقوفهم إلى جانب الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان ومرتزقته وجاهزيتهم لرفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد لتطهير ما تبقى من مناطق المحافظات المحتلة من دنس الغزاة والمحتلين وإفشال رهان العدوان الأمريكي السعودي في التقدم بمجاميع مرتزقته وأدواته من القاعدة وداعش في المحافظة وجعلها ساحة للاقتتال وممارسة أعمالهم الإجرامية .
جهود القيادة الثورية واستقبال أبناء قبائل المحافظات المحررة
تبذل القيادة الثورية والسياسية جهوداً عظيمة في العناية والاهتمام بالمناطق القبلية المحرّرة في محافظات: البيضاء ومارب وشبوة؛ بهَدفِ توضيح المفاهيم المغلوطة التي رسخها العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته ضد صنعاء وكل الأحرار المناهضين للعدوان وتُثبِتُ أنها مثلما تنتصر في ميادين المواجهة العسكرية ضد العدوان والمرتزِقة، فَـإنَّها كذلك تنتصر في ميادين الأخلاق والسمو والتعالي على الجراح، حيث التقى قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، خلال العام 2021م مجاميع قبلية متعددة من قبائل العبدية وبيحان وحريب وجبل مراد، في مشهد أزال كُـلّ الالتباسات والمفاهيم المشوشة لدى البعض، وأكرم قائد الثورة هذه المجاميع بإطلاق سراح المغرر بهم من أبناء هذه المناطق الذين قاتلوا في صفوف العدوان والمرتزِقة وتم أسرهم خلال المعارك الأخيرة، ولعل من أبرز ما ركز عليه قائد الثورة خلال هذه اللقاءات هو تعزيز حالة الأمن والاستقرار والصلح العام ومنع الثأرات والتعاون بين القبائل على حَـلّ أي مشاكل داخلية، وَالمساهمة في حَـلِّ الإشكالات الداخلية على مستوى المحافظة والبلد بشكل عام، وهي موجهات إذَا نجحت القبائل في تجاوزها فَـإنَّها ستنقلهم إلى مربع آخر وهو التفرغ لمواجهة الأعداء الحقيقيين للبلد، أمريكا وإسرائيل وكل أدواتهما، وإلى جانب لقاءات قائد الثورة بقبائل مارب وشبوة، فقد تم استقبالُهم بحفاوة في مديريات سنحان وبني مطر وبني حشيش وغيرها من المناطق، في مشهد عكس عمق الأُخوّة بين اليمنيين، والتعالي على الجراح، والانتقال إلى مربع التسامح والإخاء، ونبذ كُـلّ الخلافات التي تعصف بهم، ويرى مسؤولون اجتماعيون ومشايخ، أن لقاءات قائد الثورة – وآخرها بقبائل جبل مراد – كان لها الأثر البالغ في رفع معنويات تلك القبائل، وذلك لكشف التعتيم الذي مورس ضد تلك القبائل من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ وأدواته، لافتين إلى أن لقاءات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –حفظه الله- بقبائل جبل مراد ستثمر في إنهاء الصراعات القبلية والثأرات التي تراكمت لعقود من الزمن.