الأسرة /زهور عبدالله
لم استيقظ إلا على صوت الانفجار وقد غطى التراب كل شيء أمامي لأعلم فيما بعد أن قذيفة وصلت إلى حوش منزلنا ولولا لطف الله لانفجرت بنا..
هكذا تروي السيدة إيمان معاناتها مسطرة بالدم والألم وهي التي لم يمض على ولادتها سوى بضعة أيام ” سقطت على الأرض من قوة الصوت وحينها لم اسمع إلا صراخ أطفالي أسرعت إلى المهد “الهندول ” حيث ينام مولودي فوجدته بلطف الله قد تغطى بالتراب ولكنه نائم أمسكت أطفالي وأطرافهم وقلوبهم ترتجف من الخوف» .
إيمان التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت ليست المرأة الوحيدة التي تأثرت بالعدوان الغاشم بل هي واحدة من ملايين النساء اليمنيات اللاتي ألقت هجمات العدوان بظلالها على حياتهن فوجدن أنفسهن وسط ركام العدوان ومسئوليات الحياة المختلفة وقطعن رحلة معاناة طويلة في المخيمات وفي البحث عن الزاد والماء والدواء
وتواصل السيدة إيمان حديثها وهي في العقد الثالث من العمر : لم يكن أمامي سوى الهروب بأطفالي من تلك المنطقة “منطقة منظر” جنوب مدينة الحديدة بسبب اشتداد المعارك فيها التي لم تنته إلى هذه اللحظة وبدأت مشوار النزوح بكل آلامه بداية بتأمين مكان لأقيم فيه مع أطفالي وتوفير أبسط الاحتياجات اليومية لهم.
ضغط نفسي كبير
وعن تقرير صادر عن قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية بوزارة التخطيط والتعاون الدولي ان المرأة هي من الشريحة المجتمعية الأكبر التي تصدرت النزوح حيث تشكل النساء 70% من 4 ملايين نازح داخليا
وذكرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين أن واقع النازحين أكثر مما ترفعه الأرقام وأن أعدادهم في تزايد .
وتتعرض المرأة اليمنية النازحة بحسب الأخصائية الاجتماعية والنفسية/ عبير الصنعاني/ إلى ضغط نفسي كبير فتتعرض للعنف وتعيش مع اسر أخرى وتفتقر إلى الغذاء والماء ويرافقها الخوف على أطفالها خلال فترة النزوح وتعيش المرأة النازحة كسيرة حزينة مثقلة بالهموم فهي مشردة من منزلها وتفتقر إلى الأمان .
إيمان نزحت مع أطفالها الثلاثة إلى صنعاء وعاشت أياماً وليال في غاية الصعوبة في فصل دراسي بمدرسة أبو بكر في منطقة عصر ثم انتقلت إلى مدرسة عبدالإله غبش في حي نقم بصنعاء التي تم فتحها مركزاً لإيواء النازحين قبل أن تقوم بمغادرتها بعد أسابيع من النزوح الذي تشتد معاناته في فصل الشتاء
خيارات
في تقرير لمنظمة “انتصاف” لحقوق المرأة والطفل اليمنية انه خلال السبع سنوات المنصرمة قتلت 2394 امرأة وجرحت 2804 وتعرضت 456 امرأة وطفلاً إلى الاغتصاب في حين تعرضت 423 امرأة للاختطاف وأن منطقة الساحل الغربي شهدت 685 جريمة منها 132 جريمة اغتصاب للنساء .
ويقول محمد الحرورة مسؤول الحماية المجتمعية لشؤون اللاجئين: تعيش المرأة النازحة وضعا مأساويا فمع ارتفاع إيجار المنازل وغلاء الأسعار وزيادة أعداد النازحين في صنعاء تجد المرأة الساحلية نفسها مجبرة إلى العودة إلى منزلها تحت نيران القذائف أو الموت جوعا وبردا في صنعاء وهكذا يعيش النازحون حياة صعبة وتداعيات كارثية معقدة وخاصة القادمون من الساحل الغربي
وأن عشرات المنظمات في اليمن تقوم بالعمل الإنساني ولكنها لا تستطيع أن تستهدف جميع النازحين وقد لا تصل أيضا المساعدات لبعض المناطق التي تكثر فيها النزاعات
الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة أخلاق الشامي قالت : العدوان تسبب في تشريد وحرمان النساء من ابسط حقوقهن كالحصول على الأمان والماء والغذاء والتعليم وان السبع سنوات من العدوان شردت النساء وأطفالهن وتعرضت المرأة لانتهاكات جسيمة فقتلت وشوهت واختطفت .
وتعاني المرأة اليمنية بسبب بشاعة العدوان وبالذات المرأة الساحلية فهي المرأة الأضعف فتعيش أوضاعاً في غاية السوء وتفتقر لأبسط الحقوق وأضاف العدوان والحصار إلى معاناتها فشردت وتعرضت للقتل المتعمد والاغتصاب والاختطاف وآخرها الجريمة البشعة قبل أيام وهي اغتيال وقتل الصحفية رشا عبدالله في عدن هي وجنينها.