من جديد.. قصف مطار صنعاء يصادر آمال المرضى بالعلاج في الخارج

450 ألف مريض ما يزالون بحاجة للسفر لتلقي العلاج

الأمم المتحدة تتفرج رغم أن قصف المطارات المدنية مخالف للقانون الدولي الإنساني

” أفضّل الموت في بيتي ” هذا هو لسان حال المرضى ممن يتطلب سفرهم إلى الخارج بعد إغلاق مطار صنعاء في وجوههم وفتحه أمام طيران الأمم المتحدة فقط..
لقد ساءت صحتهم أكثر ومنهم من انتقل إلى الرفيق الأعلى..وها هو تحالف العدوان مجددا يستهدف مطار صنعاء ليعمق من مأساتهم ويعقّدها تعمداً تحت مبررات واهية.
يتابع المريض ذاته القول : نفضل الموت ولا المرور بتلك النقاط التي تديرها مليشيات العدوان ومرتزقتهم التي نتعرض فيها لأبشع صنوف الانتهاكات.
ويضيف العديد من الذين سافروا برفقة مرضاهم يمرون بعشرات الحواجز ونقاط التفتيش على مسافات متقاربة ويظلون لساعات طويلة في العراء بانتظار السماح لهم بالمرور غير مهتمين بالمرضى الذين قد يلفظون أنفاسهم الأخيرة وهم في نقاط التفتيش وقد لا يصل البعض الآخر منهم إلا بعد تفاقم حالتهم وفوات أوان علاجهم .
الأسرة / خاص

توفي العديد من المرضى على قارعة الطريق ممن ساءت حالتهم وهم في نقاط التفتيش إلى مطاري عدن وسيئون وفارقوا الحياة عند هذه الحواجز كما يقول مختصون في هيئة الطيران المدني وأن حالة واحدة على الأقل من كل عشر حالات مرضية تقريبًا تموت خلال الرحلة الداخلية من صنعاء إلى المناطق الجنوبية من اليمن بسبب هذه الحواجز وما يتخللها من إجراءات أمنية على الطرق كما توفي آلاف المرضى بسبب تعذر سفرهم إلى الخارج جراء إغلاق مطار صنعاء وضعف حالتهم المادية والجسدية على تحمل مشاق السفر إلى عدن وحضرموت بحسب السلطات الصحية وأن مئات الآلاف من المرضى يحتاجون للسفر العاجل إلى الخارج لاستكمال علاجهم، لكن هذه الصعوبات المتناثرة على طول الطريق ما بين المناطق الشمالية والجنوبية تجعل من هذه الرحلة محفوفة بالمخاطر.

رحلة الموت
وأكد مسؤولو مطار صنعاء سابقاً في مؤتمر صحفي مشتركً مع بعض ممثلي منظمات المجتمع المدني أن الرحلة الشاقة التي يتوجب على المرضى قطعها بين مناطق شمال اليمن وجنوبها، خلقت معاناة إضافية لعشرات الآلاف من المرضى و إن استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي تسبب بالكثير من الأضرار على الجوانب الإنسانية والصحية، وعلى جميع جوانب الحياة المدنية لليمنيين.
وأضاف مدير عام إدارة مطار صنعاء، في هذا المؤتمر، أن آلاف الحالات تعرضت للوفاة جراء إغلاق المطار، مؤكدًا وفاة أكثر من 80 ألف مريض كانوا بحاجة ماسة لتلقي العلاج في الخارج.
مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 450 ألف مريض لا يزالون بحاجة للسفر لتلقي العلاج في الخارج، منهم أكثر من 12 ألف مريض بالفشل الكلوي بحاجة لإجراء عمليات زراعة الكلى بصورة عاجلة، وأكثر من 65 حالة مرضية بالسرطان، وكلهم أصبحوا مهددين بالموت في أي لحظة.
بالإضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف مريض مسجلين بوزارة الصحة، يعانون من تشوهات قلبية بحاجة ملحة أيضًا إلى السفر للخارج لتلقي العلاج. غير أن هناك مخاطر جمة تتهدد حياتهم إذا ما سلكوا طريق البر من صنعاء إلى عدن. مجدِّدًا التأكيد على وفاة مسافر من بين كل عشرة مسافرين ما بين صنعاء وعدن وصنعاء وسيئون، وذلك لطول المسافة ووعورة الطريق وكثرة النقاط العسكرية المنتشرة على الطريق.

معاناة إنسانية
لا يزال الطيران الأمريكي السعودي يتسبب في قتل وجرح آلاف المدنيين بالتزامن مع استهدافه المنشآت الطبية ومنع دخول الأدوية، مما ضاعف المعاناة الإنسانية للمواطنين فإغلاق مطار صنعاء وقصفه مجددا أول إجراء تعسفي لتشديد الحصار على الشعب اليمني وحرمان ملايين اليمنيين من حقوقهم المشروعة والمكفولة في الحصول على العلاج بمستشفيات الخارج خصوصا بعد انهيار القطاع الصحي في اليمن جراء استهداف غالبية منشآته، وتوقف الكثير منها عن العمل منذ بدء عمليات العدوان الجوية عام 2015م، وما رافقها من حصار مشدد على المنافذ البرية والبحرية وحظر استيراد الأدوية والمحاليل الطبية وغيرها من المستلزمات.
يعتبر العلاج في الخارج أحد أبرز أغراض السفر جواً لليمنيين، وبذلك فإن مطار صنعاء الدولي يعد الشريان الحيوي لسكان غالبية المحافظات الشمالية والغربية والوسطى في البلاد، حيث أدى إغلاقه إلى وفاة أعداد كبيرة من اليمنيين، قدّرتهم وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ نهاية العام 2019م بنحو 43 ألف إنسان، كانوا بحاجة إلى العلاج في الخارج جراء حالاتهم الحرجة واحتياجهم لمساعدات طبية دولية، إلا أن تحالف العدوان حرمهم من الخروج أو العودة إلى اليمن، ليضيف بذلك معاناة كبيرة لم يكن لها أي مبررات على الملايين من سكان تلك المحافظات.
ووفقا لوزارة الصحة، فإن أكثر من 320 ألف حالة مرضية لم تتمكن من السفر لتلقي العلاج بسبب إغلاق المطار، فيما توفي أكثر من 28 ألفاً من مرضى السرطان نتيجة انعدام المستلزمات الطبية بالشكل المطلوب، في حين كان من الممكن علاج الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتدارك حالتهم، لو تمكنوا من السفر إلى خارج اليمن للعلاج.
أجبر تحالف العدوان الآلاف من المرضى على تكبد مشقة السفر الطويل للوصول إلى مطاري عدن وسيئون، بعد رحلة محفوفة بالمخاطر والإجراءات المعقدة والتأخير والابتزاز والخسائر المرتفعة وغيرها من الممارسات اللا إنسانية التي تفرضها نقاط التفتيش المنتشرة على امتداد الطريق وقيامها بنهب وقتل المسافرين كما حدث مؤخرا مع الشاب عبدالملك السنباني.
ووفقا لحقوقيين يشكل إغلاق المنافذ اليمنية من قبل التحالف خرقا للمادة (13) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تنص على أنه يحق لكل فرد حرية التنقل ومغادرة أيِ بلد، بما في ذلك بلده، وكذلك العودة إلى إليه.
كما ينتهك الحصار المفروض على اليمن اتفاقية جنيف الرابعة، مادة (23)، والتي تشير إلى السماح بالمرور الحر لجميع شحنات المخازن الطبية والمستشفيات المخصصة للمدنيين وحرية مرور جميع شحنات المواد الغذائية الأساسية.

قد يعجبك ايضا