هم المنابر والمشاعل التي تضيء طريق العزة والإباء

تربونات وناشطات لـ”الثورة ” :الشهداء.. شعلة على درب الحرية

لقد رسموا لنا طريق التحرر والنصر الأكيد على الطغاة والظالمين

على ضفاف نهر العطاء الذي لا ينضب، نقف أجلالا وتعظيما أمام رجال وهبوا أرواحهم لتحيا اليمن، فهم الذين بدمائهم الزكية عُمِدت الانتصارات في جميع الجبهات.
وواجب علينا استشعار المسؤولية في السير على خط الجهادِ المقدس الذي بَذل من أجله الشهداء دماءَهم وأرواحهم فداء لهذا الوطن وفداء لهذا الشعب وأن نقابل الوفاء بالوفاء.
في هذا الاستطلاع الذي أجراه المركز الإعلامي للهيئة النسائية مع ناشطات ونساء عبرن عن أهمية إحياء ذكرى الشهيد تقديرا لهم ولأسرهم على التضحيات التي قدموها بكل سخاء ..نتابع هذه اللقاءات:
الاسرة /خاص

مديرة الأنشطة النسوية في وزارة التربية والتعليم بثينة المنصوري ابتدأت حديثها قائلة: الشهادة في سبيل الله هي أعلى درجات التضحية والفداء، وأعظم مراتب العطاء والإحسان ،غايتها مرضاة الله تعالى , ودافعها الاستجابة لأوامر الله وتوجيهاته , والاقتداء برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله , وأثرها حفظ دين الله وصون الأرض والعرض والحقوق والكرامات ، وهي من الله تعالى فضل وكرامة يهبها لمن يشاء من عباده المخلصين.
وعندما نكون في حضرتها ومحرابها بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد فإننا لا نتناولها من باب التنظير أو الترف الفكري وإنما نعيش واقعها وأثرها على مدى أكثر من سبع سنوات قضت تقاطرت خلالها قوافل شهدائنا العظماء لتورثنا عزاً وكرامةً وصموداً أسطورياً في مواجهة عدوان غاشم تكالبت فيه علينا شياطين الإنس وقوى الاستكبار العالمي والمتجبرين في الأرض، فكان سلاح الشهادة في سبيل الله أعظم من استكبارهم وأقوى من طغيانهم وجبروتهم وكل إمكاناتهم الاقتصادية والعسكرية الهائلة ، وصدقنا الله وعده إذ يقول:(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ).فكيف لا نحتفي بالشهادة وقد رأينا بأم أعيننا أثرها وعظمتها وفاعليتها في مواجهة طغاة الأرض ونصرنا الله في مواطن كثيرة ونحن قلة مستضعفون.
وأكدت المنصور: إن الله سبحانه وتعالى قد أمر عباده بأن يقفوا موقف الحق في مواجهة الباطل وأن ينصروه قولاً وعملاً، وليس هناك من حق أعظم وأوجب وأظهر من حق الدفاع عن المستضعفين والأرض والعرض عندما تتعرض البلاد والعباد إلى عدوان خارجي همجي بدون أي وجه حق ، إن الشهداء هم أعظم و أصدق من التزموا موقف الحق وجسدوه ونصروه قولاً و عملاً غير آبهين بالمتقاعسين والمتخاذلين والمرجفين، فانطلقوا إلى ميادين القتال والجهاد في سبيل الله وضحوا بأرواحهم وأنفسهم خالصة لوجهه الكريم حباً في الله وطمعاً فيما عنده من عظيم الأجر والمنزلة الرفيعة في سبيل قضية عادلة لا تشوبها شائبة وحق ظاهر لا يشك فيه إلا مكابر أو خائن أو في قلبه مرض، فاستحقوا من الله الثواب العظيم والنعيم المقيم والخلود في الدنيا وانقلبوا إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر .

في سبيل الله
أما حورية المرزوقي فتقول :عندما نتكلم عن الشهيد والشهادة في سبيل الله فإننا أمام رصيد كبير من عطاء الشهداء في سبيل الله بدءاً بأنبياء الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليهم الذين صدعوا بالحق ولم يخافوا في الله لومة لائم منهم من تعرض للقتل في سبيل إبلاغ دين الله إلى قومهم ومنهم من تعرض للحصار والإعراض والتكذيب ومحاولة الاغتيال ولكنهم صبروا وتحملوا وحملوا مسؤولية هذا الدين بالرغم من كل ما تعرضوا له , وجاء من بعدهم ورثة الأنبياء أولياء الله و أعلام الهدى وعلى رأسهم الإمام علي عليه السلام الذي واصل الطريق بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وتحمل وصبر وقاتل على هذا الدين حتى استشهد في محرابه والإمام الحسن عليه السلام سار على نهجه حتى تعرض للخذلان من قومه واستشهد بالسم والإمام الحسين عليه السلام من بعده الذي سعى للإصلاح في أمة جده محمد صلى الله عليه وعلى آله والذي تعرض لأكبر مظلومية في عصره (حادثة كربلاء) ومن بعده الإمام زيد بن علي والأمام يحيى بن زيد ، والإمام الهادي عليهم السلام جميعا وما زال الطريق مستمراً .
وأكدت المرزوقي : في عصرنا كان حامل اللواء الصادع بالحق وحليف القرآن وحامل مظلومية الأمة هو الشهيد القائد السيد حسين رضوان الله عليه وسلامه الذي لا تقل مظلوميته عن مظلومية حسين كربلاء وهو من أعاد للأمة يقظتها ورسم لها منهجية أعادت إليها الحياة حتى صارت تتسابق على هذا الطريق طريق الشهادة في سبيل الله ودفاعا عن المظلومين ونصرة المستضعفين وهي لا تبالي بعد أن عرفت مقام الشهادة العظيم ودوره في إحياء الأمم وقهر الظلم والباطل وإزهاقه.

عطاء وبذل
الأخت /نجوى أبوطالب تحدثت قائلةً: نعم هم أولئك العظماء في عطائهم وبذلهم في تضحياتهم واستبسالهم في صبرهم وصدقهم في ثباتهم وصمودهم ، استجابوا لله سبحانه وتعالى فتحركوا في سبيله بكل صدق وإخلاص وتفان تحركا خالصا لوجه الله تعالى قائما على أسس صحيحة أولها الشعور بالمسؤولية أمام الله عز وجل من واقعهم كمؤمنين بالله تعالى وهذا يخلق في نفس المؤمن حالة من الاستعداد التام للبذل والعطاء التي ترتقي إلى أن يبذل ويقدم روحه وحياته في سبيل الله وفي ما هو رضىاً لله تعالى لإعلاء كلمته ومواجهة أعدائه نصرة للمستضعفين بنفوس زاكية وروحية إيمانية عالية بقداسة وعدالة ومشروعية القضية التي تحركوا من أجلها استنهاضا للأمة الإسلامية لتخرج من واقعها الاستعبادي المهين والمذل والمخزي الذي فرضته قوى الشر أمريكا وإسرائيل وأياديهم القذرة في المنطقة إلى أمة عزيزة كريمة شامخة عصية على أعدائها لا تعرف الانكسار، أمة طريقها الحق ومشروعها التحرر وغايتها الشهادة في سبيل الله وهذا ما سطره أولئك الشهداء العظماء بدمائهم الطاهرة أعظم الملاحم والانتصارات في مختلف مواقع العزة والكرامة .
وتابعت أبوطالب : الشهداء لم يتحركوا من منظور دنيوي مادي ( أطماع ورغبات ) ، إنما تحركوا تحركا إيمانياً من واقع المسؤولية بأحقية المشروع القرآني النهضوي التحرري لمواجهة الاستهداف الشامل ، مقتدين ومتأثرين وسائرين على نهج الأنبياء عليهم السلام ، ونهج سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آلة وسلم مدرسة الجهاد الأولى في البذل والتضحية والعطاء في سبيل الله ، وآل بيته الطاهرين الذين جسدوا كل معاني التضحية والاستبسال في سبيل الله ضد طواغيت الأرض على مر العصور ، وأعلام الهدى الذين سطروا وقدموا أعظم الملاحم الجهادية في كل زمان ومكان .فظهر من جديد نجم من أعلام الهدى من قاد سفينة النجاة بعد أن كانت على وشك الغرق فأنقذ الأمة بعد أن أنهكها السبات والخنوع والسكوت لأعدائها خوفا ورهبة واستسلاما… هو الشهيد القائد السيد / حسين بن بدر الحوثي رضوان الله عليه الذي أسس مدامك المسيرة القرآنية والمشروع القرآني التحرري النهضوي في واقع الأمة الإسلامية ، لتحيا كما أراد الله لها لا كما يريده أعداؤها فسلام الله عليهم .
وقالت أبوطالب : قال تعالى ( أحياء عند ربهم يرزقون ) نعم هذه هي الحياة بذاتها وهذا هو النعيم بعينه وهو الفوز في أعلى مراتبه… هم الشهداء العظماء من نالوا تلك المنحة الإلهية العظيمة التي تفردوا بها على سائر الناس ، فعطاءهم قابله الله بعطاء وأي عطاء هذا وأي تكريم هذا إنهم لم يموتوا، وإنما أكرمهم الله سبحانه وتعالى بأن نقلهم إلى حياة هي الأفضل وهي الأكرم وهي الأعز وهي الأهنأ وهي الأسعد كيف لا ؟ وهم في رعاية وكرامة وضيافة إلهية خاصة من حياة قد خلصت من كل كدر ومن كل الأحزان والهموم والمعاناة، حياة سعيدة على أرقى مستوى يحظون بتكريم خاص يفوق مستوى الخيال ، فمعركتنا اليوم هي معركة كل الأمة والاستهداف ليس جديداً في واقع الأمة وإنما هو وفق مراحل مستمرة ونحن الآن وفي هذه المرحلة المهمة والحساسة وجدنا ثمرة مفهوم الشهادة في سبيل الله وفق المفهوم القرآني الذي، أثمر عزاً ونصراً وكرامة ورفعة وبنى أمة عزيزة يهابها أعداؤها .
وواصلت ابوطالب حديثها قائلة : تطل علينا الذكرى السنوية للشهيد للعام 1443هـ، فالسلام والرحمة والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار وتحية الإعزاز والإكبار والتبجيل لأسرهم الكريمة المعطاءة.
فهذه الذكرى العظيمة التي اعتدنا إحياءها سنويا من أهم المناسبات العظيمة بدلالاتها ومضمونها وآثارها وما تحتاج إليه الأمة الإسلامية اليوم لاسيما ونحن في منعطف تاريخي مهم لبلدنا العظيم وهو يواجه عدواناً عالمياً غاشماً للعام السابع على التوالي ،لكننا نستلهم من هذه الذكرى العظيمة كل معاني العزة والكرامة والصبر والصمود والثبات والتضحية والإباء في أرقى صورها.
ومضت تقول : واجبنا هو الثبات على هذا الموقف والصمود في مواجهة الأعداء ومواصلة المشوار في هذا الطريق القويم درب الشهداء العظماء الذي رسموه وعبّدوه لتحيا الأمة من بعدهم ، من أجله قدموا أعظم ملاحم الانتصارات الشاهدة على ثباتهم وصمودهم وصدقهم وأخلاقهم وشجاعتهم.
واجبنا تجاه أسر الشهداء العناية بهم والرعاية التربوية والتثقيفية لهم والاهتمام بما يتعلق بالجانب العملي والرعاية المادية مع السعي لمساعدتهم للاكتفاء الذاتي في بناء أنفسهم ، الكل معنيون بأسر الشهداء، وذلك وليس مقصوراً على مؤسسة الشهداء أو أي مؤسسات أخرى ، فيجب أن تحظى أسر الشهداء بتعامل راق ومحترم بقدر تلك التضحيات العظيمة ، كذلك يجب الاهتمام بإقامة الفعاليات الخاصة بهذه الذكرى العظيمة .
في مجتمعنا اليمني يتجلى دور المرأة في تقديم النموذج الأرقى صمودا وثباتا وتضحية وتقدم أروع الأمثلة في ذلك ، هذا النموذج المشرّف للمرأة اليمنية الذي يحتذي به في العالم خصوصا ونحن نواجه عدواناً ظالماً وغاشماً فكانت المجاهدة الصابرة المحتسبة والمضحية في سبيل الله بكل ما تمتلك من أموال وأولاد في سبيل الله لنصرة دينه ، فالمرأة لها الدور الأساسي في صمود وثبات أبناء هذا الشعب العظيم وانتصاره ،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على درجات عالية من التقوى والإخلاص ومكارم الأخلاق الراسخة والثابتة التي لا يمكن أن يؤثر فيها المرجفون ولا المثبطون ، فكانت بحق السبّاقة في هذا الميدان العظيم ، ولأن المرأة اليمنية تقوم بهذا الدور العظيم سعت دول العدوان إلى الاستهداف الممنهج للمرأة اليمنية في كل المجالات لاسيما الاستهداف بالقصف المباشر لكنها مازالت وستظل المرأة المجاهدة والصابرة والمحتسبة.

قد يعجبك ايضا