
حسنا يقول خبراء السياسة إن الناخبين لا ينتخبون الرؤساء بسبب صورهم ولكن تبعا للقضايا التي يناصرونها من الواضح أن هوليود ليست معجبة بهذا الكلام كثيرا إنها تميل إلى كون الصورة هي عامل أساسي لتوجيه الناخب إلى محفظة رئيس ما هذا الأمر التقت معه المشاريع الانتخابية صار الرئيس نجما لا يفضل ظهوره كثيرا حتى لا يصاب الناس بالملل إنها شريكة في حماية الصورة القادمة المنتج القادم بالأحرى الرئيس أصبح محاطا بمحرري هوليود ونصائحهم المستمرة فيما يمكن أن يقوله وفيما لا يمكن أن يقوله ماهي التعابير التي يجب أن يرسمها أمام الكاميرا وبالذات في الظروف الصعبة أصبح الرئيس متدربا على أعظم مهمة تمثيل على الإطلاق أميركا والعالم… يا له من جمهور يبعث على الغثيان!!
هكذا تكونت الثقافة الأمريكية لم تعد هوليود مسؤولة عن تشكيل صورة الرئيس صار الرئيس نفسه مسؤولا عن ذلك ليس أكثر وليس أقل وقد يفهم مثلا هذا الترف التصويري لجورج واشنطن باعتباره أصبح رمزا وطنيا للأمة الأمريكية غير أن صناعة الرئيس أصبحت هي المهمة الجديدة ومن سينسى فعلا تلك الأسنان اللامعة لجيمي كارتر والتي تحولت إلى ورقة لجذب الناخبين وكأنها مشروع ما سيجعل أميركا أفضل إنها لعبة بصرية حولت الرجل صاحب الابتسامة الرائعة إلى رئيس أقوى دولة في الكون.
الآن الصورة التي تعلق في رؤوسنا في رؤوس الناخبين والتي قد تساهم بوضوح في الفوز بمعركة القمة هذه الصورة لم تصنعها في البدء غير هوليود.
خذ فرانكلين روزفلت مجددا كأنموذج بسيط ليس رالف بيلامي من نعتقد إذا كنا نعتقد بفرانكلين روزفلت ربما لأن بيلامي كان بارعا في تأدية الدور أكثر من اللازم لحظات من خيبة الأمل كانت موجودة أيضا في أفلام مثل Pearl Harbor من إنتاح 2001 عندما جسد جون فويت فرانكلين روزفلت ووقف أمام الكونجرس لأجل خطابه الشهير الجمهور اعتقد أن جون لم يكن مؤثرا في إلقائه الرئيس كان أفضل بكثير.
عاش رؤساء ما بعد الحرب متأثرين تماما بروزفلت شخصيته الهوليودية أو الواقعية هذا لا يهم لم تعد تنتج هوليود أي مادة مشابهة بعد الآن الأفلام لم تعد تترك انطباعا لا يمحى أكثر من مجرد ابتسامة جيمي وأدائه البارع في المؤتمرات ونظرة جونسون في صقر قريش مارس 1968 وعبارات رنانة.. نيكسون «لست محتالا».. ريجان لغورباتشوف «أهدم هذا الجدار» أو بيل كلينتون «أنا لم أمارس الجنس مع هذه المرأة» هذا فقط لم يعد هناك ما يمكن ذكره أو تذكره هوليود في العمق أصبحت متضررة وعالقة في شرك التكرار.
لقد راهنت هوليود فقط على ملء الفراغات في عقولنا عن رؤساء ما قبل السينما في غياب اللقطات الحقيقية لهؤلاء كان هنري فوندا هو لينكولن وليس شخصا لعب دور الرئيس.
إن هوليود هي البوابة الوحيدة التي يمكن أن نعبر من خلالها إلى داخل شخصية الرئيس لكنها دوما كانت تعطينا صورة محدودة وبليدة هذا بالرغم من كونها أصبحت القوة الأولى والأكثر تأثيرا في العقلية الأمريكية والعالمية أعطتنا المعيار الذي نقيس به كيف يفكر هؤلاء أصحاب المكاتب السماوية لكنه كان معيارا هشا وغير ذي جدوى.
إنه ومن بين كل الرؤساء كان هناك ثلاثة مستفيدين كبار من مغامرات هوليود تيدي روزفلت ورونالد ريغان وجون كيندي لقد جعلتهم مشاهير بدون اعتبارات أخرى تيدي نجم الشريط الإخباري في زمن الحرب وريغان الممثل الكبير وكيندي الذي كان يرافق كل حملاته الانتخابية كاميرات لا تتوقف عن العمل وفارق واحد بين هؤلاء الثلاثة وغيرهم هو علاقة هذه الصناعة بالحقائق إنها دائما تخبرنا أنه اقتباس من قصة حقيقية وتعطينا نفس الأسماء وأحداثا مشوهة وتعاني من حالة هزال بسبب الحذف والتغطية بكثير من تفاهات الميلودراما الهابطة.
حسنا هذه هوليود فمن هو الرئيس حقا¿