الرعب يخيّم على المواطنين
اتساع رقعة المواجهات بين فصائل مرتزقة الإمارات في عدن والاحتلال السعودي يفاقم الصراع
الثورة /
أجواء من الرعب تخيم على سكان مدينة عدن مع اتساع رقعة المواجهات الدامية بين فصائل المرتزقة لتشمل مختلف مناطق المحافظة مع تحذيرات من تردي الأوضاع المعيشية المتردية أصلا بسبب الانفلات الأمني المتفاقم، ناهيك عن دخول الاحتلال السعودي على خط المواجهات ومساعيه لتفجير الأوضاع أكثر فأكثر.
وتجددت أمس المواجهات المسلحة في مديرية خور مكسر، ثاني مديرية بعد كريتر في محافظة عدن المحتلة، التي تشهد معارك طاحنة بين ما يسمى المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً ومسلحين مدعومين من الاحتلال السعودي.
وأشارت مصادر محلية إلى أن المواجهات تجددت في نقطة المجاري بمنطقة العريش وسط المديرية، بين مسلحين يتبعون مختار النوبي قائد اللواء الخامس في ردفان، وآخرين من الحزام الأمني التابع للانتقالي.
وأوضحت المصادر أن النوبي استدعى تعزيزات من قواته المنتشرة في أبين إلى مدينة عدن، في مؤشر على مساعيه لبدء هجوم في المدينة، بغية فك الحصار الذي تفرضه مليشيات الانتقالي الأخرى على شقيقه في كريتر.
وأكدت المصادر مقتل القيادي فيما يعرف اللواء الخامس دعم وإسناد “عواد النوبي” شقيق “إمام النوبي” قائد المسلحين في كريتر، بعد ساعات من إصابته بجروح بليغة في المواجهات بين فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي.
ومن شأن تفجير الوضع في خور مكسر، إرباك خطط “الانتقالي”، حيث يغري توسع رقعة الاشتباكات، فصائل أخرى في عدن، تتحين الفرصة لتفجير الوضع ضد الانتقالي في مختلف مديريات المحافظة، أبرزها دار سعد، التي تتواصل الاحتجاجات ضد الانتقالي رغم فرض الأخير حالة الطوارئ، إلى جانب مديرية الشيخ عثمان، التي تنتشر فيها فصائل سلفية مناهضة للانتقالي وتدين بالولاء للسعودية.
وتعكس هذه التحركات، مساعي لفرض كماشة عسكرية على الانتقالي وسط المدينة، الذي يتعرض لضغوط لإجباره على إخراج فصائله من المدينة ونفي قياداته.
إلى ذلك اقتحمت مليشيا “الانتقالي الجنوبي” أمس الأحد، العشرات من منازل المواطنين في منطقة كريتر، التي تشهد مواجهات دامية منذ يوم السبت.
وأفادت مصادر محلية في المدينة، أن مليشيا “الانتقالي”، فرضت حصارا خانقا على منطقة كريتر، بمختلف أنواع الآليات والمدرعات العسكرية، وسط انتشار مكثف في شوارع المنطقة.
وأكدت المصادر أن مليشيا “الانتقالي”، نفذت حملة اقتحامات لمنازل المواطنين بحثا عن أسلحة العناصر التابعة للقيادي إمام النوبي.
واندلعت مساء السبت مواجهات عنيفة بين مليشيا “الانتقالي”، وعناصر القيادي إمام النوبي، خلفت 6 قتلى و61 جريحا، وخسائر فادحة في منازل وممتلكات المواطنين.
وكان محافظ عدن، طارق مصطفى سلام، قد حذر – في وقت سابق – من تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية، جراء حرب الشوارع التي تشهدها المحافظة منذ أيام، ومحاولة قوى الاحتلال الالتفاف على مطالب الثوار والانقضاض على ثورتهم.
وأشار سلام إلى خطورة الأوضاع الإنسانية على أبناء المحافظة في ظل توقف الخدمات، وانتشار المسلحين في الأحياء السكنية، وحالة الشلل التام التي تعيشها مدينة عدن، ما دفع أبناء المحافظة لإطلاق أكثر من نداء استغاثة للمطالبة بإيقاف حروب العصابات بين أطراف الارتزاق في عدن بدعم إماراتي – سعودي.
وقال: “إن السيناريو الذي تشهده عدن اليوم لا يختلف عمّا حدث في عامي 2019 و2020 من حروب تصفية حسابات، يُراد منها التخلص من أي قوى مناهضة للاحتلال، والزج بالمدنيين في صراع هُم في غنى عنه، في وقت يكافح فيه المواطنون للحصول على قوت يومهم، ناهيك عن غياب الخدمات، وتدني مستوى المعيشة، وانتشار الجماعات الإرهابية المسلحة، لزعزعة الاستقرار والسطو على الممتلكات العامة والخاصة”.
ودعا محافظ عدن المجتمع الدولي ومؤسساته ذات العلاقة، إلى التدخل لإنقاذ حياة المواطنين، ومساعدتهم في توفير احتياجاتهم، وحمايتهم من المليشيات المسلحة، في ظل ما تشهده عدن من اقتتال في ما بينها، ما يجعل من دماء المدنيين وممتلكاتهم وقوداً لها.
على صعيد متصل، قال محافظ محافظة ذمار “محمد البخيتي” أن دول العدوان لن تسمح للانتقالي الجنوبي ببناء دولة مستقلة طالما وأطماع هذه الدول تتركز على الجنوب اليمني.
وكتب “البخيتي” تغريدة له قائلا:” طالما وأن أطماع دول العدوان تتركز في الجنوب فإنها لن تسمح للانتقالي ببناء دولة مستقلة، وحرمان السعودية للمناطق الخاضعة لسيطرته من الثروات، يكشف أطماعها التوسعية”.
وأضاف قائلا :” كما أن الدعم الإماراتي السخي لطارق عفاش يؤكد أنه الخيار المستقبلي البديل الأقل كلفة والأكثر قبولا لدى السعودية وإسرائيل”.