حراك أممي يراوح دائرة علاقات المبعوث الخاصة

أمريكا لا ترغب في السلام لكنها تخشى الهزيمة

 

الثورة /عبدالملك محمد
لا يحذو المبعوث الأممي المعين حديثا إلى اليمن جروندوبرج حذو أسلافه الذين فشلوا في مهامهم باليمن فحسب، بل ويكرس سيرة غريبة وغير مفهومة، فمن خلال اللقاء الذي عقده مع مجموعة ناشطات قبل يومين في الأردن – وهو من أولى لقاءاته ضمن مهمته – ظهر المبعوث الجديد كمن يبحث عن صور وعلاقات خاصة، ولا يسعى إلى تحريك دفة التفاوضات.
وقد التقى المبعوث هانس جروندوبرج ، في العاصمة الأردنية عمّان، عددا من الناشطات اليمنيات ضمن ما أسماه مشاوراته لإيجاد حل للأزمة اليمنية، وقال إن هذا اللقاء “يعكس التنوّع الذي يتطلبه مستقبل اليمن، والشمولية ولاسيما شمولية النوع الاجتماعي وإنّ التزامها بالسلام هو مصدر إلهام”.
اعتبر مراقبون أن مسارعة المبعوث جروندوبرج إلى اجتماعات بناشطات خارج اليمن، يعكس عدم فاعليته وتأثيره، كما يعكس حالة يرثى لها من الفشل الأممي في إدارة التفاوضات.. ويضيف أستاذ العلاقات الدولية في جامعة صنعاء أن لقاء المبعوث في أولى تحركاته بعشر نساء يمنيات، يرسم خارطة الدور الأممي الذي يتوقع أن يلعبه المبعوث الجديد، إذ لا الملفات الإنسانية التي كانت في انتظار المبعوث الجديد ستنجز على طاولة النسوة اللاتي جمعهن هانس، ولا قضية الأسرى ستشهد انفراجة، ولا المرتبات ولا الموانئ والمطارات ستستعيد نشاطها.
ويوم أمس نشرت صفحة المبعوث الأممي إلى اليمن صورا للقاء عقده مع عدد من الناشطات المقيمات في الأردن، قال فيه إنه ناقش معهن الأزمة في اليمن التي تعين مبعوثا لها قبل أشهر، وقد انتشر خبر لقاء المبعوث مع النسوة على نطاق واسع في وسائل الإعلام والصحافة وفي السوشيال ميديا، لكن ناشطين تناولوه بسخرية إذ عبروا عن استغرابهم من ذهاب المبعوث إلى لقاء كهذا، فيما كان ينتظر منه الشروع في إيجاد حلول اقتصادية وإنسانية ترفع الحصار وتوقف الكارثة التي تضرب محافظات اليمن المحتلة جراء تردي الريال وارتفاع الأسعار في السلع والمحروقات.
واعتبر ناشطون ساخرون أن اللقاء الذي عقده المبعوث، هو تعبير عن حالة أممية يرثى لها، إذ أنها باتت خارج المشهد تماما، بالتوازي وصل مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى الرياض في جولة بدا واضحا أن الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات قد استدعته وجاءت به بشكل مفاجئ.
وقال مصدر مطلع إن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى الرياض جاءت بشكل مفاجئ، وأوضح أن الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة خلال الأيام الماضية في مارب وفي البيضاء وشبوة حشرت الإدارة الأمريكية في دائرة ضيقة، وهي تحاول حاليا تلافي الانهيار، ولكن بأي ثمن، إذ تطرح اليمن ضرورة وقف العدوان ورفع الحصار فورا وسحب القوات عن كافة الأراضي اليمنية، مالم فإن القوات المسلحة ستمضي في تحرير كافة المحافظات من الاحتلال والمرتزقة، فما الذي ستحققه الإدارة الأمريكية من مكاسب لبايدن الذي يسجل الخسارات المتتالية منذ توليه الرئاسة؟!
حل الملف الإنساني والاقتصادي، وإعادة فتح المطارات والموانئ البحرية، وقف العدوان والغارات الجوية، قد ينقذ المتورطين في العدوان على اليمن من الهزيمة القاسية، وقد يؤدي إلى تجنيبهم خسائر أكبر مما خسروه في سنوات الحرب.
وقف العدوان وإعادة فتح مطار صنعاء ورفع الحصار عن ميناء الحديدة والسماح للسفن ببلوغه، واستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة، هو المخرج المتاح، وفي الترتيب لابد أن تبدأ الخطوات برفع كامل للحصار يتبعه وقف للعدوان الجوي والقصف المدفعي، يقابله وقف الضربات الصاروخية والجوية على السعودية، وحسب مصدر مطلع للثورة، فإن الوفد الوطني طرح هذه النقاط في لقاءات سابقة مع المبعوث الأممي السابق وعلى العمانيين الذين أوصلوا هذه الرسائل إلى الأمريكيين والسعوديين، على حد سواء.
التحركات الأمريكية التي بدأها مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وابتدأها من الرياض، هي أول زيارة لمسؤول أمركي كبير الى المنطقة منذ تولي بايدن رئاسة أمريكا، وحسب تصريحات فإن الأمريكي جيك سيبحث خلالها مع النظام السعودي عددا من الملفات منها ملف الحرب على اليمن، إضافة إلى ملف خاشقجي الذي تتهم إدارة بايدن محمد بن سلمان بالضلوع فيه.
لكن مراقبين يعتبرون أن الزيارة المفاجئة للمسؤول الأمريكي أتت في إطار القلق الأمريكي نفسه من الهزائم التي يتعرض لها تحالف العدوان في اليمن، وبهدف إيجاد مخارج للورطة الأمريكية السعودية في الحرب على اليمن، التي باتت تمثل معضلة استراتيجية أمام الحلفاء.

قد يعجبك ايضا