منظمات مجتمع مدني: التوعية المستمرة والجادة بأهمية عمل المرأة ستولِّد قناعة مجتمعية بأنها مصانة بعملها
دراسة اجتماعية:المهن الحالية للنساء تركزت في الخدمات أو البيع في المتاجر والأسواق
الظروف المعيشية الصعبة جراء الحصار الخانق الذي فرضته قوى العدوان الغاشم على بلادنا والوضع الاقتصادي المتدني بسبب ذلك- دفع الكثير من الفتيات الحاصلات على شهادات جامعية للعمل في المولات التجارية وتحمل كل التبعات المترتبة عليه سواء من مشاق يتكبدنها خلال ساعات العمل الطويلة وسط مضايقات الزائرين واستغلال أرباب عملهن لحاجتهن المادية وتحمل النظرة الدونية التي ترمى كالسهام من قبل أشخاص لا يستوعبون دور المرأة ومشاركتها في الحياة العامة.. لكن جسدت أولئك الفتيات مواقف صلبة في الإصرار والثبات وحب العمل..
الإسلام يدعو إلى صون كرامة المرأة العاملة.. أما المنظمات غير الحكومية فتقف بعيداً عن مشاكل المرأة العاملة وتقول مختصة في النشاط النسوي: يجب علينا كمنظمات أن نحسن من بيئة عمل المرأة من خلال التوعية المستمرة وليست الموسمية أو المكرسة للدعاية ورفع الشعارات بل أن ينعكس ذلك على أرض الواقع وتتولد عن ذلك الوعي قناعات لدى المجتمع بأن المرأة مصانة الكرامة في موقع عملها وأن هناك قوانين وعقوبات رادعة لمن تسول له نفسه التحرش بها أو مضايقتها.
فيما يطرح البعض أهمية وجود قرار تأنيث المحال النسائية كحل قد يشجع كثيرات على العمل وسيزيد من نسبة تسوق النساء بمفردهن.
نساء عاملات
ووفقاً لدراسة اجتماعية نفذها قسم علم الاجتماع بجامعة صنعاء فإن المهن الحالية للمبحوثات تركزت في الخدمات أو البيع في المتاجر والأسواق بنسبة (4 و53 %) وهو مؤشر يدل على التحول الذي طرأ على عمل النساء في السنوات الأخيرة حيث اقتحمن مجالات عمل جديدة لم يكن يمارسنها من قبل وإن كانت هذه النوعية من الأعمال ترتبط بعدد من المشكلات المجتمعية التي تكرس النظرة الدونية للمرأة التي تعمل في هذا المجال وتعرضها للمضايقات.
عمل مشرف
من ناحيته فإن علم الاجتماع ينظر نظرة خاصة إلى هذه القضية .. وهذا ما تؤكده أخصائية علم الاجتماع هدى العواضي التي تقول إن نظرة المجتمع للفتاة البائعة في المولات تحتمل أمرين الأول أنها فتاة متمردة على العادات والتقاليد المجتمعية وبالتالي الناس لا يقدرون ظروفها المعيشية، فيتعامل معها بأسلوب لا إنساني, الثاني أن هناك من ينظر إليها بعين الشفقة كونها لم تقبل بهذا العمل إلا لظروف حياتية قاسية.
وتضيف العواضي: هم بهذا التصور والنظرة الدونية للمرأة العاملة في المولات التجارية مخطئون لأن هناك العديد من البائعات اثبتن تواجدهن بقوة وإرادة وما زادتهن الحاجة للعمل إلا عفة وكرامة ولا يقبلن لقمتهن إلا بالعمل والكسب الحلال.. والمرأة بدورها تبحث عن المرأة مثلها من أجل الشراء منها فهي أعلم بخصوصيات النساء وإذا وجدت في أماكن كالمولات مثلاً فإن هذا الأمر يولد الارتياح لدى النساء ويزيد من إقبالهن على الشراء وهذا أمر طبيعي.