كتب/وفاء الكبسي
عندما يعجز العدو عن السيطرة على شعب ما وتحقيق أهدافه عن طريق القوة العسكرية، فإنه يلجأ إلى استخدام “القوة الناعمة” أو ما يسمى بالحرب الناعمة، فيتم استبدال الدبابة بالإعلام، والجيوش بالعملاء، والاحتلال المادي بالاحتلال الفكري، فماهي هذه الحرب الناعمة؟!
هو مصطلح قديم جديد يعني احتلال الأبدان باحتلال النفوس والأرواح والعقول، من دون حاجة لاستخدام القوة العسكرية، عندها يسهل عليهم استعباد أي شعب من الشعوب، هي حرب نفسية وعملية غسل للعقول ، وللقوة الناعمة أساليب ووسائل وتتمثل في وسائل الإعلام والاتصال والتكنولوجيا المختلفة من قنوات فضائية ومواقع إلكترونية ومجلات ومراكز ثقافية…..الخ.
العدوان الأمريكي الصهيوسعودي على اليمن هو من عدة حروب: عسكرية واقتصادية وسياسية واجتماعية وفكرية ونفسية، بيد أن أكثرها خطورة هو الحرب الناعمة والتي هي نوع من أنواع الحرب النفسية الفكرية، التي تنفذها دول العدوان وتستهدف شبابنا وبناتنا وطلابنا بهدف إفساد مجتمعنا و أبعاد الشباب عن ديننا وعادتنا وقيمنا وعن الهوية الإيمانية، فالحرب على المرأة اليمنية تأتي من مختلف العناوين “حرية المرأة وحقوقها والديمقراطية والعادات الغربية”، لهذا للأسف نجد خروج بعض النساء ببالطوهات غريبة عجيبة وكأنهن كاسيات عاريات بحجة أنها موضة وحجاب عصري وغيرها من الأعذار القبيحة، والعجب كل العجاب أنهن يخرجن من بيوتهن مع آبائهن أو أزواجهن وهو يتغاضى عن هذا !”
هل فُقدت الغيرة والحمية والإيمان عند بعض الرجال؟!
ألا يجدر بنا كشعب الحكمة والإيمان أن نتمسك بهويتنا الإيمانية ونكون قدوة وحملة رسالة لكل الشعوب؟!
علينا أن نعلم بناتنا من صغرهن كيف يحببن الحجاب والعباءات الساترة الفضفاضة، وأنه فرض من الله، كما لا يجب علينا الإغفال عن خطورة وسائل التواصل الاجتماعي إذا ما أستخدمت بشكل غير صحيح، ولهذا دائما ما نسمع عبارة ترددها بعض النساء وهي(أريد أن أعيش حياتي)، عيشي حياتك ولكن أعلمي أن لكل شيء حدودا وضوابط شرعية أوجبها الله، علينا فلا نهتك حرمة الملك الجبار ونكسر الحدود الشرعية في التعامل مع بني جنسنا من الرجال، علينا مراعاة الأدب في استخدامنا لكل برامج التواصل الاجتماعي، وأن نراعي الرقابة الإلهية لنا ونستشعر المسؤولية فلا نترك انفسنا للشيطان حتى عند مشاهدة التلفاز سواء نحن أم أبنائنا، فهذه الحرب هي حرب شيطانية خبيثة.
هناك عدة وسائل للتصدي للحرب الناعمة سأذكر بعضا منها:
– العودة للثقافة القرآنية وأحاديث أهل البيت عليهم السلام من أهم الحواجز أمام تمدُّد أصابع التأثير المعادية إلى عقول وقلوب شبابنا وبناتنا، لأن قلوباً وعقولاً امتلأت بالقرآن وبكلام الله ورسوله- صلى الله عليه وآله وسلم- وبخطب الإمام علي- عليه السلام وأعلام الهدى المتمثلة اليوم بخطابات السيد القائد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله- وبهذا لن يستطيع العدوان هذا أن ينفذ إليها بسهولة، ومن هنا ينبغي العمل على ترسيخ وتعزيز هذه الثقافات .
-التحصين المبكر بالوعي أفضل بأضعاف من التحصين بعد التعرض للإصابة، وخاصة لطلبة المدارس والمعاهد والجامعات، حيث نحتاج إلى تحصين أجيالنا من مخاطر ومضارّ الإعلام ووسائل التكنولوجيا تماماً، كما نحتاج إلى اللقاحات الطبية للتحصين ضد الشلل والحصبة وغيرها.
أهمية تعزيز الوعي و استيعاب حقيقة أن الإسلام ليس ضد تعليم المرأة بل مع ان تتعلم و ترتقي، فالمرأة المؤمنة ترتقي بالتزامها بأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
-الحرص على الاستماع للزوامل والأناشيد الثورية والدينية، لأن الزوامل والأناشيد تفعل ما لا تستطيع أن تقوم به كبرى وسائل الإعلام، فهي تشدُّ الشباب نحو فكرةٍ أو قضيةٍ أو مبدأ، بحيث تجعلهم يعيشون الفكرة التي تريد إيصالها ويتفاعلون معها.
المرأة اليمنية أثبتت أنها عصية على قوى العدوان ، ولهذا ركزوا على استهدافها هي بالذات لأنها أساس المجتمع بل كل المجتمع، وعنصر رئيسي في التربية والتنمية وصناعة النصر، وهذا ما أثبتته المرأة اليمنية من خلال احتشامها ووقوفها مع أخيها الرجل في موقف الدفاع والمواجهة لهذا العدوان الغاشم بكل اشكاله باعتبارها مصنع الرجال، وتقف بكل صبر وعنفوان صابرة محتسبة.