هذه هوليود… فمن الرئيس¿ “1-2”

الرجل الجائع يستمر في البحث عن السلطة بشرهُ غريب ربما عمل في مكان ُ ما في سن الخامسة والعشرين تعرف على امرأة من الأعلى إنها ابنة رجل قديم يمتلك نصف نيويورك إنها زوجته الآن وهو الرئيس ربما لن يخطر على البال إبراهام لينكلون مثلاٍ من المسؤول عن ذلك إنها هوليود.
كم عدد المرات التي سقطت فيها هوليود وهي تحاول صناعة الرئيس في أفلامها..¿ سجل َ قديم يرتجل الفشل مراراٍ وتكراراٍ دائما ٍ يقدم الحقائق الأساسية في قالب ُ عبثي ومثير للشفقة يتقن اللهاث وراء بعدين لا ثالث لهما القديس الذي تشيخ صلواته لأجل السلام وابتسامة طفل ُ ما في أحراش أفريقيا لأجل نيرفانا الحلم الأمريكي والشيطان الملوث بالنفوذ والذي سيسقط بعد أن يقوم مايكل جوردن بعمل دانك سلام أخيرة لأجل البقاء.
هذا الأمر قد يتعلق باسترضاء توقعات الجمهور المولع بالأساطير كما حدث مثلا في Young Mr. Lincoln – من إنتاج 1939وإخراج جون فورد- الذي فشل فيه هنري فوندا في استكشاف زوايا واسعة وذات إدهاش كبير من شخصية الرئيس لينكولن.
الأكثر خطورة ذلك الجفاف العاطفي الكبير الملازم لشخصية الرئيس إنه أقرب لعقلية سايبورغ محنط كما نجد في الثقافة اليابانية المعاصرة من يشاهد رالف بيلامي في Sunrise at Campobello (من إنتاج 1960وإخراج فينست دونيهو) يعرف كيف كان كرتونيا بالنسبة لفرانكلين روزفلت الذي كان يجاهد للخلاص من الشلل رأينا رالف يكافح لأجل الوقوف أخيراٍ كان جامداٍ وكأن الجمهور لا يعلم أن روزفلت ظل عاما كاملاٍ يحاول تحريك أصبع قدمه الكبير.
ليس من الغريب أن هوليود وجدت شخصية الرئيس بهذه الصعوبة من المستحيل حتى استيعابها إنهم مجموعة غامضة ومريبة – أقصد الرؤساء – كما تعتقد هوليود دعونا نتساءل قليلاٍ.. من هو جورج واشنطن فعلاٍ¿ على مدار عقود ليست بالقليلة حاولت الكنيسة الهوليودية الحصول على توصيف كافُ لهذا الرجل وعبر مئات المواد السينمائية المختلفة وبفضل الأثر الساحر للميثولوجيا تم توصيفه بعبارات كثيرة إنه “الأول في الحرب..الأول في السلام..الأول في قلوب المواطنين” أصبحت هذه التناقضات برنامجا ٍ كلاسيكياٍ يتم حشوه في ذاكرة أميركا مع كل فيلم جديد حول هذا الرجل.
حتى الآن قد يبقى الأمر مقبولاٍ بالنسبة للبعض لكن أمراٍ هو الأصعب تقبله لازال في الطريق تقديم حقائق خاطئة حول هؤلاء الرؤساء ما يجعل الأمر أكثر حيرة هو هذا الانجرار من قبل المنتجين والمخرجين والممثلين إلى دائرة الخلق الصنمي الثابت لشخصية الرئيس نادراٍ ما يقتنصون الطابع الرئاسي الخاص افتقاد كلي لمعيار تطوير الشخصية في قلب الدراما إن سبر أغوار الشخصية بشكل مستقل كما يحدث في شخصيات تراثية أخرى لا يقع ضمن دائرة اهتمام المخرجين ربما نحن نعرف أنه لكل سياسي ناجح تختلط الدوافع وتتمايز بحيث تظهر أكثر نبلاٍ في مواقف غير أنها تفقد أي شكل من أشكال النبل في مواقف أْخرى الصورة المثالية الجامدة ليس لها وجود فعلاٍ الطريق لا تكون محفوفة بأحاديث ما قبل النوم دائماٍ هناك الحيل السياسية المقرفة مقابر الظرفاء في الجانب الآخر وأمطار الدم حول سلالم البيت الأبيض والكثير الكثير من المحتالين الذين يمرون إلى قمة العاصفة في بلدان أقل من أميركا فكيف الأمر حين يتعلق بها¿
هذا التجانس الرهيب في تقديم الرؤساء على منصة هوليود لم يكن له وجود فعلاٍ في واقع البيت الأبيض كان هناك من يعانون من فقدان الأمن ونوع من القلق المستمر مثل ريتشارد نيكسون المنفتحون بشكل عاصف كثيودور روزفلت المبتعد والغريب الأطوار وكثيرَ من الخجل كوودر ويلسون كان هناك الرؤساء طوال القامة مثل واشنطن والقصار القامة مثل ماديسون حسناٍ.. أتعرفون¿ لا عجب فهوليود تعاني من مشكلة حقيقية مع كل هذه الحقائق مشكلة حقيقية في من هو الرئيس حقاٍ.
يحكي أحد الصحفيين بنيويورك تايمز قصة قد تبدو غريبة إنها ليست غريبة لمن لم يعرفوا هوليود وحماقاتها المتكررة عندما رْشح الرئيس ريتشارد نيكسون لرئاسة ثانية ممثلاٍ للحزب الجمهوري في عام 1972 كان حينها هذا الصحفي متواجداٍ في ميامي نيكسون كان هناك يعطي كلمته الأخيرة بقبول المنصب الجميع يصافح الرئيس يقول هذا الرجل “كان الأمر غريباٍ لقد كنت ديمقراطيا يقترب أكثر من مصافحة الرئيس الجمهوري القادم نظر إلي وقال كلمتين لكنه فوجئ بي وأنا أمنحه تهنئة مرفقة بإشارة بسيطة إلى كوني ديمقراطي لقد تجمد نيكسون ربما اعتقد أني أكرهه ربما قال لنفسه ماذا يفعل هذا الديمقراطي هنا¿ لم أستطع يوماٍ أن أنسى تلك الملامح المرتبكة” وأنا أقول أن هذه الملامح لا نحصل عليها حينما يتعلق الأمر بالرئيس الهوليودي إنه دائما واثقَ تماما ٍ ولا يحمل أية ملامح.
السؤال الآن متى بدأت هذه العلاقة الغرامية الرتيبة بين المؤسسة الرئاسية وأبواق هوليود المتعطشة للأبطال مع الحرب الأمريكية الإسبانية كان الأمر غريباٍ حينما احتاج الشعب الأمريكي للحقيقة لقد سْحق الأمريكيون لكن معركة مانيلا غيرت كل شيء غرقت إسبانيا وغرقت الأمة الأمريكية في دوامة الصحف والمسارح كان يمكن فقط أن تتجول في الشوارع الأمريكية في ذلك الوقت لتجد أطناناٍ من البشر تتحرك باتجاه دور العرض بعد ظهيرة ُ كئيبة هذه الأخيرة تبدأ بعرض شريطها الإخباري مصحوبا بمعزوفة “Stars and Stripes” وهتافات الجمهور الأمريكي السعيد بسقوط أوغاد الإمبراطورية الإسبانية بالرغم من غرق نيوجرسي في بركة من دماء الأولاد الذين تم حصادهم هذا لا يهم فتوماس أديسون وصناع السينما الأوائل يمنحون الأمة الأمريكية ما تريد وليس ما يحدث فعلاٍ.
البطل الكبير في هذه الحرب لم يكن غير رجل ُ أرسلته السماء كما كان يعتقد بعض الإنجيليين الحمقى إنه فقط ثيودور روزفلت العقيد الأسطوري الذي قاد الفرسان القساة للاحتفال في صدر خوان خيل – في الواقع كيتل هيل ولكن ما الفرق الآن¿ تم تزوير الكثير من الصور التي كادت ترسل بعض المصورين إلى الجحيم لا يهم فقد منحت الأمريكيين ما يريدون… النصر!! وحصلت دور العرض على ما تريد… المزيد من الزبائن!!
الحقيقة أن أرباب السينما والرئاسة كانوا متباعدين تماماٍ في وقت لاحق حدث الانفجار الكبير أصبحت مهمة الرئيس الآن أن يصبح ممثلاٍ ربما استوعب البيت الأبيض أهمية الصورة المرئية ومع روزفلت لم يعد هناك مناص من صنع الرئيس يقول ديفيد ماكولو حول زيارة قناة بنما من قبل روزفلت “كان يتم تصويره حتى في ساعة الاستيقاظ ـ”كان عليه فعل ذلك يقول ماكولو “كانت الفرصة الأعظم لالتقاط أهم الصور الرئاسية في يوم ما” ومع نهاية القرن كان هناك رونالد ريجان الممثل العظيم بالنسبة لأميركا صار هذا أمراٍ لا مفر منه.

قد يعجبك ايضا