بقاء الطالب في المستوى الدراسي نفسه مؤلم خاصة عندما يشاهد زملاءه يتقدمون وقد يتسبب له ذلك بالإحباط بعد أن يزرع في نفسه بدون دراية رسائل تحمل في طياتها معانٍ خاطئة (أنا فاشل – أنا عاجز – أنا غبي – وأنا وأنا) فإذا استمع لتلك الأصوات السلبية وتعايش معها فإن النتائج تنذر بمزيد من الأخطاء التي وقع بها في العام المنصرم أما إذا تجاهلها وشحن قلبه بالثقة بالله عز وجل وتجاهل تلك الأصوات وحاول مرة أخرى بجد واجتهاد فإنها ستكون بداية موفقة.
الأسرة/وائل علي
لا أريد أن أشعر بهذا الشعور مجدداً فقد جعلني أحتقر نفسي وأشعر أن جميع من حولي يبادلونني نفس الشعور هذا ما قالته الطالبة مزنا عبد الواسع طالبة في الصف الأول الثانوي حين سؤالي لها عن شعورها بعد أن عرفت أنها مبقية في مادتي الفيزيا واللغة العربية وتضيف قائلة: عندما شاهدت اسمي في كشف الرسوب بكيت حتى اقتطع نفسي وكاد أن يغمى عليّ شعرت بالظلم الشديد وكرهت المادتين والمدرسة خاصة عندما رأيت زميلاتي جميعهن ناجحات لذا قمت بالتسجيل هذا العام في مدرسة أخرى فأنا لم أعد أطيق أن أدرس في مدرسة ظالمة لم تكلف نفسها بمساعدتي بعشر درجات في كل مادة على الرغم أني نجحت في تسع مواد.
محمد عبد الخالق مندوب مبيعات في إحدى شركات الأدوية ووالد الشاب أدهم يحدثنا عن الحالة السيئة التي مر بها ولده الأكبر بعد إعلان نتائج الصف التاسع وسقوط أدهم في مادة الرياضيات ويقول لم أشاهد ولدي مستاء بهذا الشكل فمنذ إعلان النتائج وهو يلازم البيت ويرفض حتى الخروج إلى البقالة ويبكي بشكل شبه يومي وكل ما حاولت تهدئته يصرخ في وجهي ويقول دعني وشأني فأنا لست صغيراً حتى تخدعني بكلامك فأنا فاشل وسأبقى وأنا إلى اليوم أحاول إقناعة بأن حصوله على 37 درجة في مادة واحدة لا يعني أنه غبي وفاشل ولكن بدون جدوى.
اختلاف التعامل
تؤكد المعلمة -فاطمة الأصبحي- أنها تتألم عند رؤية الطالبة تجلس في نفس الصف وبنفس الفصل لأكثر من مرة وتقول أنا كمعلمة أحاول قدر الإمكان أن أشجع الطالبة وأكثف جهدي حتى تصل المعلومة إليها بشكل يؤهلها إلى النجاح أما بقية المعلمين فهي كما تقول لا تعلم عن الطريقة التي يتعاملون بها مع الطالب المعيد وفي نفس الوقت لم تخفى وجود بعض المدرسين الذين يسيئون معاملة الطالب أو الطالبة الراسب.
وتقول: بعض المعلمين يميلون إلى تهميشهم والاهتمام بالطلبة المتفوقين وهذا من وجهة نظرها خطأ فالطالب المتأخر عن باقي زملائه في المستوى العلمي يحتاج إلى الاهتمام أكثر من غيره
أما عواطف العطاب -مربية بمدرسة معين للبنات- فإنها ترى عكس ذلك تماماً وتقول من الخطأ أن نعامل الطالب المعيد معاملة خاصة حتى وأن كانت بالتشجيع وغيره فالطالب ذكي ويشعر أن المعلم يعامله بتلك الطريقة من باب الشفقة لا أكثر وتؤكد عواطف بأن الطريقة الصحيحة في التعامل هي أن يعامل بطريقة عادية كباقي الزملاء .
إعادة التأهيل
قبل كل شيء الطالب الذي لم يحالفه الحظ للانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى من الخطأ أن نطلق عليه مسمى (راسب) كما تعلق بعض المدارس كشوفاتها باسم كشف الرسوب هذا ما استهلت الأخت أفراح الصلوي/ أخصائية اجتماعية ومسؤولة إعادة تأهيل الطلبة نفسياً وتقول: الكلمة الصحيحة التي تقال للطالب المعيد هي المتأخر دراسياً وهذا يعني أنه لم يقم بجهد مضاعف للحاق بركب الناجحين وتضيف أفراح أقوم في بداية كل عام بأخذ أسماء المتأخرين دراسياً والمواد التي لم يتفوقوا فيها وبعدها أقوم بالجلوس مع المدرس أو المدرسة التي تدرس المادة التي سقط فيها الطالب لبحث الأسباب المؤدية لذلك ومن ثم أقوم بالجلوس مع الطالب لمعرفة ماهو السبب الذي أدى لذلك من أجل قتل الروح الانهزامية لدى الطالب وإعادة تأهيله نفسياً من خلال إعطائه كلمات تشجيعية وتحفيزه ويُلقى عليه قصص لأشخاص أخطأوا كثيرا ومن ثم سطر التاريخ أسماءهم وأن الفشل لا يعني نهاية العالم بل درس من دروس الحياة ينبغي الاستفادة منه لبناء المستقبل الذي سيكون حافلاً ومن هذا الكلام التحفيزي والمتابعة شبه المستمرة للطالب حتى يتخلص من كل الأوهام في ذهنه وقد تختلف درجة تقبل هذا الكلام من طالب إلى آخر ولكنه غالباً ما يعطي نتائج إيجابية ومن لم يتقبله نحاول معه مرة ومرتين وثلاث مرات .