التسول .. بين الحاجة وبين الكسب السهل للمال!

 

الثورة /
ضاعف الفقر واستمرار الحصار على بلادنا من قبل العدوان الغاشم وغلاء الأسعار المتفاقم، وازدياد نسبة الأرامل في أعداد المتسوّلين .
ولوتوقفنا قليلا لرأينا العدد الكبير للمتسولين الذين باتت تعج بهم شوارع وأسواق ومساجد العاصمة صنعاء،
ويشير سكان في صنعاء إلى أن حياة الأهالي تزداد اليوم سوءاً بسبب استمرار العدوان والحصار الجائر على بلادنا .
ولم تعد ظاهرة التسوّل ، أمراً خارجاً عن المألوف بعد سنوات من العدوان والحصار بل أصبحت مشهداً عادياً أن يطلب منكَ الناس المساعدة، من كلِّ الفئات والطبقات والأعمار. في حين يعكس طابور المتسوّلين بشوارع صنعاء واقعاً معيشياً مخيفاً، حيث فقد آلاف اليمنيين مصادر رزقهم وأعمالهم جراء حصار وعدوان فرض علينا .

تقارير أممية
وتؤكد تقارير أممية أن أكثر من 19 مليون يمني يعيشون تحت خط الفقر، فيما يعيش نحو مليون موظف يعملون في القطاع الإداري العام، بلا رواتب منذ سبتمبر 2016م.
وأعلنت الأمم المتحدة مطلع الشهر الحالي أن نحو 10 ملايين شخص في اليمن أصبحوا الآن على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وأنها تبذل قصارى جهدها مع الشركاء لمساعدتهم
ونشرت صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية هي الأخرى، أمس الأول، تقريراً من داخل اليمن حول الأوضاع الإنسانية، أكدت فيه «وفاة طفل يمني كل 12 دقيقة، وهو ما يعادل 120 طفلاً يومياً، في مجاعة مدمرة وازدياد المتسولين في صنعاء يعزا معظمه لتبعات العدوان الغاشم على بلادنا .

حاجة أم مهنة
وينقسم المتسولون في بلادنا إلى قسمين: الأول يضم أشخاصاً أجبرتهم الظروف الاقتصادية الصعبة على مد يدهم للغير. والآخر اتخذ من التسول مهنة سهلة لكسب النقود.
وقدرت دراسة محلية شملت 8 محافظات ، في عام 2013م قبل العدوان الغاشم ان العدد الكلي للمتسولين في صنعاء بنحو 30 ألف طفل وطفلة؛ جميعهم دون سن الـ18. فيما تؤكد إحصائية أخرى صادرة عن مركز دراسات وبحوث يمني في 2017م، أن عدد المتسولين في اليمن ارتفع بشكل مخيف ليصل إلى أكثر من «مليون ونصف المليون متسول ومتسولة».
وأكدت الإحصائية أن هذه الظاهرة باتت واضحة في المدن اليمنية الكبرى .
وبالمقابل، تفيد إحصاءات أخرى غير رسمية بأن أعداد المتسولين في ازدياد مستمر بسبب استمرار العدوان على بلادنا .
وتوقع أكاديميون مختصون بقضايا السكان أن أعداد المتسولين في العاصمة فقط في الوقت الراهن تصل إلى أكثر من 200 ألف متسول ذكوراً وإناثاً من مختلف الأعمار.
وأشاروا إلى أن تلك التوقعات تمثل 10 أضعاف آخر الإحصاءات العلمية؛ العشوائية للعينة، الصادرة من أكاديميين في جامعة صنعاء في سبتمبر 2014م، والتي قدرت عدد المتسولين بنحو 30 ألف طفل وطفلة دون سن الـ18 (لا يشمل هذا العدد كبار السن من الذكور والإناث الذين خرجوا للتسوّل تحت وطأة الظروف المعيشية الصعبة والفقر المدقع).
ورأى الأكاديميون أن ازدياد أعداد المتسولين في اليمن ينذر بكارثة خطيرة، ويقولون: إن تلك الظاهرة تعزز من مخاوف وقوع مجاعة جماعية في اليمن. وقالوا: «ظاهرة التسوّل من أكثر الظواهر الاجتماعية التي تنامت وبرزت مع استمرار العدوان والحصار الجائر على بلادنا . وأكدوا أن الظاهرة غدت اليوم من الأمور المقلقة عند المجتمع، وذلك لزيادة عدد المتسولين بشكل مهول وانتشارهم في مختلف المدن اليمنية.

قد يعجبك ايضا