وصلت إلى دار المخطوطات بصنعاء نسخة الكترونية من مخطوط ” ضياء الحلوم” لمحمد بن نشوان الحميري اليمني والمتوفى سنة 614 للهجرة وهذا المخطوط غاب عن الساحة مدة ثمانية قرون وها هو يعود إلى الوطن في نسخة جاءت الينا من ايران وسبقها بشهر وجود مخطوط من هذا المعجم في مكتبة آل الورد والتي أهدتها الى دار المخطوطات , فما أهمية النسخة التي جاءت من إيران ولماذا لم يأت المخطوط الأصل وما الفرق بين المخطوطة الموجودة في ايران والأخرى التابعة لمكتبة آل الورد ¿¿
يقول الدكتور مقبل التام الأحمدي وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب : ان مخطوط ضياء الحلوم من أعظم كتب اللغة والمخطوط الموجود في إيران يعد الأقدم على الإطلاق فقد كنا في اليمن والى ما قبل سنة واحدة لا نملك في اليمن أي نسخة لهذا المخطوط اليمني الأصيل باستثناء أحد الأجزاء منه منسوخة قبل 100 سنة جزء فقط , ولكننا وجدنا أربعة مجلدات من هذا المخطوط في مكتبة بيت الورد بيد ان النسخة الموجودة في ايران هي الأقدم وتكاد تكون الاصل فهذه النسخة تعود الى عصر المؤلف بينما مخطوطة آل الورد تعود إلى عصر ما بعد المؤلف ,ونحن سعداء ان الكتاب الذي ظل محجوبا عنا من جملة التراث اليمني المحجوب ككتب الهمداني ونشوان الحميري ولكنه وفي غضون هذه السنوات الطوال يتوفر منه نسختان وفي سنة واحدة , كما ان اهتمام العالم بهذا المخطوط كان كبيرا فهو من الاصول في كتب اللغة .
واشار إلى أن معجم محمد بن نشوان ضياء الحلوم هو مختصر لمعجم والده نشوان بن سعيد الحميري ” شمس العلوم” وكلمة الاختصار لا تعني انه صغير بالعكس هو اكبر من كتاب ابيه لان ضياء الحلوم اختصر كتاب شمس العلوم في مسائل ولكنه توسع وبسط الحديث في مسائل اخرى .
وعن اسباب عدم إرجاع المخطوط الأصل قال الأحمدي : المخطوط صار ضمن ملكية متوارثة والأصل أننا نتكلم عن الفكر التراثي بانه فكر انساني وليس هناك من يملكه فالمخطوط نقل من اليمن منذ مئات السنين وممكن أن يكون نسخها ناسخ عن أصل ونحن حقيقة لم نطلب الأصل لأن الأسرة التي تملكها في ايران صارت ملكيتها منذ مئات السنين , كما انها فقدت المخطوط في فترة من الفترات ولكنها أعادته من الحجاز ودفعت مبلغا جزيلا من المال من اجل ذلك وهو مدون في غلاف المخطوط , كذلك عملية إرجاع المخطوط الأصل يمكن أن يتم باتفاق رسمي بين الدولتين , بيد أننا ننظر إلى المسألة بأننا استطعنا الحصول على نسخة نستطيع من خلالها القيام بالبحث والدراسة والتوثيق أما الملكية لاتعني أن يعود كل مخطوط الى بلد مؤلفه وإلا فإننا في دار المخطوطات لدينا الكثير من المخطوطات لمؤلفين ليسوا يمنين هل هذا يعني بأن نرجع كل مخطوط لبلد مؤلفه.
وأكد الأحمدي أن عودة هذه النسخة تجعل المسؤولية كبيرة على الجهات المعنية في التعاون من أجل طلب نسخ من مخطوطات يمنية مهاجرة وهي كثيرة وصولا الى المطالبة بالمخطوطات الاصل في وقت لاحق .
من جهته يقول كبير الاختصاصين في دار المخطوطات عبده حسين صلاح : هذه النسخة من المخطوط تعد من النوادر فهي بأقلام مؤلفين مشهود لهم في اليمن والعالم العربي والاسلامي , وهذه النسخة لها قيمة تاريخية وعلمية فهذا الكتاب ” ضياء الحلوم ” يعد من القواميس التي يشار اليها في مجال اللغة العربية وقد حققته اكثر من جهة ولعل التحقيق الأخير الذي يقوم به حاليا مجمع اللغة العربية بصنعاء ربما يكون الأشمل والأفضل , والقيمة العلمية تنبع ايضا من كون مؤلفه يمني يعرف اصول اللغة ومشتقاتها وربما تفرد بمصطلحات لم توجد في غيره , كما ان تأليف هذا الكتاب كان في فترة الامام عبدالله بن حمزة وهي فترة ازدهار فكري وكان الصراع فيها على أشده بين المتطرفية التي كان لها مدرسة وفكر وبين فكر ومدرسة الامام عبدالله بن حمزة ولهذا يمثل هذا الكتاب ثروة فكرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى, والأيام القادمة كفيلة بإخراج هذا الكتاب ليكون نبراسا للشباب ومنهلا يغترفون منه المختصر.
واورد صلاح فرقا علميا بين نسخة ال الورد من ضياء الحلوم والنسخة التي جاءت من ايران بخلاف انها الاقدم وتعود الى عصر المؤلف واقرب الى ان تكون اصلا انها مضبوطة بالشكل لانه في مجال اللغة عندما تضبط الكلمة بالشكل تكون هناك قيمة علمية للكتاب وهذا دليل على ان الناسخ فاهم وعلى دراية كامله بما يعمل بينما ضياء الحلوم الذي جاء به ال الورد في اجزاء منه لم تكن مضبوطة بالشكل .
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا