التحشيد السياسي والعسكري والإعلامي الأمريكي.. أوراق تطايرت في الهواء
انتصارات الجيش في البيضاء نسفت الرهانات الأمريكية وأفرغت جعبها من المفخخات الإرهابية
معلومات: أمريكا رفعت وتيرة دعمها للقاعدة ودفعت بها للتصعيد لفتح جبهات إشغال للجيش واللجان الشعبية
الثورة / وديع العبسي
أفرغت انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبية – التي تحققت بعون الله في محافظة البيضاء – ما تبقى في الجعب الأمريكية والسعودية والإماراتية، ومعها جعب المرتزقة ومليشيات العمالة مما تبقى لديها من أوراق ومفخخات.
هرولت الإدارة الأمريكية إلى دفع الإرهابيين في البيضاء إلى التصعيد العسكري ومساندتهم بكافة الأشكال، حيث أوعزت الاستخبارات الأمريكية – حسب مصادر مطلعة – للإرهابيين من فلول القاعدة في محافظة البيضاء بالتصعيد العسكري ومحاولة التقدم إلى بعض القرى والمناطق في مديرتي الزاهر والصومعة ، لقناعتها بأن العملية العسكرية للجيش واللجان الشعبية في مارب تجري رغم الغارات الجوية ورغم الضغوط التي تمارسها أمريكا.
وأشارت مصادر إلى أن التصعيد الذي بدأته عناصر القاعدة في البيضاء منذ بداية الأسبوع الماضي، جرى بعد لقاء عقده قائد القوات المركزية الأمريكية مع علي محسن الأحمر المعروف بارتباطاته وعلاقاته بعناصر القاعدة التكفيرية الإرهابية ، ولفتت إلى أن الهجمات التي انطلقت باسم “النجم الثاقب” بترويج إعلامي ودعائي مرافق من قبل المرتزقة وإعلام السعودية والإمارات، كانت محاولة لفتح جبهات إشغال، الهدف منها تأخير الجيش واللجان الشعبية عن إتمام مهامهم في تحرير مدينة مارب ، ولفتت إلى أن الأمريكيين باشروا بفتح خطوط اتصال مباشرة مع الإرهابيين ودفعوا مملكة العدوان السعودية والإمارات إلى توفير الأموال والسلاح والتغطية الإعلامية المكثفة.
الوضع لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى حشد كافة فصائل الارتزاق والعمالة رغم صراعاتها ودفعها لمساندة الإرهابيين في البيضاء ، وقامت باستدعاء مرتزقة من الساحل الغربي ومن بعض المحافظات والمناطق الجنوبية.
في المقابل ورغم محاولات التحشيد العسكري والإعلامي، ، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من التصدي لهجوم العدوان ومليشيات الإرهابيين من تنظيم القاعدة ، وشنوا عملية عسكرية معاكسة جنوبا وشرقا ، محرزين تقدمات ميدانية هامة ، تمثلت بالسيطرة على كامل مديرية الزاهر التي ظلت العناصر الإرهابية تتمركز فيها منذ سنوات برعاية سعودية أمريكية ، كما تمكنوا من استعادة السيطرة على مواقع في مديرية الصومعة ومنطقة الضحاكي، وتثبيت نقاطه بأماكن عدة شرق وجنوب محافظة البيضاء.
في غضون ذلك لاذت الجماعات الإرهابية بالفرار باتجاه محافظة أبين وتمركزت في أطراف الصومعة ، وتكبدت خسائر فادحة في الأرواح، إذ لقي عشرات الإرهابيين بينهم أمراء مصرعهم في العملية الواسعة.
البيضاء تكشف مجددا بأن القاعدة صناعة أمريكية
كشفت معارك جبهة البيضاء الأخيرة ضد عناصر القاعدة وداعش وبما لا يعطي فرصة للشك، زيف الشعارات الأمريكية للسلام في اليمن، فهي التي تأتي بعد محاولات أمريكية أممية لفروض شروط سلام تريده أمريكا وقوى العدوان بما يتوافق مع مصالحها وتمرير مشروعها الذي لأجله أشعلت هذه الحرب الظالمة وغير المتكافئة، والتي تجاوزت كل الخطوط الحمراء.
في محاولة أخيرة قبل عزله من مسؤولية المبعوث لإحلال السلام في اليمن، تبنى غريفيث وجهة نظر العدوان ودعمه في ذلك المبعوث الأمريكي ليندركينج الذي اخطأ في حساباته، بأن الضغط الأمريكي ممكن أن يكون له تأثير في إخضاع اليمنيين للإملاءات بعد أكثر من ست سنوات من العدوان والحصار.
ومع استبسال اليمنيين للدفاع عن أنفسهم وإخراج المحتلين، سواء في جبهة مارب أو غيرها من الجبهات، انكشف زيف الادعاءات والشعارات بالجنوح إلى السلام، ليظهر وجه أمريكا القبيح في تحريك أدواتها، فحين نجح هذا الاستبسال اليمني في تضييق الخناق على قوى العدوان من مرتزقة وقاعدة، حركت مجاميعها في تفجير جبهة البيضاء في الزاهر، وعلى ذات المنوال نشطت في أكثر من جبهة.
يدرك اليمنيين أن مثل هذه الحركات ما هي إلا أعمال تعكس من خلاله أمريكا صدق نواياها تجاه اليمن.
وأكد ضيف الله الشامي – الناطق باسم حكومة الإنقاذ – أن «العملية العسكرية التصعيدية في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء تقف خلفها وتديرها الولايات المتحدة التي تدعي حرصها على السلام في اليمن كذبا وزورا».
وأضاف: «شعار السلام الزائف الذي تتستر خلفه دول العدوان وعلى رأسها الولايات المتحدة ليس سوى يافطة للخداع ووسيلة لتنفيذ أجندتها في قمع الشعوب والسيطرة عليها».
وتابع: «العملية تكشف تبني تحالف العدوان مجمل العمليات الإجرامية التي تمارسها «القاعدة» و”داعش” في مختلف المحافظات بشكل عام وفي محافظة البيضاء على وجه الخصوص».
وأشار إلى أن «التصعيد في البيضاء يأتي في الوقت الذي تتحدث فيه دول العدوان بأن صنعاء تعمل على إعاقة عملية السلام، وهذا ما يزيدهم فضيحة إلى فضائحهم».
ولفت إلى أن «هذه العملية التي حركت فيها الولايات المتحدة أدواتها من «القاعدة» و”داعش” في اليمن تأتي بعد التهديد والوعيد الذي أطلقته الإدارة الأمريكية والذي ترجمه الميدان».
يؤكد محللون – منهم علي الذهب- أنه كلما ضاق الخناق على قوات هادي في مارب حاولت التخفيف عن ذلك بفتح جبهة أخرى وهو ما دأبت عليه.. وقال «يبدو أن الفرص ضاقت أمام هذه القوات، في محافظات الجوف وصعدة وحجة (شمالا)، فكانت الفرصة مواتية في محافظة البيضاء للعب هذا الدور منفردة، وإن كانت تلعبه إلى جوار المحافظات السابقة خلال الثلاثة الأعوام الماضية».
وسقطت الزاهر لتتلقى أمريكا وأعوانها صفعة جديدة خرجت على إثرها أمريكا أمس الأول الخميس لتؤكد أنه ينبغي إحلال السلام في اليمن عن الطريق التفاهم والحوار، وإن كانت قبل ذلك قد أرعدت وأزبدت وتوعدت.
وفقدت أمريكا هناك العشرات من عناصرها وفي المقدمة أمير «داعش» في اليمن والقبض على قيادي آخر، وذكرت المصادر أن قوات الجيش واللجان الشعبية «نفذت كمينا محكما ضد عناصر «داعش» في الظهرة بمنطقة قيفة في مديرية رداع (شمال غربي البيضاء)، أثناء عملية فرارهم من مناطق حمة عواجة وحمة لقاح، وهو ما أسفر عن مصرع أمير التنظيم الإرهابي بولاية اليمن، أبو الوليد العدني».
وأضافت المصادر أن «القوات قبضت خلال الكمين على أمير (داعش) في منطقة قيفة، الإرهابي سالم حسن الصعيمي، إلى جانب 40 من عناصر التنظيم».
وأشارت إلى تمكن الجيش واللجان من تطهير مناطق حمة عواجة وحمة لقاح في جبهة قيفة من عناصر تنظيم داعش».
وفيما كانت بعض القيادات التابعة للعدوان وخاصة من آل حميقان تؤكد عدم صدقية ما تناقله إعلامنا الوطني، ظهر أمين عام حزب الرشاد عبدالوهاب الحميقاني في تسجيل صوتي أكد فيه أن مديرية الزاهر سقطت بأيد الجيش واللجان الشعبية.
«ويأتي هذا الانكسار للعناصر الإجرامية بعد يومين من إعلان العدوان الأمريكي السعوديّ بلسان المرتزِق معمر الارياني وزير الإعلام في حكومة الفار هادي، عن عملية عسكرية باسم “النجم الثاقب” في محافظة البيضاء، ادعى في ظاهرها أن العملية تهدف لمواجهة “الحوثيين” -حسب قوله- هناك، لكنها في الأَسَاس تهدف إلى إنقاذ العناصر الإجرامية في مديرية “الصومعة” بالبيضاء، وهي المديرية المحاذية لمحافظة أبين الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ، وقد فرت إليها العناصر التكفيرية بعد هزيمتها المدوية وهروبها من مديرية ذي ناعم وقيفة العام الماضي».
وتذهب بعض التحليلات إلى أنه «وخلال مواجهات أبطال الجيش واللجان الشعبيّة العسكرية للعناصر التكفيرية الإجرامية المسماة “داعش والقاعدة” يتعرى الموقف الأمريكي تماماً، حيث يتعمد بشكل سافر على مساندة هذه العناصر بالغارات الجوية ومحاولة إنقاذهم من مأزق الهزيمة، كما حدث من مساندة فاضحة لعناصر التنظيم الذين حوصروا في “قيفة” و”يكلا” العام الماضي، وحينها تدخل طيران العدوان الأمريكي بتنفيذ عشرات الغارات، محاولاً فك الحصار عنهم لكن تلك المحاولات باءت بالفشل”.
ويقفز الدور الأمريكي إلى تقديم الدعم الكبير لهذه العناصر الإجرامية من خلال تزويدها بالأسلحة والمعدات اللازمة للقتال، حَيثُ تعول واشنطن في كثير من الأحيان على هذه العناصر في تحقيق أي انتصار ميداني في أي منطقة جغرافية يتواجد فيها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، أو التعويل عليها في الدفاع عن بعض المناطق، كما يحدث الآن في مارب والبيضاء.
ويدور التنظيم الإجرامي “القاعدة وداعش” في منطقة جغرافية اختارها العدوان الأمريكي السعوديّ أن يتمدد بكل أريحية ليمارس مهامه الإجرامية على أكمل وجه، فبعد اندحاره من معقله الرئيس في مديرية ذي ناعم بالبيضاء، انزوى التنظيم في مديرية “الصومعة” المجاورة لمحافظة أبين والتي يحظى فيها بوجود ودعم كبير من العدوان».