محافظ البنك المركزي: أوقفنا ما يقارب 70% من كتلة الدين العام عن المعاملات الربوية
السيد القائد: الربا من أخطر وأسوأ المشاكل الاقتصادية وعلى الدولة أن توقف التعامل به
أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في المحاضرة الرمضانية الـ 12 لعام 1440 هجرية أننا بحاجة إلى معالجة مشكلة من أخطر وأسوأ المشاكل الاقتصادية المدمرة والكارثية المتمثلة بالربا والتي تعد من أكبر الجرائم على الإطلاق.
وقال: إن الكثير من المرابين لا يستوعبون خطورة هذه المسألة، فالمرابي بحسب الشرع الإسلامي يعتبر مجرماً من أسوأ وأكبر المجرمين، وأننا بحاجة ماسة إلى مكافحة هذه الجريمة، وأن على الدولة أن تتخذ إجراءات حاسمة وجادة أولا تجاه مؤسساتها التي تتعامل بالربا ومنعها نهائيا من التعامل بالربا، ثم على التجار أن يتقوا الله ويتوقفوا عن التعامل بالربا فإن لم يفعلوا فيجب أن يعاقبوا ويمنعوا رغما عنهم.
الثورة/ أحمد المالكي
ويقول السيد القائد نجد في القرآن وعيدا شديدا من الله إذا لم نترك التعامل بالربا، ونجد تأثيرات كبيرة جدا، لأن الربا يتصل بعملية الفقر حيث بسببه تكبر شريحة الفقراء وتتسع دائرة الفقر في أوساط المجتمع لصالح أن تنموا وتكبر تجارة قلة قليلة من الناس ، ويكبر مع ذلك الحرمان والعناء على الآخرين في المجتمع.
وفيما يتعلق بالإصلاحات والإجراءات التي يتخذها البنك المركزي لإيقاف التعامل بالأنظمة الربوية أوضح هاشم إسماعيل محافظ البنك المركزي والقائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية العليا أن البنك أوقف ما يقارب 70 % من كتلة الدين العام عن التعاملات الربوية ولم يتبق إلا الـ 30 %.
مشيراً إلى أن القطاع المصرفي اليمن بني على أسس ربوية استجابة للعولمة والرأسمالية واللحاق بركاب الغرب،
وقال : نحن وتنفيذا لتوجيهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في البنك المركزي نؤكد أننا نعد الآن استراتيجية للتحول الشامل نحو الاقتصاد الحقيقي، وهناك كثير من الأفكار للمشاريع والبرامج التي يجب أن نقوم بها، ونحن حالياً بصدد إعداد مسودة الاستراتيجية للتحول نحو الاقتصاد الشامل وسنشهد حتى شهر رمضان القادم حراكاً كبيراً وستتابعون أنشطة واسعة ومختلفة جدا في القطاع المصرفي لإعادة الوضع الصحيح نحو الاقتصاد الحقيقي، بدلاً من التعاملات الربوية الجوفاء التي حرص العدو الأمريكي والصهيوني على ترسيخها لمحق البركات من الله تعالى، ولكي تتحول الشعوب -بدلاً من اتصالها بمن بيده خزائن السموات والأرض- إلى الرباء لذلك فقد حرص اليهود على فصل هذه العلاقة بين الشعوب وبين خالقها ليتمكنوا من ضربهم وسحقهم والسيطرة عليهم.
ويقول الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في آخر الزمان لا تجد درهما حلال، الفلوس التي في جيوبنا من أين تأتي؟ من البنوك هي من تتعامل بالربا.
ويتطرق الشهيد القائد إلى خطورة الربا ويقول إذا عدنا إلى هذه الآيات ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾ ماذا يعني هذا؟ عقوبة في الدنيا أليس كذلك، بل حرب الله سيتجه إلى طرف يحارب عباده إذا لم يدعُ الربا (فذروا ما بقي من الربا) إشعار من الله نحيطكم علما بأننا سندخل في حرب معكم، وحرب الله إذا ما دخل في حرب مع الناس، له جنود السماوات والأرض، يحاربك من كل جهة من حيث تشعر ومن حيث لا تشعر، يحاربك في نفسك، يحاربك في داخل أسرتك ، يحاربك في سيارتك ، يحاربك في مضختك وفي مزرعتك، يحاربك داخل مصنعك كل شيء.
الربا الخبيث، الذي هو شح وقذارة ودنس، وأكل أموال الناس بالباطل وقد بين الله أن الربا غير البيع، فإن البيع حلال والربا حرام، وأن الذي يأكل الربا يتخبط في عشوائية ويتخبَّطه الشيطان إذا مسه، ثم بيَّن أنه سبحانه يمحق الربا، ولكنه يُربِي الصدقات؛ أي: يزيد بها الأموال ويُنمِّيها، وأنه إذا تعامل بالربا وتاب، فلا يأخذ إلا رأس المال دون زيادة ولو قليلة.
ويقول الدكتور منقذ عدنان محمد العيثاوي: مدرس سابق في كلية العلوم الإسلامية – جامعة بغداد: إن الربا استفحل في المعاملات الاقتصادية وسيطر على الاقتصاد العالمي حتى أصبح ركيزة أساسية في الاقتصاد فأرهق الناس وآذاهم في معيشتهم و أرهقهم اجتماعيا واقتصاديا .
وإن انتشار هذه الظاهرة، والتساهل في شأنها؛ هو نذير شؤم على المجتمع بأسره فضلا عن أفراده ومؤسساته، وما تعانيه المجتمعات الإنسانية اليوم من حصار خانق، وأزمات اقتصادية حادة طالت كافة فئات المجتمع ؛ إلا بسبب محاربتنا للباري سبحانه بهذه الجريرة الماحقة للمال ورافعة البركة عنه ، الممحقة للرزق، ، ولا أدل على شناعة الربا وفداحة تعاطيه من اتفاق شرائع الأنبياء على تحريمه وتجريمه.
والمؤلم في الأمر أن تجد النظام الربوي في الوقت الحاضر هو أساس التعامل للنظم الاقتصادية المعاصرة، ولذا كان الموضوع جديراً بأن تبين خطورته ومسائله ليعلم المسلم ما يدخل من المعاملات المصرفية ضمن الربا في حذره ويتنبه له.
ويقول الدكتور العيثاوي: الربا له أضرار أخلاقية وروحية، لأننا لا نجد من يتعامل بالربا إلا إنساناً منطبعاً في نفسه البخل، وضيق الصدر، وتحجر القلب، والعبودية للمال، والتكالب على المادة وما إلى ذلك من الصفات الرذيلة.
المجتمع الذي يتعامل بالربا مجتمع منحل، متفكك، لا يتعاون أفراده فيما بينهم، ولا يساعد أحد غيره إلا إذا كان يرجو من ورائه شيئاً، والطبقات الموسرة تعادي الطبقات المعدمة. ولا يمكن أن تدوم لهذا المجتمع سعادته، ولا استتباب أمنه، بل لا بد أن تبقى أجزاؤه مائلة إلى التفكك، والتشتت في كل حين من الأحيان حيث بالربا تزرع بوادر الحقد والعداوة وهذا ما نشاهده اليوم بين أطراف الربا سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الدولي.