الأتمتة وتعدد النماذج يقضيان على ظاهرة الغش تماماً

مديرة مركز امتحاني: تعدد نماذج الاختبار فرض على الطالب الاعتماد على نفسه

 

 

نظام الأتمتة يعطي كل طالب حقه بقدر ما أعطى
طالبات: نظام هذا العام جيد ونأمل تحاشي الأسئلة التي تسبب الالتباس عند اختيار الإجابة

أكدت مديرة مركز البتول بأمانة العاصمة الأستاذة هدى محمد السريحي – في تصريح لـ “الثورة” – أن ما يميز عملية الامتحانات في هذا العام عن الأعوام السابقة يكمن في السرعة والسهولة التي تم بها إعداد وتجهيز مراكز الاختبارات، وكذا توفر الإمكانيات اللازمة من قرطاسية وما إلى ذلك، مستدركة أن السلبية الوحيدة التي تواجه المعلم هي عدم توفر مستحقات حتى للمراقبين، ومع ذلك ظل المعلمون واقفين بشموخ في الصف الثاني من معركة المواجهة مع العدوان.

الثورة / يحيى محمد

وأضافت: إن ما يميز امتحانات هذا العام عن سابقه هو تنوع نماذج الاختبارات و”الأتمتة، بحيث صار لكل طالبة نموذج خاص ومختلف تماما عن النماذج الموجودة في الفصل وربما في المركز الانتخابي بأكمله، وهي طريقة رائعة وقوية، بها يكون الغش قد غادر العملية الامتحانية إلى غير رجعة، هذا بالإضافة إلى أن الطالب في الاختبار يجد نفسه أمام متغيرات كثيرة في مقدمتها المدرسة والمراقبون وحتى مديرة المدرسة لا وجود لشيء من ذلك كي يسمح للطالب التعلل أو مجرد التعشم في أن يجد نافذة للمساعدة أو التأثير على أجواء سير عملية الامتحانات.. الطالب أمام خيار واحد ووحيد هو اختبار قدراته على تحصيل العلم، ولا شيء غير العلم.
وأشارت مديرة مركز البتول الاختباري إلى أن استخدام التصحيح الإلكتروني يحقق مبدأ الشفافية والمعيارية الموحدة والشمولية، بحيث لا يمكن لأي طالب أن يدعي المظلومية، وفوق ذلك يمكن تقديم تظلم بعد الامتحان ومراجعة أوراق الامتحان ورقة ورقة عبر النت، وتخرج له ورقة امتحانه ليتأكد بنفسه أنها ورقته، لأنه – لا سمح الله – إذا تم التلاعب بورقة الإجابة سيتم التأكد من ذلك.
كيف؟ في هذه الاختبارات لا يمكن تسريب الأسئلة لأن لكل طالب أو طالبة ورقة لها (باركود) معين ولو قام أحد بتصويرها وتسريبها فستعرف تلقائيا أنها ورقة الطالبة الفلانية أو الطالب الفلاني الذي اختبر في اللجنة (..) في المركز(…).
ولفتت السريحي إلى أن تركيب أسئلة امتحانات هذا العام ليست بتلك الصعوبة التي تجعل أو الطالب الفلاني الطالب في حالة من القلق والتوتر، ولا هي بالسلاسة التي تجعل منه مستخفا، وهذه ميزة رائعة نستطيع أن نسميها بالسهولة الممتنعة التي تقدم أصعب الأسئلة على هيئة وجبة سهلة الهضم وشهية تجعل الطالب يعيش حالة من الانسجام والتفاعل مع ورقة الامتحانات التي بين يديه.
وأضافت: الأسئلة هذا العام تميزت بالالتزام الكامل بالمحذوف، فحتى اللحظة لم نسمع أن طالباً قال إن هذا السؤال جاء من المحذوف، كما حدث في الأعوام السابقة.
ونوهت بأن مستوى تفاعل الطالبات في مركز البتول يبدو مصحوبا بمعنويات عالية، وأنها تشعر أن أسلوب إعداد أسئلة الاختبارات هذا العام مبشر بتطوير ملحوظ في مراعاة نفسيات الطلاب، وأن الأتمتة عملية مقبولة.
واقترحت على وزارة التربية والتعليم توفير بنك معلومات للمعلم والطالب معا، بحيث يكون أمام الطالب والمعلم بنك من المعلومات يحتوي على رصيد من الأسئلة في كل مادة ما لا يقل عن ألفي سؤال قابل للزيادة، موضحة أن البنك من شأنه أن يعين الطالب على ممارسة أساليب الامتحانات بطريقة الأتمتة ويتعود عليها، وكذلك يمكن للبنك أن يحل كبديل عن ملازم الطالب والمميز وغيرها من تلك التي تباع في الأكشاك وتستهلك جهد ومال الطالب مع نماذج لأسئلة عفا عليها الزمن، وقد تكون في معظم الحالات خاصة مع نظام الأتمتة تأتي للطالب بضر أقرب من النفع.
وأوضحت: إذا كان هناك بنك معلومات للمعلم بحيث يتمكن أثناء شرح الدرس اليومي من وضع الأسئلة الخاصة بالدرس والمعدة بنظام الأتمتة، هناك دروس في المنهج نستخرج منها 100 – 150 سؤالاً للدرس الواحد، مؤكدة أن هذه الطريقة لها عوائد كثيرة ومفيدة بما يخص تنمية قدرات الطالب العقلية أولا، وثانيا هي طريقة تمكن الطالب والمعلم في آن واحد من التعرف على نقاط القوة والضعف في كل درس على حدة.
نموذجية الأسئلة
ثم قمنا مع المديرة هدى السريحي بجولة إلى بعض قاعات الامتحانات وهناك التقينا بعدد من المراقبات اللاتي أكدن جميعهن أن امتحانات هذا العام تمتاز فعلا بنكهة متميزة وخاصة، مشيرات إلى أن أهم ما تميزت به امتحانات هذا العام أنها فعلا قضت على مجرد التفكير في الغش، ومنذ اليوم الأول والطالبات ينهمكن بكامل قواهن العقلية مع أوراق الأسئلة منذ أن يتسلمن الأوراق حتى يسلمنها.
مواقف أغلب الطالبات في نماذج الفصول التي طفناها برفقة المديرة، أكدت في مجملها أن الأسئلة جيدة، ليست صعبة، ولا هي بالسهولة التي يمكن التهاون معها، إنها معدة بطريقة مناسبة جدا، تجعلنا نتفاعل معها وننسجم تماما في عالم الأسئلة والإجابات.
خيارات صعبة
من جهتها أكدت الطالبة براءة زايد النزيلي أن أسلوب الأسئلة مناسب جدا، فقط هناك ملاحظة واحدة، أن الطالبات لا زلن يواجهن بعض الالتباس في اختيار إجابات بعض الأسئلة التي غالبا ما تتطلب -بالضرورة- أكثر من إجابة، وهو ما يتعارض مع نظام الاتمتة.
كيف؟ قد تفهم الطالبة سؤالاً ما تكون الإجابة عليه حسب فهم الطالبة، لكن في التصحيح تكون هناك إجابات إلكترونية ثابتة غير قابلة للاحتمالات.
هل تقصدين أسئلة اختبار قدرات الطالب على اختيار أفضل الصيغ؟ لا أبدا، لا أقصد تلك الإجابات التي تختبر مدى قدرة الطالب على تمييز الخلط في المفاهيم أو التقارب أو شيئاً من هذا القبيل.
فأين المشكلة إذن؟ هناك إجابات إذا تم تصحيحها عن طريق المعلم تكون مقبولة، لكنها عبر الكمبيوتر مرفوضة بحكم أن الكمبيوتر يتعامل مع معلومات محددة، ولا يميز إلا في حدود ما تم برمجته عليه.. أقصد، الكمبيوتر لا يقبل بوجود إجابتين على سؤال البتة، بينما المعلم إنسان يطلع ويفكر، ويملك معلومات من خلالها يستطيع أن يتخذ قراراً في عدة اتجاهات.
ما هو المطلوب بالتحديد؟ المطلوب هو الابتعاد في نظام الأتمتة عن وضع الأسئلة التي لها أكثر من إجابة صحيحة، هناك أسئلة لها أكثر من خيار صحيح للإجابة، والبرنامج مستحيل يتعامل مع إجابتين لسؤال في آن واحد، وبالتالي إذا أجابت الطالبة بالإجابة الصحيحة وهي غير الإجابة التي بُرمج عليها الكمبيوتر، سيعطيها الكمبيوتر صفر.
إحدى المراقبات تتدخل بتوضيح: الطالبة تقصد أن الكمبيوتر يرفض إذا تكررت إجابة على سؤال، مثلا: عندما تواجه الطالبة سؤالاً، ماهي حقوق الزوج على زوجته؟ المنهج يقول إن للزوج حق الطاعة والخدمة، ولا يقبل أي منهما إلا بالآخر.
والطالبة هنا تشير إلى أنه في حال الإجابة على السؤال بطريقة الأتمتة فلن يكون بمقدروها اختيار هذه الإجابة، لأن الكمبيوتر يرفض هذا النوع من الإجابات ويعطيك صفراً مباشرة.. الكمبيوتر لا يتعامل سوى مع إجابة واحدة فقط، وهنا وجدت الطالبة نفسها أمام صعوبة اختيار أي الإجابتين أقرب للصحة (الطاعة أم الخدمة)، لأنها لم تتلق كيفية التعامل مع مثل هذه الخيارات في مثل هذه الحالات.

 

قد يعجبك ايضا