المقاومة بندقيتها طاهرة وبوصلتها واضحة وتقاتل العدو نيابة عن الأمة
أمين سر ومسؤول حركة الجهاد في إقليم الشمال أبو حازم نضال البدري لـ”الثورة “:إنجازات المقاومة الفلسطينية اليوم تجسِّد معاني القرآن الكريم
إيران لها بصمة ويد بيضاء في دعم وإسناد المقاومة ولا ننكر ذلك
الكيان الصهيوني أصبح يترنَّح والمقاومة مؤمنة بحتمية الانتصار
“سيف القدس” أسقطت مشاريع دمج الكيان في نسيج الحوض العربي الإسلامي إلى غير رجعة
أكد أمين سر ومسؤول حركة الجهاد في إقليم الشمال أبو حازم نضال بدر أن المقاومة الفلسطينية في معركة “سيف القدس” استطاعت إرباك الكيان الصهيوني وحشره في زاوية ضيقة فرضت عليه حقائق جديدة.
وأشار أبو حازم في حوار أجرته معه “الثورة” إلى أن ثبات المقاومة أعاد للأمة الشعور بالقضية والفلسطينية، وحرك العديد من شوارع الدول الغربية انتصارا لحقوق الشعب الفلسطيني، واستنكارا للأعمال الوحشية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
لافتا إلى انه مع معطيات المعركة، وجدت الدول الغربية المطبعة نفسها في وضع لا تحسد عليه.
التفاصيل في سياق الحوار التالي:
الثورة / وديع العبسي
* ضربة بضربة وقصف بقصف، معادلة ثبَّتتها المقاومة الفلسطينية مع احتدام المواجهة مع العدو الإسرائيلي.. كيف تصفون المشهد؟
– المشهد اليوم في العدوان الأخير وما انتهى إليه الحال يشير بوضوح إلى أن المعادلات التي سبق وان ترسخت في الأعمال العدائية السابقة للاحتلال والتي هي توازن الردع الهدوء مقابل الهدوء، تطورت ودخلت معادلات جديدة “القصف بالقصف وضربة بضربة” وهذا يرجع إلى التطور في مجال نوعية وتطور أدوات القوة “تراكم الخبرة والتدريب والإدارة وتعزيز الإرادة والتخطيط والمتابعة والتنسيق والتعاون مع أجنحة المقاومة وبالذات حماس”. مشهد عز وفخر وشموخ، وهذه الإنجازات تأتي تجسيدا لمعاني القرآن الكريم “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى” “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”.
* هل هناك مفاجآت قادمة لدى المقاومة؟
– المقاومة وجهت رسالتها بأنها مستمرة في الإعداد والتطوير وستدخل كل ما يجعل هذا العدو في ذهول وهذيان، لأنها مؤمنة بحتمية الانتصار والظفر والسياق التاريخي يؤكد ذلك.
* متى يمكن أن تتوقف “انتفاضة الصواريخ والحجارة” إذا ما جاز لنا التعبير عن توجيه الضربات للكيان الإسرائيلي المحتل؟ ما هو سقف المقاومة؟
– الكيان الصهيوني اليوم وبالأمس بات عاجزا لأنه يواجه مقاومة راشدة محفزة وسقفها في تصاعد، العدو باختصار لن يتجرأ على إعادة الاحتلال وهذا لن يحصل .
* وفق هذا هل أصبحت القدس أقرب؟
– اليوم التحول النوعي في هذه المنازلة هو أن عنوانها القدس والأقصى، لذلك المقاومة بتوفيق من الله حسمت وأن للقدس رجالا أشداء على الكفار ،الأمة اليوم أشد تحفزا واكثر همة لأن المعركة دخلت في عمق العقيدة ،العدو لديه عقدة “لا إسرائيل بدون اورشليم” ..والمسلمون “أمة بلا قدس بلا روح”.
* هناك من يطرح أن المقاومة تتلقى دعما من أطراف خارجية كإيران مثلا، ما رأيكم بهذا الطرح؟
– المقاومة لا تخجل ولا تنكر ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، المقاومة بندقيتها طاهرة وبوصلتها واضحة وتلتقي مع كل الشرفاء في الأمة، لأنها رأس الرمح وتقاتل نيابة عن الأمة.
إيران لها بصمة ويد بيضاء في دعم وإسناد المقاومة، وهذا باعتراف قادة المقاومة وشرف لنا؛ واليوم المقاومة بفضل الدعم من الأشقاء الإيرانيين عادت تصنع وتطوِّر عبر مهندسيها وكوادرها .
* العدو الإسرائيلي ظهر في موقف ضعيف جعله يبحث عن وقف لإطلاق النار؟
– العدو وضعه الداخلي مرتبك واستثنائي وغير قادر على تشكيل حكومة، دخل في مرحلة الشيخوخة وندرة القيادة، فمنذ بداية المعركة أحس العدو بشراسة الرد وتوقيته ونوعيته ومكانة وسقوط الردع .. فراح يتخبط، وكبرياؤه لم يسمح له أن تفرض المقاومة شروطها عليه في موضوع القدس، لذلك حاول تدمير مرافق ومبان وقتل مدنيين علّه يثني المقاومة ويجبرها على القبول، لكنه فشل فشلا ذريعا، حتى الوسطاء لم يكونوا كالسابق وضغط أمريكي غير مسبوق لأن القدس أحرجت الجميع، ووقف اطلاق النار بات واقعا .
* كيف وجدتم تفاعل الدول العربية إزاء تصعيد العدو الإسرائيلي حاليا؟
– الدول العربية أمام ضغط وتعاطف شعوبها، كانت تجهِّر مواقف متقدمة نسبيا عن السابق.. “سيف القدس” رسخت ما اجتهدت الدول والمؤسسات الدولية والرسميات العربية عليه من حرف للصراع، وأعادته إلى جوهره العقدي.
* أين تضعون اليوم الدول المطبعة استنادا لمواقفها من القضية الفلسطينية والمقدسات التي تعني العرب والمسلمين جميعا في ظل الأحداث الجارية؟
– الدول المطبعة اليوم دخلت في تعقيد ما بين رغبة قادتها في بناء علاقات مع الكيان حفاظا على عروشهم ومع شعوبهم التي لن تفرط في المقدسات وهمجية وبشاعة الكيان، هذا الوضع سيتطور لصالح التراجع وإلا ستكون هناك تصدعات داخلية وعدم استقرار مهما كانت سطوة الأنظمة .
* هل استطاع الإعلام العربي تشكيل رأي ضاغط لوقف العدوان الإسرائيلي؟
– لا يمكن القول إن الإعلام الرسمي العربي شكَّل رأيا ضاغطا.. على استحياء كان ينقل ويتفاعل، إعلام محور المقاومة كان يرصد ويتابع وينقل كشريك في صناعه نصر، ونجح في تشكيل إدانة للمحتل.
* شهدت عدد من الدول الغربية مسيرات مناصرة للشعب الفلسطيني وإعلام بعضها كان يسير في ذات الاتجاه، ما رأيكم؟
– نعم، شهدت تلك الدول في إطار مناخ الحريات مظاهرات اكثر مما شهدته دول عربية وإسلامية، ضغطت على حكامها للضغط على الكيان لوقف اطلاق النار، والنجاح يرجع لثبات المقاومة وقوة أدائها وقدرتها على خلق حالة وحدة فلسطينية وإجماع شعبي عربي إسلامي ومن أحرار العالم ، هذا شكّل أداة ضغط على الكيان .
* ما الذي فرضته معركة “سيف القدس” من حقائق؟
– معركة “سيف القدس” رسمت ميلاد جديدا بأن الانتصار بات حاصلا، المقاومة المظفرة أعادت ضمير الشعوب والأقصى كعنوان، والتطبيع تراجع إلى الخلف، وتجار وسماسرة الوهم إلى انزواء، وسقطت كل مشاريع دمج الكيان في نسيج الحوض العربي الإسلامي إلى غير رجعة..
والمهم هنا هو كيف تتطور انتفاضة الأقصى عبر استمرار وحدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وعرب ?? والقدس والشتات والجاليات .