أكثر من 400 ألف زائر استقبلتهم محافظة صنعاء في الأسبوع الأول لاجازة عيد الفظر المبارك

دار الحجر وشلال بني مطر وسدود سيان ومختان وحمام جارف استقبلت العدد الأكبر

 

يتفرد الشعب اليمني بصموده وثباته أمام التحديات التي يفرضها العدوان والحصار حتى في المناسبات، ليرسم أجمل صور الصبر والإرادة على تجاوز الصعاب وإيجاد البدائل واستغلال المتاح لإحياء الأعياد والمناسبات المختلفة.
ورغم استمرار العدوان للعام السابع، لم يستسلم اليمنيون للتحديات ولم يثنهم تعاقب الأعوام في ظل الحصار وما نتج عنه من أزمات معيشية، عن الاحتفال بعيد الفطر الذي حل هذا العام مع استمرار التداعيات الصعبة للأزمة الاقتصادية التي تتسببت في معاناة أبناء الشعب اليمني.

الثورة  /جميل القشم

وكغيرهم من أبناء اليمن، احتفل أبناء محافظة صنعاء بعيد الفطر بإصرار على تجاوز المعاناة والتغلب على الظروف الاستثنائية التي انعكست على عدم القدرة على شراء كافة الاحتياجات من الكسوة والحلويات وألعاب الأطفال وغيرها من المتطلبات.
أجواء ومظاهر الفرح مع بساطتها، إلا أن ملامح البهجة والمقاومة مثلت شعاراً رفعه الجميع، مجسدين ثقتهم بالخالق جل وعلا في أن عيدهم المقبل، هو عيد النصر على العدوان.
في حين تخللت مظاهر العيد تحركات لمحافظ ووكلاء المحافظة بتفقد أحوال منتسبي الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية وزيارة الجرحى من أبطال الجيش واللجان الشعبية وتوزيع هدايا نقدية وعينية تقديراً وعرفاناً بتضحياتهم وزيارة رياض الشهداء تخليداً لمآثرهم وسعيهم في صناعة النصر للوطن والتنكيل بجحافل العدوان.
وكالعادة سبق قدوم مناسبة عيد الفطر إرسال قوافل عيدية للمرابطين في مختلف جبهات العزة والكرامة، إيماناً بضرورة تعزيز الصمود والمشاركة في التضحيات ورفع معنويات الأبطال في الجبهات، كمبدأ يتقاسمه اليمنيون منذ بدء العدوان في 2015 م.
جنود متعددون وقيادات ومسؤولون وممثلو لجان التعبئة، عاشوا أجواء العيد في الميادين للمعايدات وجمع التبرعات دعما لفلسطين، فيما واصل رجال المرور والنقاط الأمنية واجبهم الوطني، مؤكدين أن فرحة العيد تتجلى في الصمود بمواقعهم، مجسدين نموذج الوفاء للوطن والشعب حتى في المناسبات والأعياد.
إقبال واسع على المتنزهات زحام غير مسبوق تكتظ به العديد من متنزهات محافظة صنعاء ومناطقها المخضرة رغم الظروف الاقتصادية وانقطاع الرواتب ، فقوافل الواصلين والمغادرين لا تكاد تتوقف من ساعات الصباح الأولى وحتى حلول سواد الليل.
البعض يفترش الأرض بين الأشجار، بينما يفضل آخرون تسلق الصخور وصولا نحو شلال المياه المتدفق من أعلى الجبل بغية الاستحمام والتقاط الصور التذكارية ، وبعض الأطفال يجدون في جداول الوادي متسعا للعب والمتعة والترويح عن النفس ، تحت نظرات الأهل التي تبادلهم ذات المشاعر والأحاسيس.
أكثر من 400 ألف زائر استقبلتهم الطبيعة الساحرة في متنزهات محافظة صنعاء خلال إجازة عيد الفطر ، وما تزال أفواج المبتهجين بأجواء العيد تتواصل في كل المواقع السياحية المحيطة بالعاصمة ، كشلال بني مطر ودار الحجر ووادي ظهر وأودية بني حشيش وحمل وسنع وأرتل وحمام جارف وسد سيان .
طقوس العيد مساحات الفرحة والسعادة حاضرة في محيا الزائرون من مختلف مشارب اليمن ، الجميع يبتهج بطريقته على أنغام الزوامل الحماسية وتبادل الأحاديث والنكات خلال فترة المقيل في تناغم واحد يراها الجميع فرصة للتعبير عما بأنفسهم من مشاعر فياضة تجاه بعضهم.

قلاع تاريخية وفي هذا الإطار أشار مدير مكتب السياحة بالمحافظة ناصر صبر إلى تزايد الإقبال على المواقع والمناطق السياحية خلال موسم العيد لهذا العام رغم الظروف المعيشية والاقتصادية الناتجة عن استمرار العدوان والحصار.
ونوه بما تزخر به محافظة صنعاء من مناخ فريد وطبيعة ساحرة وحصون وقلاع تاريخية وأثرية ما يتطلب تفعيل النشاط السياحي الذي تأثر سلبا بفعل العدوان والحصار.
وأكد ضرورة تأهيل المواقع والمنتجعات السياحية وتزويدها بمشاريع خدمية تلبي احتياجات السياحة الداخلية على مدار العام.. داعيا رجال المال والأعمال إلى الاستثمار في القطاع السياحي بالمحافظة التي تعد منطقة جذب سياحي لتحقيق عائد لخدمة الاقتصاد الوطني..
وأفاد بأن شلال بني مطر استقبل خلال إجازة العيد أكثر من 150 ألف زائر وسد سيان بمديرية سنحان نحو 80 ألف زائر ومنطقة العشاش في بني مطر أكثر من عشرة آلاف زائر وسد مختان في مديرية بني حشيش قرابة عشرة آلاف زائر ومنتزه دار الحجر في مديرية همدان أكثر من 50 ألف زائر ومنتجع حمام جارف في بلاد الروس نحو 30 آلاف زائر.
فيما أوضح مدير مكتب السياحة بمديرية بني مطر أحمد يحيى أن المناطق السياحية في المديرية شهدت إقبالا بزيادة 100 ألف زائر عن الفترة المقابلة من العام الماضي.. مبينا أن الخط الرئيسي المتجه نحو محافظة الحديدة يكتظ يوميا بنحو 1800 سيارة بالقرب من شلال المديرية المشهور بتوافد الزائرين.
منحدرات الشلال وأشار إلى استمرار توافد الزائرين رغم انتهاء إجازة العيد.. لافتاً إلى تزامن حلول العيد مع هطول الأمطار على المحافظة والتي كستها حلة جميلة وطبيعة ساحرة.
ويعتبر الزائرون شلال بني مطر الذي يبعد عن العاصمة صنعاء بأقل من 70 كيلو متراً، قبلة سياحية لقضاء أجمل الأوقات في الهواء الطلق، حيث يتسابق الزائرون لإيجاد مكان يتسع لهم ولأسرهم في منحدرات الشلال الخضراء الذي تنبع مياهه من جبال مديرية الحيمة الخارجية وتمر شرقاً عبر جدول طبيعي يشق وديان البن والقات في مديرية بني مطر ثم تنحدر تدريجياً باتجاه الجنوب فالغرب حيث يلتقي بوادي سهام لينتهي به المطاف في سهول تهامة.
أعيادنا جبهاتنا شعار لطالما يتردد على ألسنة الكثير من أحرار وأبناء الشعب اليمني ، تجسيدا لواحدية الموقف والمبدأ في مشاركة أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في ميادين الوغى الفرحة بمناسبة العيد ، فتجد قيادات عديدة تستغل سنويا إجازة العيد للتحرك نحو الجبهات والثغور لتعزيز معنويات الأبطال واستلهام دروس العزة والكرامة من بطولاتهم والعودة إلى أسرهم ومناطقهم ومدنهم وأعناقهم مشرأبة لأنهم شاركوا أخوانهم المدافعين عن الوطن فرحة العيد.
أقل واجب عبدالكريم السلامي مدير عام الموارد البشرية بالمحافظة اعتبر المرابطة إلى جانب أبطال الوطن في الجبهات أقل واجب يمكن تقديمه في مثل هذه المناسبات.
وقال : ” اعتدت سنويا أنا والعديد من قيادات المحافظة على قضاء إجازة العيد في جبهات الكرامة لاستشعار عظمة ما يقدمه المرابطون من تضحيات جسام في الذود عن الوطن وكرامة أبنائه”.
هاني جعمان ومحمود الضياني وعلي الجعدي وعبدالله الديلمي وبجاش البجاش وأمين المحاقري وغمدان عيشان ومحمد المدولي، يعملون في مجال الإعلام بالمحافظة تتجسد ملامح فرحتهم بالعيد في التنقل من موقع إلى آخر لرصد وتوثيق الأنشطة العيدية للجان التعبئة والتحشيد ، مؤكدين أن العمل في الميدان خلال أيام العيد لا يساوي شيئا مقابل صمود وأعياد المرابطين في الجبهات.
وهكذا تمر الأعياد والمناسبات في اليمن، حيث لم تستطع دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي أن تجعل اليمنيين يصلون إلى مرحلة الهزيمة النفسية، بل على العكس من ذلك كلما اشتدت الظروف قساوة يزدادون صلابة في مواجهة العدوان ومخططاته.
عام سابع من العدوان وعيد يتلوه آخر يثبت فيه أبناء اليمن صمودهم وعزيمتهم على قهر التحديات وكسر شوكة الانهزام واليأس، ليبقى الإصرار على المقاومة والسعي إلى الحرية والعيش بكرامة قراراً ينتهجه الجميع حتى تحقيق النصر.

قد يعجبك ايضا