النظافة من الإيمان يا أمين العاصمة .. هل تدري ؟

عبد الحميد الغرباني

 

 

مر عيد العمال يتيما دون شيء يذكر عدا إحصائيات تداعيات سنوات العدوان، لم تكرم الحكومة مثلا أيا من العاملين
في قطاعاتها المختلفة ولم تفعل ذلك أي جهة أو مؤسسة ! وأمانة العاصمة لم تكرم مثلا عمال النظافة ولم تجعل من
المناسبة موعدا لحشد جهودهم للقيام بالدور المطلوب في أعقاب الأمطار التي مَنَّ الله بها على بلادنا وما تلاها من
مظاهر أعادت الشوارع إلى سابق عهدها – قبيل الدعوة التي أطلقها السيد قائد الثورة بخصوص النظافة.
يعلم أمين العاصمة أن شوارع الأمانة في أغلبها تكدست بالمخلفات وأكياس الزبالة التي لم يجر رفعها في الأصل من
الأماكن المخصصة لجمعها قبيل نزول الأمطار في الثلاثة الأيام الماضية، ويعلم أن البنية التحتية الهشة ومخلفات
البناء في الحواري والشوارع المختلفة تساهم في تفاقم هذه المشكلة، حتى تحولت إلى ظاهرة، هل يعلم حمود عباد
ذلك، أم أن الرجل يسكن في برج من عاج أو أنه معتزل في صومعة ما؟! ليس المطلوب من عباد التواجد في وقفات
الدعم الشعبية ولا في الحراك الشعبي المقاوم للعدوان ولا الفعاليات ذات الصلة، ببساطة لأن وظيفته غير مرتبطة
بذلك أصلا أو قل أن ذلك لا يعفيه من مسؤولياته في متابعة تقديم سائر الخدمات في أمانة العاصمة وما مدى ذلك وما
مستواه، وهل هو بالدرجة المطلوبة، وعلى رأس ذلك مثلا النظافة.. أم أن الأمين مشغول فقط بمراجعة حسابات
الأرصدة والأموال التي تعود لصندوق النظافة وبالتالي حجم عائداته ومخصصاته منها ! عباد لم يعد مهتماً بهذا
الأمر فقد جرى ترتيبه مسبقا وهو الآن يقاسم أي جهة عائدات أي مشروع جديد ويلاحقها ويمارس ضغوطاً مختلفة
وهناك أمثلة على هذا الأمر كثيرة، سنضطر لتناولها في حال استمر هذا الأخطبوط في محاربة المبادرات النوعية
والجهود المبذولة من قبل جيل الثورة في مؤسسات الدولة المختلفة، حمود عباد مشغول باستهداف نجاحات أحد
الثوار في أمانة العاصمة وكلما نجح هذا الثائر في مديرية تصدى عباد لذلك وقرر نقله لمديرية أخرى ليس مثلا
لتعميم التجارب الناجحة ولكن لإجهاضها ووأدها …
بالعودة لموضوع النظافة، أدعو أمين العاصمة أن يكرس ساعة من وقته ليلا أو نهارا لتفقد أحياء وشوارع أمانة
العاصمة المختلفة وخصوصا تلك المزدحمة بالكثافة السكانية وتفتقر للبنية التحتية اللازمة سواء الترميم والتعبيد أو
الإسفلت، وسيعلم يقينا بعد ذلك أن بإمكانه تصريف إيرادات أمانة العاصمة – التي يجري السطو عليها من قبله وعدد
محدود من موظفيه، كما تفيد المعلومات المؤكدة، في تغطية أجور ونفقات تحسين النظافة في العديد من شوارع
العاصمة ومنها الشارع الذي تتواجد به وزارة التربية والتعليم و الشوارع الفرعية القريبة منها والغارقة في
المخلفات و القمامة حتى تكاد تطوق المؤسسة التي تكفل تعليم أبنائنا أن النظافة من الإيمان، وأيضا على امتداد
شارع مارب العام و الفروع المختلفة منه القمامة هي الحاضر الوحيد، بداية من رأس شعوب و حتى جولة آية،
خصوصا لناحية الشوارع الفرعية ومنها مثلا فرع الغزل والنسيج، أول مؤسسة صناعية في اليمن، هذه المؤسسة
محاصرة تماما، لا بل قد تحولت بوابتها لوحل وقد زاد الطين بلة أن شارعها بات خارطة من الحفر الملغومة بالقذارة
والأوساخ، وثمة ظاهرة أخرى جرى رصدها في هذه المنطقة وهي أنه وبعد هطول الأمطار وتدفقها في عدد من
الشوارع في أمانة العاصمة، وبعد ساعات من الجفاف و الصحو تغرق عدد من الشوارع أعزكم الله بمياه المجاري
ونحن لا ندري إن كان هناك أيد خفية وراء الأمر أو أنه لأسباب خارج سيطرة الجهات المختصة في أمانة العاصمة
أو أن الأمر يرتبط بمحاولة تصريف المجاري واستغلال مياه المطر، فإن كان الأمر كذلك فلماذا يتأخر عن وقت تدفق
مياه الأمطار في هذه الشوارع بكميات كثيفة ؟ أو أن الأمانة مؤتمنة مثلا على توزيع الروائح والعفن ؟
هذه المنطقة بشوارعها المختلفة شهدت أنشطة بناء كثيرة، وقبضت الجهات المختصة بأمانة العاصمة عوائد مختلفة
ومنها أجور مخلفات ما بعد البناء، لكنها لم ترفع أياً من مخلفات البناء والهدم، والشوارع الآن مزدحمة بهذه
المظاهر التي وزعتها في الثلاثة الأيام الماضية مياه الأمطار لعدد من الأحياء، أما الحفر التي تشهدها المنطقة ذاتها
فحدث ولا حرج .. لدرجة أنه بات بعض المواطنين يتندر على أمين العاصمة كلما مر في هذه الشوارع راجلا كان أو
بسيارة، عندنا في الحي مثلا أسمعهم ينادونه بحمود حُفر وآخرون يقسون قليلا فيصفونه بحمود ( … … )،
الخلاصة يا أمين العاصمة النظافة من الإيمان وإن لم يكن الإيمان بهذا الشيء متجسداً بقوة في شهر رمضان وبعد
دعوة السيد القائد، فمطلوب أن ننظف مؤسسات الدولة التي سبق وأكد قائد الثورة أنه غير راض عن أدائها..
والحليم تكفيه الإشارة ..

قد يعجبك ايضا