تمرّ بنا هذه الأيام من شهر رمضان المبارك ذكرى أليمة من أقسى ما مرّت على المسلمين من الذكريات بعد وفاة رسولها الأعظم -صلى الله عليه وآله وسلم-، وهي ذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام، في أفضل شهر وأفضل لياليه، وبهذه المناسبة الأليمة التقى “المركز الإعلامي للهيئة النسائية” كوكبة من مثقفات وإعلاميات اليمن اللاتي تحدثن عن أهمية إحياء هذه الذكرى، وأهمية العودة إلى منهجية هذا القائد في واقع الأمة، وما أشبه حادثة مقتل الإمام علي ” عليه السلام ” بما نحن عليه اليوم في اليمن، فكان الاستطلاع التالي:
الثورة /
البداية كانت مع الأستاذة أميرة السلطان، عضو اتحاد كاتبات اليمن التي تحدثت عن أهمية إحياء هذه الذكرى قائلة:
بدايةً عظَّم الله لنا وللأمة الإسلامية الأجر في استشهاد أمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي -عليه السلام- وبالتالي من المهم بالنسبة لنا أن نحيي هذه الذكرى على الرغم من كونها فاجعة وتكمن هذه الأهمية في الآتي:
أولاً: نحن عندما نحيي هذه الذكرى يجب ألا نجعلها مجرد ذكرى للبكاء والحزن، وإنما نأخذ منها الدروس والعبر التي يجب علينا أن نتعلم ونستفيد منها لكي لا يتكرر الخطأ الذي حدث في الماضي، ولكي لا نعيش المأساة مرة أخرى ولكي لا نفقد المزيد من عظماء هذه الأمة فنراهم يسقطون شهداء واحداً تلو الآخر.
ثانياً: عندما نحيي هذه الذكرى فإنها تزيدنا ثقة بصوابية الطريق الذي نسير فيه وحتمية الصراع بين الحق والباطل، وأن الحق هو المنتصر وأن أبطاله هم من يخلدون في أنصع صفحات التاريخ وإن سقطوا شهداء.
وأشارت السلطان إلى أهمية الارتباط بأهل البيت عليهم السلام كون الارتباط بهم مرتبطاً بالغلبة والتمكين والظفر على الأعداء مصداقاً لقول الله تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، ونحن في اليمن وفي ظل ظروف الحرب والحصار والدمار أحوج ما نكون فيه إليهم والارتباط بهم والالتفاف حولهم، لأن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بأن نتولى أهل البيت -عليهم السلام –لأنهم دون غيرهم الفئة الغالبة وهذا ما يتضح لنا جلياً وواضحاً من خلال ما يسطره الشعب اليمني المجاهد من انتصارات في كل المجالات جعلت منه أيقونة نصر ومعجزة لا نظير لها بعد أن التف حول نجوم آل محمد ابتداء بالسيد حسين -سلام الله عليه -الذي أحيا فينا ثقافة الجهاد وحب الاستشهاد، وانتهاء بسيدي المجاهد والقائد العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، فما كان من الله إلا أن حقق وعده لعباده الصادقين أن نصرهم على أعدائهم وجعل كلمة الذين آمنوا هي العليا، وحقق لهم إنجازات لم يتخيلها إنسان أنها ستحصل يوماً فكانت لهم الغلبة بحق.
كما نوهت السلطان في حديثها بأن ما حدث للإمام علي – عليه السلام – وما تعيشه اليمن متشابه إلى حد كبير من عدة جوانب:
أولاً: إن الإمام علي- عليه السلام- قتل في دولة وبسيف ورجل يحسب نفسه على الإسلام، وأن من تآمر على قتله هو حاكم كان يحسب نفسه أيضاً باسم الإسلام، وهذا هو ما يحصل للشعب اليمني بالضبط فها نحن اليوم نقتل من دولة تحسب نفسها على الإسلام وبأسلحة أشخاص يحسبون نفسهم على الإسلام وبأمر من يسمي نفسه خادما للحرمين الشريفين.
ثانياً: إن الإمام علي- عليه السلام- سار على نهج النبي محمد صلى الله عليه وآله لم يتخل عن مبادئه وإيمانه ويقينه رغم التهديدات والضغوط التي كانت تمارس عليه في تأجيل عزل معاوية عن الشام فقال عبارته المشهورة:” إن خلافتكم هذه لا تساوي عندي شراك نعلي هذا إلا أن أقيم حقاً أو أميت باطلاً”، لأن الحق والدين لا تنازل فيهما، وهذا ما يمارس اليوم على الشعب اليمني من ضغوط عالمية تطلب منه التخلي عن موقف الحق والتنازل عما يؤمن به في مقابل أشياء لا تمت للحق ولا للدين ولا المبادئ بصلة.
ثالثاً: أن الإمام- عليه السلام- وعلى الرغم من أنه سقط شهيداً إلا أنه كان وما زال وسيظل مدرسة لكل عاشق للحق والكرامة والحرية ونبراساً يضيء لكل باحث عن الطريق السوي والصراط المستقيم، وأن ما قدمه خدمة للإسلام والمسلمين ونصرة له سيظل هو المرجعية النقية التي لا تزييف ولا قلب للحقائق فيها فعاش مجاهداً وانتهت حياة بالشهادة فرجل كالإمام علي- عليه السلام- لا يليق به أن يختم حياته إلا بالشهادة، وشعبنا اليمني العظيم كذلك فهو يستمد من قائده وملهمه بعد رسول الله يستمد منه أن يكون سائرًا على نفس خط سلسلة النور الممتدة منهم وعلى الرغم من عظيم التضحيات وأليم المعاناة، إلا أن الشعب اليمني لا يليق به إلا أن يعيش عزيزا كريما كما عاش الإمام علي ” عليه السلام ” ولن يتخلى عن أن يكون مدافعا عن الحق كما كان الإمام الحسين “عليه السلام ” ولن يتنازل للمجتمع الدولي الخائن الساكت المشترى بالمال المدنس كما كان السيد حسين سلام الله عليه، وسيظل مجاهدًا عزيزاً شجاعاً مستبسلاً منفقاً بالمال والرجال ساعياً نحو الرفعة والسمو كما هو حال قائدة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي- سلام عليهم أجمعين.
نكبة عالمية
وفي نفس السياق تحدثت الأستاذة مرام صالح مرشد عضو اتحاد كاتبات اليمن قائلة:
-إن إحياء هذه الذكرى الأليمة التي تُعتبر نكبة عالمية له أهمية كبيرة لا يشعر بها إلا المؤمنون، الذين جسدوا حب الإمام علي -عليه السلام- في قلوبهم وفي واقعهم، فأمير المؤمنين -عليه السلام- يمثل أعظم وأشجع رجل عرفه التاريخ بعد رسول الله وهو من جسد سيرة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- قولاً وعملاً، كيف لا نُحيي هذه الذكرى الأليمة ولا نحزن وقد قال رسول الله في قاتل الإمام علي أنه:”جلب الشقاء للأمة من ذلك الزمان إلى اليوم”، ونحن أتباع الإمام علي يجب علينا أن نحذو حذوه، ونخطو خطاه فهو القرآن الناطق وقد قال عنه النبي- صلوات الله عليه وعلى آله: “علي مع القرآن والقرآن مع علي” و “علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار”، ولِما للإمام علي من مكانة عظيمة فقد تآمر الطغاة على قتله، لأنهم يعلمون أنه رجلٌ عظيم يهدي أمة، له طريق وله منهج حق، فهو يمثل الامتداد للإسلام المحمدي الأصيل، بقرآنه، ونهجه، فمن الواجب علينا أن نُحيي ذكرى فقد هذا المغوار العظيم.
وواصلت المرشد حديثها قائلة: الإمام علي -عليه السلام- هو النموذج الراقي المتكامل الحقيقي للمؤمنين، يُقتدى به ويتأسى به، كانت له منزلة فريدة من حياة رسول الله، فلا يمكن النهوض لأمة في هذه الحياة دون أن تسير وفق ما سار عليه آل البيت عليهم السلام، ويجعلون منهم قدوة يقتدوا بهم، فلو لم نسير على ماساروا عليه آل البيت لكنّا اليوم في حالة تيه وتخبط وعمى، كما هو حال من جعل معاوية ويزيد قدوة له، فالدين الإسلامي له ركائز أساسية، وله ثوابت حقيقية إن سرنا عليها نجونا، وإن تخلفنا طغينا وهوينا، فالحياة الحقيقية هي القرب من الله، ولن نستطيع أن نتقرب من الله دون أن نجعل من رسول الله وآل بيته قدوة لنا، وإن الإمام علي أكثر من ارتبط برسول الله وعايشه، فما نراه في واقع الإمام علي كل ذلك من تربية رسول الله له، فلم تذهب جهود رسول الله هدراً وسُدى، فقد تجسد في الإمام علي حب الله ورسوله، وعظمة الإسلام، وعظمة القرآن، وقد عرف المعنى الحقيقي للشهادة، والاستشهاد في سبيل الله، وبذلك قد أرسى دعائم الدولة الإسلامية على دعائم الحق والعدل.
واختتمت المرشد حديثها منوهةً بأن هذه الحادثة من أهم ما حدث في التاريخ، ومن أكبر المآسي التي فرضت علينا أن نسجل هذا الحزن في صفحات التاريخ، فما يحدث اليوم شبيه بالأمس، فطغاة الأمس امتد طغيانهم ومازال طغيانهم يشتغل ويعيد حادثة الأمس في أبناء شعبنا اليمني، نعم طغاة الأمس هم نفسهم طغاة اليوم يمتد طغيانهم من عصر لآخر، ولكن الإسلام ومن حملوا رايته سيبترون ذلك الامتداد، انهم رجالٌ عظماء تركوا كل مرغوب، وبذلوا كل غالٍ ونفيس ليذهبوا لمحاربة الطغاة، ومقارعة الظلم، فلم يخشوا الموت إما حياة بكرامة، أو شهادة كشهادة الإمام علي في أقدس الأماكن، ألا وهو (الميدان الأقدس)، فاستهداف الإمام علي -عليه السلام- هو استهداف للأمة بأكملها، استهداف لمشروع بأكمله الذي نحن اليوم بفضل سيرنا عليه في عزة وكرامة، فمن أعظم نكبات الأمة أن تفقد عظماءها.
آل البيت الأطهار
وفي سياق متصل تحدثت الأستاذة أمل الحملي – كاتبة وإعلامية قائلة: تزامناً مع ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد الصماد وإحياء أيام ذكرى استشهاد الإمام علي- عليه السلام – فإن استحضار حالات العظمة والرفعة والعروج المعنوي للشخصيات الكبرى يبعث في القلوب السكينة والطمأنينة والثقة بالنفس في قلوب المؤمنين والصامدين ناجمةً عن الفتح والنصر الإلهي، ونرى أن الاستقرار والطمأنينة والسكينة القلبية سببٌ لتعزيز الإيمان وازدياده والعدو يريد عكس وخلاف هذا الشيء للأمة الإسلامية ولمجتمعنا المؤمن المتوثب المتحرك.
وواصلت الحملي حديثها قائلة: هذا التزامن الجوهري بين ذكرى رحيل الشهيد القائد الصماد وإحياء ذكرى استشهاد الإمام علي أمير المؤمنين -عليه السلام – في هذه السنة وفي هذا الشهر المبارك يُعيد إلى الذهن حالات شبهٍ بين هذا التابع الصادق الحقيقي لأمير المؤمنين وذلك القائد الكبير السامي ثمة مواطن شبه هي مبعث فخر الشعب اليمني والأمة، ومن سطور ذكرى استشهاد الإمام علي -عليه السلام- الذكرى الأليمة حيث غاب عن سماء الدنيا الكوكب الدري من سلالة الطهر وهو الإمام علي -عليه السلام- ،
فإحياء ذكرى مؤلمة، ذكرى حزينة وفاجعة عظيمة التي حدثت في تاريخ هذه الأمة وهي استشهاد رجل عظيم اختصه رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -بالكثير من الفضائل التي لم تكن في غيره «اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاي، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه».
ونوهت الحملي بأهمية إحياء هذه المناسبة في تاريخ الأمة وعبر الأجيال المتوالية لما لها من دلائل ومرتكزات أساسية في تصحيح مسار الأمة للمضي في النهج الرباني القويم والصراط المستقيم، وأهمية الاقتداء بسيرة وحياة الإمام علي والاقتباس من شجاعته وإقدامه وجهاده وحياته المليئة بالدروس والعبر واستلهام دروس العظماء لتجاوز ما تواجهه الأمة من وقائع.
كما أشارت الحملي إلى أهمية ارتباط الأمة بآل البيت الأطهار ، وأهمية شعور الأمة بالمسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقها وفق رؤية أهل البيت -عليهم السلام- وذلك من خلال تأكيدهم -عليهم السلام- على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله لمقاومة الظلم والبغي والانحراف، ومبدأ النصرة للمسلمين، وكذلك مبدأ التعاون فيما بينهم، ومبدأ الاهتمام بأمورهم، ومبدأ النصيحة لهم, ومبدأ الإخوة بينهم وحرمة سفك دمائهم وأموالهم وأعراضهم ومبدأ التعايش مع الناس من المسلمين وغيرها من المبادئ التي تشكل بمجموعها قاعدة قوية ومنهجاً متكاملاً لهذا الشعور والإحساس.. ولأجل دعم موقف الأمة وقدرتها على تحمل المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقها .. حيث ضرب أهل البيت-عليهم السلام- مثالاً حياً للمجتمع الإسلامي في الدعوة لإقامة الحق ومقارعة الظلم، فأعلنوا ذلك مبدأ، وقدّموا في سبيله التضحيات الجسام بكل غالٍ ونفيس ابتداءً من الإمام علي -عليه السلام- الذي قال: «والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت»، فالارتباط بواقع الأمس واليوم وهو أن من قرأ التاريخ يجد أن العداء لأهل البيت إنما استحكم وتجلى وأصبح في أوجّه وقوته أيام حكم الأمويين، فهم الذين أمعنوا في العداء لأهل البيت وإيذائهم -عليهم السلام، وكان ذلك لأخذ الثأر من أهل البيت وإشفاء أحقادهم على أهل البيت؛ لأن بني أمية كانوا هم الذين قادوا حروبا كبرى ضد الإسلام في بداية الدعوة الإسلامية.
ها هو اليوم العدو السعودي الأمريكي يقود حربا كبرى ضد الشعب اليمني الذي تحرك بمنهج الإمام علي لمقارعة الظلم والطغيان، ها هو العدو الذي يكرر العداء ويجدد الحقد والبغضاء لأن له تاريخاً رسم له ذاك المسار في البقاء في الشقاء، يريدون مسح ما وضع لنا الإمام علي – عليه السلام – من تنظيم الفكر الإداري في جميع المجالات، يريدون اليوم محاربة الفكر والنهج القرآني العلوي الذي تصدى لهم بالمرصاد، وآلت بهم الأحقاد فجعلوا من أحقادهم الدفينة إرثاً من تحت السقيفة، هاهم اليوم يريدون قتل منهجية الإمام علي والفكر الإداري التنظيمي الذي استنبطه من واقع القرآن ومن وحي الفرقان حيث يمتاز الفكر الإداري عند الإمام علي – عليه السلام – بمتانته وتماسكه واستناده إلى قواعد منطقية رصينة فجاء هذا الفكر متميزاً بخصائص قد لا يظفر بها أيُّ مفكر إداري غربي، فهو فكر إنساني لأنه ينظر إلى الإدارة بنظرة إنسانية، فالذي يتحرّك في أُفق الإدارة هو الإنسان وليس الآلة، كما أن نظرة الإمام علي إلى المؤسسة الإدارية هي انّها مجتمع مصغّر تتضامن فيه جميع المقومات الاجتماعية، كما أن نظرته إلى الأداة هي أنها جهاز منظم وليس خليطاً مِن الفوضى وأنّ لهذا الجهاز هدفاً سامياً فالتنظيم لم يوجد عبثاً بل مِن أجل تحقيق أهداف كبيرة في الحياة، واستناداً إلى هذه الرؤية الشمولية عند أمير المؤمنين فإن الإدارة هي كيانٌ حيّ ينبض بالحياة فهي متصفة بالصفة الإنسانية والصفة التنظيمية والصفة الجماعية والصفة الهدفية، فهي إذن كيانٌ اجتماعي حي يعيش في وسط المجتمع يسعى مِن أجل أهداف كبيرة في الحياة.
واختتمت حديثها بقولها: سلام الله على شهيد المحراب أبي الحسنين وليث الكتائب، ومن استشهد معه وجميع الشهداء على مر العصور خصوصاً الشهداء الأبرار الذين وقفوا في وجه الطغيان والإرهاب الأعمى في يمننا الجريح، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
استشهاد الإمام علي “ع”
كما تحدثت الأستاذة أفنان السلطان – كاتبة وإعلامية عن أهمية إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي قائلة: إن إحياء هذه الذكرى الأليمة والحزينة التي جلبت للأمة الشقاء من تلك الأيام إلى اليوم لها أهمية كُبرى لنأخذ الدروس والعبر، ونصل إلى المفترق الذي ضيعتهُ الأمة ونالت به الشقاء حين لم يتول أمرها صاحب اليد التي رفعها رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- الذي لن نضل ولن نشقى إن اتبعناه، الذي حين فرطت الأمة في اتباعه تركوا القرآن وانحرفوا عن الحق، فالإمام علي -عليه السلام-بوصلة الحق وقرين القرآن، ونحنُ نحيي هذه الذِكرى لنعرف كيف نقتدي به وكيف نسير على خطاه ونتمسك بمنهجه ونسلك السبيل الذي سلكه لأن “الحق مع علي وعلي مع الحق”، ولأنه مع القرآن والقرآن معه فهو قرين القرآن.
ونوهت السلطان بأهمية الارتباط بآل البيت- عليهم السلام- لأن ذلك هو المخرج والمنفذ الوحيد الذي إذا ماتمسكنا بقيادتهم يخرجونا من الضلالِ والتيه وهم سفينة النجاة من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك وهوى، وارتباطنا بهم لا يجب أن يكون اتباعاً أجوفاً لا يصاحبه عمل، بل اتباع في الواقع العملي لنصل إلى نتائج هذا الارتباط وهي الاهتداء والعزة والكرامة في الدُنيا، والنجاة من العذاب في الآخرة، فآل البيت هم نجوم الأرض، هم النور المنبثق الذين باتباعهم نسلك سُبل السلام، لأنهم امتداد لرسول الله- صلى الله عليه وآله- الذي يوصلنا إلى الله سبحانه وتعالى فهي سلسلة مرتبطة مع بعضها البعض والنتيجة الحتمية بعد أن نتولاهم هي الغلبة {فإن حزب الله هُم الغالبون}.
واختتمت السلطان حديثها بقولها: إن اغتيال الإمام علي- عليه السلام-، والعدوان الغاشم على الشعب اليمني حادثتان لعدوٍ واحد، فالذي قتل الإمام علي – عليه السلام – بالأمس كان محسوباً على الإسلام وقُتل بسيف محسوب على الإسلام أيضاً، وشعبنا اليمني اليوم يُعتدى عليه من دولة محسوبة على الإسلام ونُقتل بصواريخها وغاراتها الحاقدة، والإمام علي قُتل وهو مع الحق لأنهُ كان يريد أن يعيد بوصلة الأمة التي انحرفت عن مسارها إلى الاتجاه الصحيح الذي أراده الله ورسوله الكريم وكان هو المخرج الوحيد للأمة من هذا الشقاء الذي هي عليه لكن الأمة تخاذلت عنه وخالفت امر الله ورسوله، والآن نحنُ اجتمعت علينا الدول المستكبرة والظالمة لشنِ الحرب علينا حين توجهنا إلى طريق لا نضل من بعدهِ أبدا حين تمسكنا بكتاب الله واتبعنا أعلام الهدى وعدنا إلى الله لنحظى بمعيته ورضوانه وتأييده، وهذا الأمر يرهبهم جداً ويحبط مخططاتهم التي على رأسها إضلالنا وإبعادنا عن نهج الله، فمّا أشبه اليوم بالأمس ويختلف المكان والزمان لكن عدو الحق وعدو المؤمنين واحد .
لكننا بفضل الله وولايتنا له ولرسوله وللإمام علي وأعلام الهُدى نحنُ الغالبون ولا طاقة للأعداء اليوم في مواجهة الأنصار والعاقبة دومًا للمُتقين.
وختاماً تحدثت الأستاذة آمنة محمد -عضو اتحاد كاتبات اليمن قائلة: يمثل أهمية كبيرة لنا كمسلمين إحياء هذه الذكرى الأليمة كي نتذكر المأساة التي حلت لأعظم رجل شهد التاريخ بقوة إيمانه وشجاعته الباسلة، سيف الإسلام، وأسد لله الغالب ويعسوب هذا الدين، كيف لا تمثل لنا أهمية ذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب- عليه السلام – وقد وقعت هذه الكارثة الحزينة للدين وفي هذا العصر وكل العصور التي تتجدد ذكرى استشهاده، كيف لا نحزن والرسول- صلوات الله عليه وآله- قال في الحديث: “ان ذلك الذي يقتل الإمام علي بن أبي طالب- صلوت الله عليه هو أشقى الأمة” جلب الشقاء على هذه الأمة من ذلك الزمان إلى اليوم، ويجب إحياء ذكرى استشهاد الإمام علي حتى ينقطع الدهر ونحن متواصلون ومجددون له كل العهود ومستمرون في السير على نهجه وعلى دربه وسيرته العظيمة التي تدرَّس بها كل الأجيال، وتعرف كيف حلت هذه الذكرى الحزينة، وكيف ضرب بسيف أشقى هذه الأمة، لقد ظنوا لهذا الدين الانفصام عن عروته، ولكن كل سنة تحل علينا ذكرى استشهاد الإمام علي أعظم من قبلها، كي نعرف سيرة الإمام علي وكيف غدروا بعلي قرين القرآن ووصي النبي في قيادة هذه الأمة وخليفة الرسول وصمام الأمان لهذا الدين، وكيف كان مسلماً لدينه ولم يبالِ حتى وقعت تلك الضربة المفجعة، وسيظل الإمام علي- عليه السلام- قدوة للمستبصرين.
ونوهت في حديثها بأهمية ارتباط الأمة المسلمة بآل البيت، فهم نور الهدى للمستضعفين وهم نهج إلى الأمام ، هم عروة الله الوثقى وبهم يكتمل دين الله، هم لنا كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق، كما قال الرسول- صلى عليه وآله وسلم – في الحديث وكما قال:” لن تضلوا من بعدي أبداً ما إن تمسكتم بكتاب الله وعترتي أهل بيتي”، فالارتباط بآل البيت المنتجبين يوصلنا إلى النجاة والفوز بالجنة، والاقتداء بهم وبمنهجهم طريق الهداية والفلاح، هم وعي الأمة ودليل الحق والالتجاء إلى الله-سبحانه وتعالى- هم نور الله وضياء الكون وسيرتهم من هم، وسلوك أخلاقهم وإيمانهم تستلهم الأمة بحبهم وبالاقتداء بهم عرفنا الحق ودين الله وعرفنا من هم أعداء الله.
وواصلت حديثها قائلة: يجب على الأمة العودة إلى منهجية السيد القائد في واقعنا هذا كي نصحو من غفلتنا، إلى ما ينصحنا به السيد القائد، فهذا هو الصح والصراط المستقيم الذي يريد لنا الجنة وتزكية أنفسنا بروحية عالية طاهرة كي نكون من أولياء الله وزمرة أحباب الله في صفوف المؤمنين المطمئنين بوعيد الله، والحياة الأبدية الطيبة إلى أرقى نعيم ، لقد رسمت تلك الدماء الزكية والطاهرة لنا نحن الأمة طريق الكرامة والعزة والحق المبين والارتباط بحبل الله ومواجهة قوى الشر، وكيف أثمرت دماء الشهداء ونهضت أمة للسير على طريق الجهاد، والسير في مسيرة القائد العلم الذي أحيا فينا الوعي والبصيرة و الثقافة القرآنية، وحب الشهادة والاستشهاد، وعرف لنا طريق الخير والحق، فسلام الله على السيد القائد وعلى بحور علمه وثقافته القرآنية وجهاده ودروب العز والكرامة التي أوصلنا إليها.
واختتمت حديثها قائلة: في ذكرى استشهاد وصي النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسلم- نحن في أمس الحاجة إلى أن نستفيد من هذه الحادثة والواقعة الأليمة ، فمنذ ذلك اليوم والشقاء قد حل على الأمة بأكملها بسبب الكفر والطمع واللهث وراء السلطة ممن انحرفوا عن دين الله واتبعوا شيطانهم الأموي، فمقتل الإمام علي يربط الأمة بما نحن عليها اليوم، حيث ونحن على نهج الإمام علي، مازال المتمردون منذ حادثة السقيفة إلى استشهاد الإمام علي بل وحتى يومنا هذا وبكل كفر ورياء ها هم أتباع الشيطان العدوان الغاشم على بلادنا والذين هم اليوم ورثتهم في الظلم والطغيان والشقاء، فنراهم اليوم يصدون عن سبيل الله، ويقتلون الأبرياء بغير ذنب، فما نتعرض له اليوم في اليمن من عدوان أموي ومن اتباعهم، وأوليائهم القردة والخنازير يشبه الأمس ، ونحن الفائزون ورب الكعبة كما قالها الإمام علي، وسنطهر الأرض من أحفاد قتلة الإمام علي- عليه السلام-، وستظل راية الإمام علي عالية خفاقة.