لا مشروع لهم!!

عبدالله الأحمدي

 

يقول العالم والفيلسوف العربي ابن رشد: التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردت التحكم في جاهل فما عليك إلا أن تغلف كل باطل بغلاف ديني!!
هناك جماعات إسلاموية كثيرة لا مشروع لها، تتاجر بالمقدس، وتجدف في مياه عكرة، وتستغل عواطف الناس الدينية للتعبئة والتحشيد وراء عمالتها للغرب ودول النفط، تقوم هذه الجماعات بتغييب الأمة عن واقعها واحتياجاتها وتعيِّش الناس في الأوهام والخيالات والماضي.
ليس الإسلام هدفها، بل تهدف إلى السلطة والمال للتحكم برقاب الناس وأرزاقهم وحيواتهم.
استثمروا جهل العوام، وخاصة النساء وساقوهم كالقطيع لتحقيق مصالح الجماعة وقادتها.
في العام ١٩٢٨م موَّلت المخابرات البريطانية الماسوني الهالك حسن البنا لإنشاء جماعة لخدمتها، أطلقت عليها (الإخوان المسلمين) قال مؤسسها: إن الهدف من إنشائها هو استعادة الخلافة الإسلامية التي أسقط آخرها، وكتب نهايتها كمال أتاتورك في العام ١٩٢٧م وأقام على أنقاصها الجمهورية التركية القائمة على النظام العلماني.
اعتبر البنا ومن حشدهم أن الخلافة فريضة دينية مثلها مثل الصلاة والزكاة والصوم، وهو ما لم يرد به نص في القرآن وصحيح السنة، وقد تصدى لهذا المفهوم الشيخ الأزهري علي عبدالرازق في كتابه «الإسلام وأصول الحكم» بالقول إن الخلافة ليست فريضة دينية، بل هي عمل بشري اقتضته الضرورة الاجتماعية في حينها.
وعلى مدى ما يقارب القرن من السنوات وهم يتغنون بالخلافة ويسفكون الدماء ويفجرون المنشآت، ويكفِّرون الناس، ويكذبون على الله وعلى الناس من أجل تحقيق حلمهم في الوصول إلى السلطة.
جيد أن يسعى هؤلاء القوم لتحقيق خلافتهم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الوسائل والآليات التي سيحققون بها هذا الحلم، أو هذه الخرافة؟!
الديمقراطية يكفرونها، ويقولون إنها منتج غربي، والتبادل السلمي للسلطة ليس له حيز في أدبياتهم.
وإذن ليس لديهم غير آلية العنف والكذب والحيلة لتحقيق ما يسمونها الخلافة التي أكل عليها الزمن وشرب، ولم يعد بالإمكان إعادتها لأنها أصبحت من الماضي، ولم تعد لها وظيفة اجتماعية بعد أن ظهرت نظم أرقى لتنظيم المجتمعات.
لقد اختطت جماعة الإخوان ومن لف لفهم طريق العنف والانقلابات العسكرية الدموية للوصول إلى الحكم.
رأينا ذلك العنف في أكثر من بلاد، وفي أكثر من مكان في العالم، ورأينا انقلابهم في السودان الذي قاده حسن البشير ضد الحكومة الديمقراطية المنتخبة برئاسة الصادق المهدي وحلفائه، كما رأينا العبث الذي قادته طالبان بعد خروج السوفييت من أفغانستان، وحتى ركوبهم الموجة في مصر وبطرق مشبوهة، ووصولهم إلى رئاسة الدولة المصرية قصد منه التمكين للاستيلاء على كل مفاصل الدولة بطرق الاحتيال والجبر.
في انتخابات العام ١٩٩٣م في الجزائر نجح الإخوان بطرقهم المعروفة، ومنذ البداية وقبل تسلم السلطة أعلن أحد زعمائهم علي بلحاج (إن على الجزائريين أن يستعدوا لتغيير أسلوب حياتهم).
وفي انتخابات ١٩٩٣م في اليمن قامت الجماعات الإخوانية بتزوير الانتخابات، وانتقلوا يصوتون من دائرة إلى أخرى، كانوا يصوتون في الريف، ثم ينتقلون للتصويت في المدينة، وبالذات في تعز.
ينطلق الإخوان من مبدأ أن كل ما عداهم كفار، ولذلك فكل الأساليب جائزة للتعامل معهم، ومنها الحيل والكذب والتزوير، وصولا إلى الاستحلال الذي بدأوه منذ قيام الجماعة، وتطور هذا الاستحلال إلى القتل والذبح وأكل الأكباد، وإحراق الناس.
أساليب القاعدة وداعش هي تطور لأساليب الإخوان، لأن القاعدة وداعش وأخواتها وكلها خرجت من جبة الإخوان ويمتحون من معين واحد، ومن نفس المدرسة الإرهابية.

قد يعجبك ايضا