حل شهر رمضان هذا العام على الأمة العربية والإسلامية في ظل استمرار جائحة كورونا التي جعلت اجتماع الناس أكبر خطر يهدد بعدوى الفيروس وهذا ما القى بظلاله على طقوس العبادة الإسلامية التي تقوم على الجماعة و فرضت على العالم كثيراً من المحاذير، وهكذا باتت الدول العربية والإسلامية تواجه تحديات هذه الجائحة وتزامنها مع شهر رمضان.
طقوس إفطار الصائمين
بالنسبة لأولئك الذين يخوضون تجربة صيام شهر رمضان خلال تدابير الإغلاق للسنة الثانية، قد يكون الإفطار مكللاً بالشعور بالوحدة. من المحتمل أن يلجأ الكثيرون إلى منصات إلكترونية مثل Zoom، للتحدث إلى أولئك الذين لا يمكنهم الالتقاء بهم وجهاً لوجه، لاسيما أثناء تناول الإفطار، قبل الجائحة كانت المساجد، والجمعيات الخيرية، والأفراد يقيمون “الخيام الرمضانية” التي يجتمع المسلمون فيها ويتناولون الإفطار معاً. وكانت تلك الفعاليات تعني أيضاً أن أولئك الأقل حظاً يمكنهم تناول الطعام دون مقابل في “موائد الرحمن”. في عام 2021م، من المرجح أن تُلغى تلك الفعاليات مرة أخرى، ما قد يؤثر على أولئك الذين يجدون صعوبة في توفير وجبة الإفطار، ويذكر أن مصر قد أعلنت بالفعل عن حظر موائد الرحمن هذا العام، من أجل وقف انتشار الفيروس.
طقوس العبادة
عادة ما تمتلئ المساجد بالمصلين مساءً لأداء الصلوات في أيام رمضان، ولكن هذا العام لا تزال بعض المساجد في العديد من الدول الإسلامية مغلقة، بينما يفتح بعضها أبوابه مع الالتزام بالقيود والإرشادات المعمول بها للسيطرة على انتشار العدوى، وقد أعلنت السلطات في المسجد النبوي بالمملكة العربية السعودية أن العدد الإجمالي للمصلين في رمضان بالمسجد لن يتخطى 60 ألفاً في وقت واحد، وجدير بالذكر أن سعة المسجد قبل الجائحة كانت تبلغ 350 ألف مصلٍّ، وفي العام الماضي، علّقت السعودية صلاة التراويح في المسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وأثار ذلك جدلاً واسعاً في أرجاء العالم الإسلامي، أما في مصر، فقد بدأت المساجد الاستعدادات قبل أسابيع من بدء شهر رمضان. وسيسمح بإجراء صلاة التراويح في بعض المساجد مع تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي. ويذكر أن وزارة الأوقاف قد قدمت إرشادات للمسؤولين لضمان أداء الصلاة بأمان، وسيتم بث الصلاة من بعض المساجد على الهواء مباشرة، كي يتمكن الناس من متابعتها في المنزل. وستُبث كذلك المحاضرات والخطب الدينية عبر الإنترنت ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي.
أشكال العبادات وطقوس الصدقات والزكاة
تحظى الأيام العشرة الأخيرة من رمضان بشكل خاص بالتبجيل، إذ يركز فيها الصائمون على تكثيف العبادات لالتماس ليلة القدر، و يختار بعض المسلمين الاعتكاف في المساجد خلال هذه الفترة كي ينصبّ تركيزهم فقط على العبادات. هذا العام لن تسمح العديد من المساجد بالاعتكاف، ما سيؤثر بشكل كبير على طقوس العبادة كما منعت وزارة الأوقاف المصرية المساجد من استضافة الدروس والندوات، و نظراً لتسبب الوباء في فقدان الوظائف والتأثير على الأعمال التجارية على مستوى العالم، شعر الكثيرون بالعبء الاقتصادي، لكن على عكس التوقعات قد يشهد الإنفاق الخيري من زكاة وصدقات زيادة كبيرة هذا العام، حيث يشعر المسلمون بالحافز لمساعدة الآخرين من حولهم في الأوقات الصعبة.