تشهد الساحة الأوكرانية ارتفاعا في لهجة التحذيرات والمواقف الروسية للغرب وللناتو من مغبة تعكير الخارطة الجيوسياسية في تلك المنطقة.
آخر تلك المواقف كان في اتهام موسكو الولايات المتحدة وغيرها من الدول المنضوية في حلف الشمال الأطلسي بتحويل أوكرانيا إلى برميل من البارود.
نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف قال أن الدول الغربية تزيد إمداداتها من الأسلحة إلى أوكرانيا الأمر الذي يدفع الأوضاع إلى مستويات خطيرة.
وحذر من أن روسيا ستقوم بالرد في حال حصول أي تصعيد من اجل ضمان امن وسلامة المواطنين الروس أينما كانوا. وحمل نائب وزير الخارجية الروسي كييف وحلفاءها في الغرب المسؤولية الكاملة عن أي تفاقم مفترض للأوضاع في شرق أوكرانيا. هذ وتقوم روسيا بحشد قواتها في القرم ودونباس وشرق أوكرانيا.
كما حذرت روسيا الولايات المتحدة من ارتفاع خطر وقوع حوادث في حال اقترابها من روسيا وشبه جزيرة القرم. ريابكوف قال أن واشنطن عليها أن تفهم أن خطورة وقوع حوادث مرتفع جدا، محذرا الولايات المتحدة من الاقتراب من السواحل الروسية على البحر الأسود.
التحذير الروسي يأتي بعد مرور سفينتين عسكريتين أميركيتين بموافقة تركية وعبر مضيق البوسفور إلى البحر الأسود في حدث اعتبره البنتاغون عملية روتينية للبحرية الأميركية. وقد وصفت موسكو وجودهما في البحر الأسود بأنه استفزاز هدفه اختبار أعصاب روسيا.
وعلى خط المواقف المقابلة،حض الناتو روسيا على وضع حد لحشد قواتها الذي اعتبره غير مبرر حول أوكرانيا بحسب تعبيره.
وقال ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي: “على روسيا وضع حد لحشد قواتها داخل وحول أوكرانيا ووقف استفزازاتها وخفض التصعيد فورا. إن الحشد العسكري الروسي الكبير غير مبرر ومقلق للغاية”.
وكان نائب مدير إدارة الرئيس الروسي، دميتري كوزاك،حذر من أن موسكو قد تضطر إلى اتخاذ خطوات عسكرية للدفاع عن سكان منطقة دونباس في شمال شرقي أوكرانيا. كوزاك اعرب عن قناعته بأن تجدد الأعمال القتالية في دونباس سيصبح بداية نهاية أوكرانيا، مرجحا أن الولايات المتحدة لا تدفع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي نحو تصعيد النزاع.
وأضحت ضفاف البحر الأسود منذ الأزمة بين روسيا وأوكرانيا ساحة للحشد العسكري، من موسكو من جهة، وحلف شمال الأطلسي المؤيد بقوة لكييف في المقابل. فهل تنجح الدبلوماسية بتخفيف التوتر المتصاعد بين روسيا واوكرانيا؟