الثورة نت/ أحمد كنفاني
ناقش لقاء تشاوري موسع لمنظمات المجتمع المدني والمبادرات المجتمعية اليوم بمحافظة الحديدة مستجدات الأوضاع الإنسانية في المحافظة ومستوی استجابة المنظمات للإحتياجات والتدخلات الإنسانية ومايتعرض له المواطنين من إعتداءات مستمرة وتهجير قسري من قبل العدوان الإمريكي السعودي الغاشم ومرتزقته.
واستعرض اللقاء الذي عقد باشراف وتنسيق فرع المجلس الأعلى لإدارة الشئون الإنسانية والتعاون الدولي الدور السلبي لمنظمات المجتمع المدني خلال الفترة الماضية، وكذا رؤيتها للفترة المقبلة التي يمكن من خلالها تجاوز المخاطر التي تحدق بالمحافظة.
وفي اللقاء أكد مدير فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشئون الإنسانية جابر حسين الرازحي أهمية اللقاء التشاوري الذي يعكس العمل المؤسسي المتكامل وتعزيز الشراكة بين المجلس الأعلى ومنظمات المجتمع المدني.
واعتبر اللقاء ترجمة للمهام المناطة بفرع مجلس الشئون الإنسانية وابراز المعاناة الإنسانية التي خلفها العدوان خلال ست سنوات على محافظة الحديدة بشكل خاص واليمن بشكل عام .. مؤكدا أن منظمات المجتمع المدني ركيزة أساسية في الصمود والبناء والتنمية .. لافتا إلى أهمية بلورة الرؤى من جميع منظمات المجتمع في هذا الإتجاه، بما لا يتعارض مع الثوابت الوطنية المتمثلة في الوحدة والجمهورية ومقاومة العدوان.
وحث على وضع آلية تشبيك فيما بين المنظمات والمؤسسات والمبادرات لضمان توحيد جهودها وتصحيح مسار أنشطتها الإنسانية للتخفيف من معاناة المواطنين وابرازها أمام المجتمع الدولي ووضع خطط وبرامج تأهيلية موحدة تسهم في رفع مستوى أدائها الميداني.
وتطرق الرازحي الى المعاناة التي خلقها العدوان باستهدافه للمحافظة ومينائها وبنيتها التحتية في مختلف القطاعات ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني وإيقاف عجلة التنمية ..ونوه إلى أن المرحلة الراهنة التي يمر بها اليمن تعد من اخطر المراحل.
وأوضح أهمية العمل وفق مصفوفة الإحتياجات الطارئة التي يتم الرفع بها فيما يتعلق بوضع بعض المديريات التي لابد أن تولى منظمات ومؤسسات المجتمع المدني اهتماما كبيرا بها للتخفيف من حجم المعاناة جراء نقص الإمكانيات وتردي الأوضاع الخدمية.
وأشاد بجهود جميع المنظمات المحلية والمبادرات الإنسانية التي تسهم في تخفيف معاناة المواطنين .. مجددا التأكيد حرص فرع المجلس على تسهيل تذليل كافة الصعوبات والعراقيل التي تواجه أنشطتها ومهامها الإنسانية.
مشددا على ضرورة أن يكون للمنظمات والمؤسسات المدنية صوت ورسائل لوقف العدوان ورفع الحصار الشامل عن الموانئ والمطارات.
مشيرا الى ما يمارسه العدوان من ممارسات تندرج تحت مبدأ العقاب الجماعي الذي ما فتئت دول العدوان تنتهجه ولم تكتف بحربها الإقتصادية المدمرة بل ربطت الملف الانساني بالملف السياسي وجعلت من نفسها منظومة قتل متكاملة للإنسان في ظل تواطؤ أممي قاتل.
داعيا المنظمات الدولية إلى دعم مجالات التدريب وبناء القدرات وتنفيذ مشاريع التمكين الاقتصادي والتوسع في أنشطتها.
فيما أشار مدير مكتب حقوق الإنسان زين عزي إلى أن تمادي تحالف العدوان الأمريكي السعودي في حصاره واحتجاز ناقلات النفط لأكثر من عام قد أظهر مؤشر مجاعة جديدة ستفتك بالأطفال والنساء والشيوخ في مختلف المحافظات.
وأكد أن الحصار الشامل على الشعب اليمني تجاوز كل الحدود بطريقة خطرة على المدنيين، وما يزال المؤشر البياني لعدد الضحايا في صعود لافت.
ولفت زين إلى أن تحالف العدوان ارتكبت على مدى ست سنوات جرائم يندى لها جبين الإنسانية .. معبرا عن صدمته من الصمت الدولي الذي ينم عن تواطؤ فاضح يتنافى كليا مع مقاصد المجتمع الدولي.
وأكد ضرورة التعاون والشراكة مع منظمات المجتمع والوقوف صفا واحدا في وجه العدوان .. مثمنا عقد هذا اللقاء والمشاركة في وضع التصورات والرؤى التي تخدم المحافظة وانتشالها من الوضع الإنساني المتردي الذي تشهده جراء العدوان.
بدوره أكد أمين عام مؤسسة قدرات للتنمية والتطوير الدكتور ياسر عبدالله نور في كلمته نيابة عن المجتمع المدني ضرورة التشبيك وخلق كيان مؤسسي تعاوني بين مختلف المنظمات المحلية .. مشيرا إلى أن التشبيك بين الجمعيات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية هو وسيلة ناجحة لتبادل المعرفة والمعلومات والخبرات حول الإحتياجات والحلول والمساهمة في نشرها وتداولها والإستفادة منها.
من جانبها استعرضت مديرتا مؤسستي مناهل الحديدة للتنمية أسماء طاهر حبيش والمتحدون للتأهيل والتنمية شريهان العبسي لمحة عامة عن التشبيك والتنسيق بين منظمات المجتمع المدني وعن أهمية دور المرأة وتمكينها.
وكان مسؤول قطاع الصحة والتغذية بفرع المجلس نشوان أحمد قد تناول في تقريرا شاملا حول الوضع الصحي في المحافظة.
وأوضح التقرير عن معاناة 3 ملايين شخص في المحافظة من ضعف الوصول للخدمات الصحية الاولية والأساسية بسبب العدوان منهم 114 الف نازح بحاجة ماسة للرعاية الصحية ناهيك عن توقف مايقارب 90 % من عمل المرافق الصحية ، فيما بلغ المصابين بالثلاسيميا نحو 3 الآف و 104مرضى ، والفشل الكلوي 814 مريض ، والسرطان ألف و500 حالة ، فيما بلغ عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد 74 الفا و386 طفلا.
مضيفا أن 50% من مناطق محافظة الحديدة تفتقر إلى خدمات الطوارئ التوليدية ، و90 % من المرافق الصحية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الضرورية لمكافحة الأوبئة والأمراض.
وكان اللقاء أثري بالنقاش والمداولات مع ممثلي منظمات ومؤسسات المجتمع المدني وأشادت جميعها بدور فرع مجلس الشؤون الإنسانية الإيجابي والداعم لتسهيل مسار العمل الإنساني في المحافظة للتخفيف من الأزمة الإنسانية التي تمر بها.
كما خرج اللقاء بعدد من التوصيات تمثل ابرزها في مناصرة قضايا المراة والطفل والمطالبة باطلاق سفن المشتقات النفطية وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية ما يرتكبه العدوان من ممارسات وجرائم بحق الشعب اليمني وتشكيل اتحاد او ائتلاف او منسقية للمنظمات تحت مظلة واحدة.
إلى ذلك أقتتح مدير فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشئون الانسانية معرض فوتوغرافي حول جرائم العدوان الأمريكي السعودي في اليمن خلال ست سنوات.
ينظم المعرض قرابة 50 منظمة ومؤسسة مجتمع مدني بعموم مديريات المحافظة.
عكست صور المعرض الكارثة الإنسانية في اليمن وما أرتكبه تحالف العدوان من جرائم بحق المدنيين واستهدافه للمنشآت الخدمية والمطارات والأحياء السكنية، وما خلفه العدوان والحصار من أوضاع كارثية على أطفال اليمن والمحافظة.
وأشاد الرازحي بمستوى تنظيم المعرض ومحتوياته، وبجهود القائمين عليه.
وبحسب المنظمون فإن المعرض يهدف إلى جذب اهتمام المجتمع الدولي إزاء ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم وحصار وإغلاق للمطارات ودعوة مجلس الأمن الدولي للتدخل السريع لوقف العدوان ورفع الحصار.
حضر اللقاء وافتتاح المعرض مدير مديرية الحوك جماعي سالم مصوفي وامين عام مديرية الميناء حسن رسمي ومديرا مكاتب الشئون الاجتماعية والعمل الدكتور عبدالرحمن الصايغ وهيئة حماية البيئة المهندس فتح الجبلي ونائب مدير فرع المجلس عبدالله محمود الأهدل وعدد من ممثلي المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني بالمحافظة.