وإذا ما انتقلنا للحديث عن حسابات الخسائر التي تكبدها تحالف العدوان طيلة الست السنوات الماضية من عمر العدوان والحصار، والخسائر والأضرار التي خلفها العدوان والحصار، فإننا نتحدث عن خسائر تجرعها العدوان في صفوف جنوده ومرتزقته، وكلفة الحرب الباهظة جدا التي دفعها وما يزال، حيث سقط من جيش ومرتزقة العدو السعودي بحسب الإحصائيات الأولية أكثر من 10403 جنود وضباط بين قتيل ومصاب بينهم قيادات عسكرية بارزة، فيما كان نصيب العدو الإماراتي أكثر من 1240 جندياً وضابطاً بين قتيل ومصاب، فيما بلغ نصيب المرتزقة السودانيين أكثر من 8634 قتيلاً ومصاباً، في حين تشير الإحصائيات إلى سقوط أكثر من 226 ألفاً و615 بين قتيل ومصاب من المرتزقة اليمنيين بينهم قيادات عسكرية كبيرة، سقطوا دفاعا عن السعودية والإمارات ومشاريعهما التآمرية الإجرامية الاستعمارية في اليمن .
وعلاوة على هذه الخسائر البشرية، فقد تكبدت قوى العدوان السعودي الإماراتي خسائر مادية هائلة، أسهمت مجملها في ركود الاقتصاد السعودي والإماراتي وتسببت في ارتفاع نسبة العجز في موازنتهما المالية وارتفاع معدل التضخم، وارتفاع نسبة البطالة، وتراجع مستوى دخل الفرد بصورة غير مسبوقة، مما دفع بهما للذهاب نحو معاقبة شعبيهما من خلال رفع الضرائب وزيادة أسعار المشتقات النفطية والمواد الاستهلاكية الأمر الذي أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والتضييق على المواطنين في معيشتهم، وفرض إتاوات مجحفة على العمالة الوافدة، علاوة على تسريح الكثير منها تحت شماعة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بهما، جراء إهدارهما ثروات وممتلكات شعبيهما على الحرب الإجرامية التي تخوضانهما ضد اليمن واليمنيين والتي تقومان بتنفيذها بالوكالة عن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
وفيما يخص الخسائر والأضرار التي تكبدتها بلادنا خلال ست سنوات من العدوان والحصار، كشف مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية في إحصائية صادرة عنه عن سقوط ما يقارب 43.593 مواطنا بين شهيد وجريح، حيث بلغ عدد الشهداء 17.097 مواطنا بينهم 3.821 طفلا، و2.394 امرأة ، و10.882 رجلا، بينما بلغ عدد الجرحى 26.496 مواطنا، بينهم 4.183 طفلا، و2.815 امرأة و19.498 رجلا، وحرص العدوان منذ شن غاراته الأولى على استهداف البنية التحتية بشكل مباشر ، مجسدا نزعته العدائية المشبعة بالحقد والإجرام والتوحش .
حيث استهدف العدوان كل ما هو جميل على أرض الوطن، وبحسب مركز عين الإنسانية فقد دمر العدوان 15 مطارا، و16 ميناء، و307 محطات ومولدات كهرباء، و551 شبكة ومحطة اتصال، و2.288 خزاناً وشبكة مياه، و1.978 منشأة حكومية، و4.764 طريقاً وجسراً، و3.95 مصنعا، و292 ناقلة وقود، و 11.387 منشأة تجارية، و416 مزرعة دجاج ومواش، إضافة إلى 7.495 وسيلة نقل، و464 قارب صيد، و904 مخازن أغذية ،و394 محطة وقود، و680 سوقا، و815 شاحنة غذاء، ولم تسلم حتى منازل المواطنين حيث دمر طيران العدوان أكثر من 571.190 منزلاً، ووصل حقدهم وإجرامهم إلى حد استهدافهم للمساجد حيث دمروا ما يقارب 1413مسجدا، كما دمروا 178 منشأة جامعية، و367 منشأة سياحية، و390 مستشفى ومرفقاً صحياً، وكذلك 1.102 مدرسة ومركز تعليمي، و7.191 حقلا زراعيا، و134 منشأة رياضية، و247 موقعا أثريا، و48 منشأة إعلامية .
بالمختصر المفيد، كل هذا الصلف الإجرامي الوحشي الذي طال المدنيين الأبرياء والذي طال البنية التحتية وأتى على الاقتصاد الوطني وتسبب في خلق أكبر أزمة اقتصادية وأخطر كارثة إنسانية في تاريخ اليمن، لا مبرر له ولا يخدم سوى المشروع الأمريكي -الصهيوني وتعزيز نفوذهما وترجمة لأهدافهما الاستعمارية الاستغلالية، ولذا كان من الطبيعي أن تتوحد الجهود وتتكاتف في الجبهة المقدسة، جبهة الدفاع عن الأرض والعرض والشرف والكرامة للأخذ بالثأر والانتصار للمظلومين وردع المعتدين وتأديبهم، وتعزيز روح الصمود والثبات والمواجهة والتحدي حتى يكتب الله النصر .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وجمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله .