نظمت اللجنة الزراعية والسمكية العليا ومؤسسة بنيان التنموية، زيارة توعوية إلى مديرية الطيال محافظة صنعاء تنفيذا لتوجيهات السيد القائد والقيادة السياسية حول تفعيل الجبهة الزراعية في مختلف محافظات الجمهورية.
الثورة / يحيى الربيعي
وفي الزيارة ألقى رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا إبراهيم المداني كلمة أكد فيها أهمية الزيارة التي تأتي في إطار العمل على تحريك الجبهة الزراعية التي دعا إلى دعمها والاهتمام بها السيد القائد، والقيادة السياسية، حيث قال “الزراعة هي واجبنا وقد توارثها أسلافنا أبا عن جد.. سلفنا كانوا أعظم مما نحن فيه الآن، أجدادنا في السابق زرعوا الحقول كلها، نحن اليوم لا نزرع 50% من المساحات الزراعية التي كان يزرعها آباؤنا وأجدادنا بالأيادي والبقر، لدينا إمكانيات من معدات وحراثات وأدوات زراعية، ومع ذلك لا نزرع سوى 50%.”.
وواصل رئيس اللجنة الزراعية العليا ” في هذه الأزمة، وفي ظل عدوان عسكري، وعدوان اقتصادي، نتراجع إلى الخلف زراعيا وعلى مستوى الجمهورية.. الخارج ادخل لنا “شوية” بواخر بر وقمح.. خلاص، صرفنا النظر عن خيرات بلادنا، والجيد منا جاءت له (فيزا) سرح يغترب في الخارج وترك أرض أبيه وجده.”
واستعرض “اليوم نريد أن يكون توجهنا كبيراً في الجانب الزراعي.. اليوم لقمتنا الأساسية من هذه الجرب.. نحن في حصار له ست سنوات، ويمكن يتضاعف زمن أطول، هل ننتظره يطول، نراعي لهم يعطونا أم نعود لأراضينا؟ الجواب مهم جدا.. صاحب العنب يزرع، وصاحب كذا وكذا.. إلخ على الجميع أن يهتموا كما تعلموا من الأسلاف.. كل مزارع يهتم بأرضه.. يتحرك في زراعة البر.. يتحرك في زراعة الأعلاف، لا بد من ثورة عارمة وكبيرة في هذا المجال، والله سبحانه وتعالى كريم؛ نحرث، وهو الزارع، هو من سينزل الغيث ويسقي الحرث، وهو من سيسقي الأشجار ويزيل عنها الآفات والأمراض، هو من يسدي النعم ويبارك في الثمار، لكن عندما لم نهتم بالأرض وتركناها قلَّت الأمطار، وقلَّ الخير، ظهرت الآفات وحلت الأمراض”، متسائلا “إذا لم نتجه بجهودنا في الحرث، فمن بالضبط سيحقق لنا أهدافنا؟ هل نظل نشتري من الخارج؟ كم قيمة فاتورة ما نستورد من الخارج؟ نشتري من الخارج بحوالي 5 مليارات دولار سنويا، ما يعادل 300 مليار ريال.. أليس هذا باطل؟ كل ما يقدم على موائدنا يأتي من الخارج، هل يصح هذا؟ لا، بالتأكيد ذلك غير صحيح.. خبزنا والإدام، مدخلات الدجاجة من الخارج! هذه كارثة”.
ولفت “نحن أمة عرفت عبر التاريخ بأنها من تصدر خيراتها إلى أنحاء العالم، يجب أن تفهم أهمية أن تكون لقمتنا مما نزرع، وثوبنا مما نصنع، نحن أهل إيمان وحكمة يذكر التاريخ أن اليمن وصفت بالبلدة الطيبة والأرض السعيدة.. إذن، ما علينا سوى أن نتحرك”، منوها “أمس في الجوف تحرك الناس هناك.. حرثوا، وزرعوا، واليوم يبلغونا أن إنتاجية الهكتار الواحد بلغت 6 أطنان من القمح، بزيادة 4 أطنان عن المواسم السابقة، نعمة من الله، لماذا حصل هذا؟ لأن الناس تحركوا وتوكلوا على الله، وكانوا صادقين مع أنفسهم، فزاد الله في ثمارهم جودة، ما هي مثل حق البلدان المصدرة تحصل نتيجة كثرة الأسمدة، وإنما بركة ومصداق لقوله تعالى “ولئن شكرتم لأزيدنكم”.. إذن، الله يريد منا أن نتحرك، وهو بيده النعم كلها.. الله يريد أن نصدق.. مضيفاً “المجاهد يضحي برأسه في الجبهات، ويسرح بعده أخوه، أو ابنه، ويستشهد الأول والثاني والثالث، وما هو منتظر منهم جزاء ولا شكورا غير الرقي إلى مرتبة الشهداء، أما نحن- هنا- ففي جبهة زراعية، هي جبهة العافية، جبهة فيها بر، وسمن، وعسل، ومرق، يا نعمتاه!! جبهة ما مطلوب منا فيها غير نتحرك ونتكاتف”.
وأهاب “العمل الفردي غير مجد، لأن الحكمة في العمل الجماعي.. لذا، لا بد من التحرك لتشكيل اللجان الزراعية من أبناء القرية ليتم تنظيم عملية التحرك وترتيب أولوياتها لضمان نجاح الهدف وتحقيق التواصل مع الجهات المعنية”، منوها “من مهام اللجنة الزراعية تنسيق العلاقة بين المزارعين والدولة لتأمين الخدمات التسويقية وضمان الحصول على أسعار مناسبة، والتحكم بالوارد من المنتجات الزراعية”، مؤكدا ” سيتم بناء على ما ترفعه اللجان من إحصائيات إنتاج المزارع المحلية خصم الكميات من فاتورة الاستيراد وإلزام التاجر بشرائها من المزارع اليمني بنفس السعر الذي يستورد به المنتج الخارجي”.
العمل الجماعي
المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية بدوره أضاف “اللجان الزراعية في المديرية دورها هو تحقيق قفزات نوعية في التنسيق بينها وبين الجمعيات التعاونية التي شكلت والتي من خلالها سيتم التواصل مع المزارعين، ومن خلالها سنحضر الخبراء الزراعيين، ونعطيهم أفكاراً، وننسق بينكم وبين المشترين، ومحلات المبيدات، والأسمدة، والمعدات الزراعية، ومن خلال هذه الجمعيات سيفرض المزارع شروطه على التاجر والممول.. يمكنه أن يشتري معداته وما يحتاج من المبيدات والأسمدة بالشروط التي يراها مناسبة، ويبيع منتجاته الزراعية بـأسعار مجزية.. أما أن يظل الأمر كما يقال “سدح مدح”؛ كل مزارع يتحرك بمفرده، فالمحتمل أن يستغله الممول، ويضحك عليه التاجر.. عندها يرجع اللوم علينا أو على الدولة.. بالتأكيد، لن يكون بمقدورنا ولا بمقدور الجهات الرسمية التعامل مع عشرة ملايين مزارع فردا فردا”، مؤكدا “تفعيل هذه الخدمات على أرض الواقع يتطلب من الجميع أن ينتظموا في مكونات موحدة، وأن تتكاتف الأيدي، وتنشط حركة اللجان على مستوى المحافظات فالمديريات والعزل والقرى، ويتحرك معها المجتمع”.
وأضاف “اللجان الزراعية دورها شبيه باللجان الشعبية، ما هي مكاتب ونظام إداري، ولوائح…إلخ، دورها أن تتحرك في أوساط المجتمع، تحفز المجتمع، تستثمر موارد المجتمع، لا تتحول إلى حكومة.. أبدا ليست حكومة! مدير المديرية رئيس اللجنة الزراعية داخل اللجنة الزراعية هو شعبوي مجتمعي.. مدير مكتب الزراعة يمثل الحكومة (صح) يتبع وزارة الزراعة، لكنه في اللجنة الزراعية عضو شعبوي، جندي يعمل ليل نهار، خميس وجمعة، يتصرف وفق الإمكانيات المتاحة في موقع المشكلة، لا ينتظر قراراً من أحد، الحل الممكن والمتاح هو القرار المناسب في اللجان الزراعية.. اللجان الزراعية عملها ميداني ومتواصل، لا تبحث عن مكاتب ولا يقف أعضاؤها مكتوفي الأيدي، هم معنيون بالتحرك والبحث عن حل أو التواصل مع لجان أعلى في حالة انسداد الأفق في موقع المشكلة هناك استعانة باللجان المماثلة أو الأعلى.. في عمل اللجان الزراعية لا يوجد شيء اسمه عجز، هناك تحرك.. اللجان الزراعية مثل ذي القرنين لا يعطوا أحداً شيئاً، وإنما يرشدوا الناس إلى كيف يعملون، كيف يتحركون داخل المجتمع، ويحفزوا الناس.. قال ذو القرنين: فأعينوني بقوة، ونحن نقول لكم: أعينونا بقوة نجعل بينكم وبين البياض الزغبي سدا؟، هذا التحدي الأول: القضاء على البياض الزغبي، والتحدي الثاني: تنظيم عملية التسويق، ومنع الاستيراد على قدر ما تنتجوا، وإن شاء الله نصدر الفائض”.
حملة مجتمعية
أما مدير عام مكتب الزراعة في محافظة صنعاء المهندس علي القيري، فقد أوضح “نمر بمرحلة ثورة زراعية دعا إليها السيد العلم والقيادة السياسية، وتهدف هذه الثورة إلى إحداث تنمية زراعية في ربوع اليمن، ومن أهم أهدافها تفعيل المجتمع كي يصبح قادرا على تحقيق مطالبه بما يملك من الامكانيات البشرية والمادية.. وأضاف “لا بد من تفعيل اللجان الزراعية التي تم تأهيلها في الورشة المنعقدة بالمديرية خلال الأسبوع الماضي.. أعضاء اللجان الزراعية عليهم دور مهم، فهم من يعول عليهم إنجاح الثورة الزراعية”.
وأكد ” كلفنا ثلاثة باحثين أحدهم من مؤسسة بنيان واثنين من البحوث الزراعية للنزول لدراسة التربة وفحص المحاصيل، وعمل توصيات عن الآفات الزراعية والحشرات والأمراض، وسنبدأ بالعمل على تنفيذها فورا”، وهناك حملة رش مجتمعية، وعلى مزارعي المنطقة توفير وسائل النقل والخزانات الخاصة بالرش، وسيوفر المكتب المبيدات”.
وفيما يخص أضرار السيول، ومشاكل السدود، وغيرها من المشكلات التي طرحها الأخوة المواطنون، أكد القيري “هذه قضايا صارت من أولويات مهام اللجان الزراعية، المشكلة في أبناء المنطقة، ووفق الآلية المتبعة سيتم تفعيل المبادرات المجتمعية وتحفيز المشاركة الشعبية ثم بجهود الجميع سيتم التغلب على كل المشكلات العالقة وما يستجد من معوقات”.
محل تقدير
مدير مديرية الطيال بمحافظة صنعاء هلال معيض بدوره شكر الحضور على اختيارهم مديرية الطيال مديرية زراعية نموذجية، وهي محل تقدير لما أنجزته من مبادرات مجتمعية كبيرة في مسح الطرق وكذلك فتح قنوات للري الزراعي بطول 9كم بجهود وإمكانيات ذاتية وهي منطلقة نحو المزيد، منوها بأن الطيال هي المديرية الأولى في زراعة اللوز، بالإضافة إلى ما يزرع فيها من أصناف كالعنب والحبوب، مشيرا إلى أن المديرية سباقة إلى الجهاد في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، مؤكداً مضي المجتمع الزراعي في الطيال لترجمة توجيهات القيادة الثورية والسياسية للنهوض بالقطاع الزراعي بتفعيل المبادرات وتعزيز المشاركة المجتمعية لدعم الجبهة الزراعية وإيجاد تنمية ونهضة زراعية ناجحة.
معركة الفهم
من جهته أوضح عضو مجلس الشورى عبدالله العليفي “في هذه الساعات نعيش مرحلة ثورة.. مرحلة جهاد، الكل يجاهد في ميدان عمله”، مهيبا “الناس يجب ألا يركنوا إلى البعض من الذين جندوا أنفسهم مع الشيطان بالركون إلى الكسل والخمول ولم يكتفوا بضياع أنفسهم بل باتوا مثبطين لعزائم الآخرين كي يكونوا مثلهم فيحجبونهم عن رؤية الحقيقة.. حقيقة أن اللجنة الزراعية ومؤسسة بنيان التنموية مشروع شعبوي حضاري من الواجب التفاعل معه، لأن فيه خير الأمة، متسائلا: لم لا تكون خيرا وهي تنبع من المواطنين وعائد نشاطها إليهم، لافتا إلى وجوب تفعيل ودعم المشاركة المجتمعية، مؤكدا “كل منا لا بد أن يعتبر نفسه مجاهداً مع الوطن، الجندي مجاهد في مترسه، المزارع في مزرعته، والكاتب بقلمه، والصانع في مصنعه، في العلم، في الثقافة، أو في مواجهة الحرب النفسية التي يشتغل عليها ويروج لها الأعداء.. على الجميع أن يدركوا أن أهم معركة أمامنا هي معركة الفهم، كيف يعرف الفرد منا من هو عدوه، ومن هو صديقه، أما إذا جهلنا أو تجاهلنا فسيتمكن العدو من أن يستخدمنا، ومن ثم يقوم بتدميرنا”.
وأكد العليفي “نحن نقول لكم اليوم إن اليمن أمة مستهدفة أرضا وإنسانا وتراثا ودينا وأخلاقا، مستهدفة في جميع الجوانب.. لذلك نناشد كل حر غيور على أرضه، وعرضه، وإنسانيته.. نناشد كل إنسان عنده ضمير أن يحدد موقعه في المعركة بالطلقة أو الكلمة.. بالمال والنفس.. الكل لا بد أن يجاهدوا كل من موقعه.. الكل لا بد أن يكونوا كتلة واحدة في وجه هذا الصلف الصهيو-أمريكي بريطاني وأذيالهم تحالف الشر السعو-اماراتي ومرتزقته.. ولا نامت أعين الجبناء.
وفي حفل الترحيب الذي تقدمه أعيان ومشائخ وأعضاء اللجان الزراعية والجمعيات التعاونية وأعضاء المجالس المحلية والشخصيات الاجتماعية في المديرية عبّر المواطنون عن عظيم شكرهم وتقديرهم لهذه اللفتة الكريمة التي تعد الأولى من نوعها منذ زمن طويل، مؤكدين استعدادهم التام للتحرك في الجبهة الزراعية، ومواصلة البذل والعطاء بالمال والرجال في جبهات التصدي لقوى الاستكبار الصهيو-أمريكي والدفاع عن الأرض والعرض ضد تحالف العدوان السعودي الاماراتي وأذنابهم من المرتزقة.
ملحوظة:
(تم الاحتفاظ باللهجة المحلية المستخدمة في الخطاب المباشر إلى الجمهور لتحقيق مزيد من الفائدة في أوساط المجتمعات الزراعية).