تقاطر اليمنيون إلى مختلف الساحات والميادين في أمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية ليرسموا لوحة عنوانها الإصرار والتحدي والثبات على الموقف المناهض لمخططات الاحتلال وفرض الوصاية الأجنبية، في الذكرى السادسة لليوم الوطني للصمود في مواجهة العدوان.
أكثر من 20 ساحة اكتظت بجموع المشاركين في ساحات الصمود بمختلف المدن اليمنية ، مؤكدين أن الشعب اليمني في موقع الدفاع عن النفس ابتداء من يوم 26 مارس 2016م حينما شنت طائرات العدوان غارات الغدر على التجمعات المدنية الآهلة بالسكان وارتكبت الجرائم البشعة بحق الشعب اليمني.
الثورة / خالد النواري
الطوفان اليمني الهادر غمر الجبل والساحل ، فكان عند مستوى المناسبة التي تشكل منطلقاً لأبناء الشعب قاطبة ليجددوا العهد على المضي في مواجهة العدوان والتنكيل بأعوانه ومرتزقته وتلقينهم دروساً في الصمود والذود عن تراب الوطن..
وفي استهلال العام السابع من الصمود ، أكد الشعب اليمني التمسك بقضيته العادلة ومواقفه المناهضة للعدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الغاشم الذي سعى لإهلاك الحرث والنسل وتدمير المقدرات والبني التحتية وانتهاج سياسة الحصار والتجويع واستهداف الطفولة .. وهي الجرائم التي حركت مشاعر الملايين من أبناء الشعب فانطلقوا إلى مختلف الجبهات ثأراً لدماء الأبرياء للاقتصاص من المجرمين والمعتدين، مستعينين بالله عز وجل ومتوكلين عليه وهو خير الناصرين.
كما جسدت مسيرات الصمود الالتفاف الشعبي الكبير خلف القيادة الثورية والسياسية والاستعداد لتنفيذ كافة الخيارات الإستراتيجية التي تراها القيادة مناسبة لردع العدوان وإجباره على إنهاء غطرسته وإيقاف عدوانه وحصاره على الشعب اليمني ، كما أكدت الجهوزية العالية لمواجهة كل مناورات العدو الساعية للالتفاف على المطالب العادلة لشعبنا العزيز وانتزاعها بقوة الله بعيداً عن مساومات الأعداء التي تعكس همجيتهم وتجردهم عن كل المبادئ والقيم.
وفي ذكرى اليوم الوطني للصمود كان الشعب اليمني عند مستوى ثقة قائده السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي –سلام الله عليه- الذي أقام الحجة على العدو معتمداً على الله ومستنداً إلى يقظة اليمنيين الشرفاء الأحرار بمختلف أطيافهم على امتداد خارطة الوطن ، الذين يشكلون الرهان الحقيقي ومنه يستمد أبطال الجيش واللجان الشعبية قوتهم بفضل صمودهم الأسطوري خلال السنوات الست الماضية التي كان العدو يراهن خلالها على اختراق الجبهة الداخلية عبر محاولة إشعال الفتن واستثمار الأزمات الاقتصادية الناتجة عن العدوان والحصار ، لكن يقظة أبناء الشعب وإدراكهم لحجم المؤامرة كان سدا منيعاً تحطمت عليه كل محاولات العدو وكان الشعب خير سنداً لقيادته وجيشه ولجانه الشعبية بتفانيهم في الدعم المادي والمعنوي ورفد الجبهات بالمال والرجال وبذل الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الحق وإزهاق الباطل وأهله ، لترتسم بشائر النصر في الأفق ويتحقق التمكين والتأييد الإلهي للشعب اليمني المعتدى عليه الذي يقف في موقف الحق مستعينا بقوة الله تعالي للتصدي للطغاة المعتدين والمستكبرين الذين تولوا أمريكا وإسرائيل ، لينجز الله وعده بالنصر والتمكين لعباده الصالحين بإمكانات محدودة متجاوزين كل المعوقات والظروف الصعبة وفارق الإمكانات الهائلة مع المعتدين الذين انكسروا يجرون أذيال الخيبة تحت الضربات المحكمة لرجال الرجال في مختلف الثغور وميادين العزة والشرف التي سطرت بسالة المقاتل اليمني وتفوقه على أحدث الآليات العسكرية التي تحولت إلى حطام بحول الله وقوته.
الصورة الجميلة التي رسمها أبناء الشعب اليمني أمس في ساحات الصمود جسدت الهوية الإيمانية اليمانية النابعة من الهوية القرآنية وهي التي تفسر سر الصمود اليمني وقدرته على الاستمرار في مواجهة العدوان الكوني طوال السنين الست الماضية وهو اللغز الذي حير العالم الذي يستغرب من تمكن هذا الشعب البسيط في مواجهة عدوان تقوده أكبر الدول المصنعة للسلاح في العالم وتموله أغنى الدول النفطية ، ليؤكد الشعب اليمني أنه غير تلك المعادلة وأكد أن سلاح الإيمان والقضية العادلة أقوى من أحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً ، وبفضل التوكل على الله والاعتماد عليه وفي ظل القيادة الثورية التي تعاملت مع العدوان بحكمة وحنكة عالية وساهمت في تحقيق النجاح في مختلف المجالات وصولاً إلى مرحلة متقدمة من الاكتفاء الذاتي والتغلب على الحصار الاقتصادي المفروض على أبناء الشعب الذي تحول إلى عنصر دافع للاعتماد على الذات وابتكار طرق بديلة وصولاً إلى التصنيع الحربي الذي أثمر عن ترسانة حربية شكلت سلاح ردع غير موازين المعركة.
وبعدما كان العدوان يحلم بإنهاء الحرب خلال أسابيع أو شهور ، بات اليوم يشاهد ملايين اليمنيين وهم يحتشدون في مختلف المدن اليمنية مدشنين العام السابع للصمود ، حاملين الأعلام الوطنية والشعارات الرافضة للتدخل الأمريكي الصهيوني السعودي والمؤكدة المضي حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن من دنس الغزاة والمحتلين والمرتزقة والمجرمين.
لقد جسدت مسيرات الصمود الرسالة التي بعث بها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير “قادمون في العام السابع من موقع متقدم على مستوى التصنيع العسكري والتقدم الميداني والوعي الشعبي والزخم العسكري والإنجاز الأمني والصمود الاقتصادي والثبات السياسي والالتزام بالموقف الإيماني” ، مؤكدين للعالم أجمع أن اليمن بعد مضي ست سنوات من العدوان باتت في وضعية أقوى وأفضل على مختلف المجالات ، وفي موقع يؤهلها بشكل أكبر للمواجهة وتحقيق الانتصارات أكثر من أي وقت مضى.
ولم تغفل البيانات الصادرة عن مسيرات الصمود أن اليمن كان ولا يزال في موقف الدفاع عن النفس ولم يكن بادئا في هذه الحرب، وهو مستمرٌ في مواجهة المعتدين ، وأن المواجهة المفروضة على شعبنا أكسبته قوةً من ضعف، وأورثت دولَ العدوان والنظام السعودي المعتدي ضعفا ووهنا على وهن ، ويتحمل من أعلن العدوان وفرض الحصار عواقب أفعاله، وتبعات الجرائم التي ارتكبها بحق أبناء الشعب اليمني.
وثمن أبناء الشعب اليمني الانتصارات العظيمة التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والشرف من موقف الدفاع المشروع وتحقيق ضربات مسددة في عمق دول العدوان.
واعتبر المشاركون في المسيرات أن الحصول على المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية والمواد الأساسية استحقاقٌ إنساني وقانوني غير خاضع للمقايضة بأي شروط عسكرية أو سياسية ، مطالباً القوات المسلحة والقوة الصاروخية والطيران المسير بالرد بالمثل على استمرار إغلاق مطار صنعاء وتعطيل ميناء الحديدة من خلال استهداف مطارات وموانئ دول العدوان.
وجددت مسيرات الصمود حث دول العدوان على وقف عدوانها وفك حصارها بشكل كامل وشامل، ونحن كشعب يمني مع سلام حقيقي يضمنُ سيادة اليمن وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه.
تصوير/عادل جويس