رفض شعبي للتواجد الأجنبي في المحافظات المحتلة .. والقادم«برَّع يا استعمار»

ما الذي حققه الوكلاء الإقليميون والمرتزقة المحليون للمشروعات الاستعمارية الغربية والصهيونية؟!
قوات بريطانية وأمريكية تتواجد في عدد من المناطق المحتلة بذريعة مكافحة الإرهاب
البريطانيون يعيدون استنساخ ذريعة السفينة “دريارولت” لتبرير احتلالهم الجديد
الكيان الإسرائيلي يدعم الانفصال علناً وعينه على الجزر والمضيق

أثبتت ست سنوات، من الصمود اليمني في وجه العدوان الغاشم، فشل الوكلاء والعملاء المحليون والإقليميون لقوى الاستكبار العالمي على كل المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها في كل مناحي الحياة.
وأثبتت الأيام أن عدوانهم -طيلة السنوات الست الماضية- لم يوصلهم إلى أهدافهم التي دفنها شعب اليمن الصامد والمكافح في وجه غطرسة أعظم قوى في العالم حركت كل إمكانياتها وقدراتها ضد الشعب اليمني طيلة ست سنوات من الفشل الذريع.
وأمام ما تحقق لهم من فشل في جميع النواحي وخصوصاً للوكلاء والعملاء من السعوديين والإماراتيين والمرتزقة المحليين يحاول الأصلاء الذين يستهدفون بلادنا -وهم قوى الاستكبار العالمي أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وقوى الغرب المعتوهين- التدخل بشكل مباشر في العدوان على اليمن الذي لن يمكنهم من تحقيق أطماعهم.
فهم اليوم يحاولون التدخل بشكل مباشر من خلال استقدام قوات إسرائيلية وبريطانية وأمريكية إلى الأراضي والجزر اليمنية حيث تم وصول ضباط وخبراء إسرائيليين إلى جزيرة سقطرى وجزر يمنية أخرى إلى جانب القوات الأمريكية والبريطانية في الجزر والمحافظات اليمنية حيث تتواجد قوات أجنبية في محافظة شبوة وخصوصا منطقة بلحاف وقوات أخرى في عدن والمكلا والمهرة حيث يحاولون التموقع وإقامة قواعد عسكرية في المحافظات المحتلة.
الثورة / محمد دماج

بعد ست سنوات من الفشل الذريع والهزائم النكراء لدول تحالف العدوان أدركت أمريكا أن أدواتها في المنطقة، وعلى رأسهم السعودية والإمارات عاجزة عن تحقيق أي هدف من الأهداف الأمريكية في اليمن، فالشعب اليمني يزداد كل يوم قوة وعنفوانا وتطوراً غير مسبوق، فهل ستلقي بنفسها –أي أمريكا- في معركة اليمن لتلحق أدواتها إلى مزبلة الخزي والعار؟

تحركات للسيطرة على الثروة
تحركات حثيثة للقوات الأمريكية والبريطانية في المحافظات المحتلة، وسيطرة على السواحل اليمنية الممتدة من بحر العرب جنوباً إلى البحر الأحمر غربا.
عمليات إنزال لقوات المارينز الأمريكي في جزيرة سقطرى تلتها عمليات إنزال أخرى في ميناء بلحاف النفطي بمحافظة شبوة استعدادا للسيطرة عليه، وإقامة قواعد عسكرية في المحافظة تخدم التوجه الأمريكي الرامي إلى السيطرة على ثروات اليمن النفطية، كما فعلت في العراق وسوريا بمبرر دعم المعارضة السورية ضد النظام السوري، وما لبثت تلك المعارضة أن تحولت إلى جماعات إرهابية تعهدت –أيضا- الولايات المتحدة بالقضاء عليها.
على الصعيد اليمني، ثمة نوع من الوضوح في أن الولايات المتحدة اختارت اليمن لتمويل عملياتها من عائداته مستقبلا، فقد سبق لها وأن شيدت قواعد على الجزء الآخر من الساحل اليمني وتحديداً في الساحل الغربيـ حيث ذكرت تقارير إنه يتم إنشاء قواعد في حنيش وزقر وميون.. في حين اختارت بريطانيا مسار الأمم المتحدة لتنفيذ أجندتها هناك.. والحليفان يعملان على تغذية الانقسام في اليمن ويسعيان لتوسيع قاعدة الحرب وخلق أطراف جديدة وإدامة الصراع لوقت أطول، وهذا ما يعزز المخاوف من تحريك الأوراق الإرهابية خصوصا بعد كشف نائب وزير الخارجية في صنعاء حسين العزي عن مخطط لإغراق الجنوب بالإرهاب، والظهور الأخير لداعش خير دليل على هذا التوجه.

قوات أمريكية في شبوة
وخلال سنوات العدوان الماضية وصلت قوات أمريكية إلى شبوة وميناء بلحاف، حيث كشفت وسائل إعلام محلية أن قوة أمريكية يصل أفرادها إلى “110” جنود وصلت ساحل بلحاف في شبوة معززة بـ10 طائرات بلاك هوك و30 مدرعة هارفي إضافة إلى 4 أنظمة دفاع جوي، نوع باتريوت، وغرفة عمليات ميدانية متكاملة وصلت إلى ساحل بلحاف بمحافظة شبوة.
ونقلت مصادر أن بارجتين حربيتين أمريكيتين، رستا في ميناء بلحاف، أهم موانئ تصدير الغاز المسال في اليمن.
التحركات الأمريكية المكثفة، في المحافظات اليمنية المحتلة والتهيئة لبناء قواعد عسكرية أمريكية على الأراضي اليمنية، تؤكد التدخل الأمريكي المباشر في الحرب على اليمن، كما تؤكد هذه التحركات حقيقة العدوان على اليمن وأنه أمريكي- إسرائيلي بامتياز.
القوات الأمريكية المتواجدة في ميناء بلحاف النفطي بدأت تحركاتها العسكرية في اليمن بمرافقة قوات إماراتية، في خطوة اعتبرها مراقبون سالبة لحقوق اليمنيين، منتهكة للسيادة، إلى جانب كونها تجاوزاً لمن يدعون الشرعية والقابعون في فنادق الرياض.
مصادر محلية في محافظة شبوة أكدت أن “قوات الولايات المتحدة، أوقفت عمليات الاصطياد في المياه الإقليمية على الساحل الشرقي لليمن، بالتزامن مع إعلان الإمارات عن بدء تدريبات مشتركة”.
وقالت المصادر إن “ما يُقارب 3000 صياد يمني يُمنعون من الإبحار في مياه خليج عدن للاصطياد، وتلقوا تحذيرات من مغبة الاقتراب من مناطق تبحر فيها بوارج أمريكية”.
وبالتزامن تحركت قوات الاحتلال الإماراتية وفي عملية عسكرية مفاجئة من معسكر العلم الواقع على مشارف مدينة عتق بمحافظة شبوة، إلى ميناء بلحاف الذي تتخذه الإمارات قاعدة عسكرية بالتنسيق مع الفرنسيين الذين يديرون شركة توتال في بلحاف، ويأتي ذلك بالتزامن مع وصول قوة أمريكية لتأمين واستقبال قوات من المارينز الأمريكي قادمة من أفغانستان، على نحو يؤكد التنسيق بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، لبسط الأخيرة سيطرتها على سواحل اليمن.
وصول قوات أمريكية إلى بلحاف في شبوة يتزامن مع أنباء عن وصول قوة مماثلة إلى عدن، مكونة من 450 عسكريا أمريكيا وبريطانيا، في مهمة مبهمة، تزعم قيادات ما يسمى ” المجلس الانتقالي الجنوبي” أنها “لمكافحة التنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن” في وقت لا تشهد المحافظات الجنوبية انحساراً في نشاط تنظيم “القاعدة” أو “داعش”.
ووفقا لمحللين عسكريين فإن انتشار القوات الأمريكية في اليمن يأتي بعد الاتفاق الذي أبرمته الولايات الأمريكية مع حركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، والذي يقضي بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، حيث اعتبر ترامب تواجدها هناك لا يعود للأمريكيين بأي فائدة تُذكر، وهو ما دفعه لتحويلهم إلى اليمن للسيطرة على المناطق اليمنية الغنية بالنفط.
في حين لم يصدر عن حكومة فنادق الرياض أي تعليق على هذه التحركات العسكرية إلى كل من عدن وبلحاف في شبوة، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشراً على علمها “بوصول هذه القوات، وتم التنسيق بشأن وصولها في زيارة لوفد أمريكي عسكري إلى عدن في يونيو الماضي ولقائه الفار هادي في الرياض، ضمن ترتيبات نشر قوات أمريكية إضافية بجانب المتواجدة في قاعدة العند بمحافظة لحج”.
محافظ محافظة شبوة الشيخ أحمد بن الحسن الأمير أدان بشدة تواطؤ مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي إزاء دخول قوات أمريكية إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة.
واعتبر محافظ شبوة في بيان له، التواجد الأمريكي في الميناء وصمة عار في جبين مرتزقة العدوان ودليلاً على وقوف أمريكا المباشر وراء العدوان الذي يواجهه الشعب اليمني منذ ست سنوات.. مؤكداً أن مساعي الإمارات والسعودية لإنشاء قاعدة عسكرية في سواحل بلحاف هي احتلال مباشر وانتهاك فاضح للسيادة الوطنية.
وحمل سلطات الفار هادي وسلطته من المرتزقة كامل المسؤولية عن استقدام قوات المشاة البحرية إلى محافظة شبوة ، وطالب المحافظ الشريف قبائل وأحرار شبوة رفض التدخل الأمريكي في المحافظة.
وأضاف” الإنزال الأمريكي الذي حدث في ميناء بلحاف احتلال ناعم تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن ورقة الإرهاب أصبحت اليوم غطاءً مكشوفا في ظل احتضان دول العدوان للجماعات الإرهابية والمتطرفة في المحافظات المحتلة ومنح قيادات في القاعدة وداعش رتباً عسكرية وأسلحة متطورة ورواتب مالية من الرياض.

من العدوان إلى الاحتلال
وفي اطار التبريرات لاحتلال اليمن أعلنت بريطانيا عن تعرض إحدى سفنها لهجوم بحري بالقرب من شواطئ بلدتي “نشطون” و”قشن”، التابعتين لمحافظة المهرة، وأثارت هذه المزاعم حفيظة اغلب اليمنيين وتحديداً في المحافظات الجنوبية، لا سيما وأنها أعادت الذاكرة إلى عام 1837م حين زعمت بريطانيا أن سفينة تابعة لها تدعى “دريارولت” جنحت بالقرب من ساحل عدن، كما زعمت أيضاً أن سكان عدن هاجموا السفينة ونهبوا بعض حمولتها، لتستخدم تلك القصة المختلقة كمبرر لفرض تدخل عسكري باحتلال عدن ومن ثم الجنوب، غير أن مراقبين يرون أن ما حدث في القرن قبل الماضي لن يتكرر اليوم مرة أخرى بعد أن تكشفت حقائق وبراهين أسباب الحرب على اليمن.
بريطانيا تحاول اليوم أن تعيد المسرحية الهزلية عبر تبريرها للتواجد العسكري الأمريكي شرق اليمن سواءً على الأراضي، اليمنية كبناء قاعدة عسكرية أمريكية، كما تتحدث التسريبات أو لفرض تواجد عسكري أمريكي بحري على المياه الإقليمية اليمنية والذي كُشف عنه مؤخراً خلال لقاء مساعد وزير الخارجية الأمريكي بقائد الجناح العسكري لحزب الإصلاح، علي محسن الأحمر في الرياض، هذه المسرحية- حسب مراقبين- تعيد التذكير بالتبريرات التي ساقتها لندن لاحتلال جنوب البلاد وفرض تواجد عسكري في عدن لأكثر من 127 عاماً.
ومن البديهي ان تتضح الصورة، فالحرب على البلاد تقودها واشنطن وتساعدها في ذلك لندن، باعتبارهما أول الدول وأكثرها تزويداً للسعودية والإمارات بالسلاح الذي يستخدم في العدوان على اليمن خلال السنوات الماضية.

قوات في المهرة
وكانت قوات أمريكية وسعودية مشتركة، نفذت عمليات انتشار واسع في سواحل المهرة.
وتزامن ذلك مع إعلان القيادة المركزية الأمريكية تنفيذ مناورات بحرية قبالة السواحل الشرقية لليمن، عقب زيارة مفاجئة للسفير الأمريكي لدى اليمن لهذه المحافظة الواقعة على بحر العرب والتي تطمح السعودية للسيطرة عليها.
عقب ذلك قام السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هينزل بزيارة إلى المهرة حيث التقى المحافظ المعين من الفار هادي وقيادات عسكرية موالية للعدوان.
ولا تقتصر التحركات في السواحل الشرقية لليمن على الجانب الأمريكي، فالمستعمر البريطاني دخل على الخط، وهو ما يتضح من خلال مزاعم الهجوم على سفينة تابعة له على بحر العرب قبالة سواحل محافظة المهرة، والتي أتت بعد أيام قليلة من زيارة السفير الأمريكي التي قال إنها بشأن “الإرهاب” في المنطقة.
مطار الغيضة بالمهرة تحول إلى قاعدة عسكرية تتواجد فيه قوات سعودية وبريطانية وأميركية، هذا ما تناقلته الكثير من التقارير الصحفية العربية والدولية، ومؤخرا كشفت الأجهزة الأمنية لحكومة الإنقاذ عن إلقاء القبض على خلية تجسس تابعة للبريطانيين تعمل في اليمن، وقد أكدت اعترافات عملاء المخابرات البريطانية عن نشاط بريطاني أمني وعسكري مكثف يتخذ من مطار الغيضة بالمهرة قاعدة له.

الدعم البريطاني للانفصال
وعلى الشق السياسي فإن نظرة شاملة لمستوى الحضور البريطاني وراء ما يسمى اتفاق الرياض، من خلال السفير البريطاني لدى اليمن، والمبعوث الأممي البريطاني الجنسية مارتن غريفيث، ووجودهما القوي في تفاصيل الصراع الحاصل في جنوب اليمن بين فصائل العدوان سواء الموالية للسعودية أو الإمارات سيدرك خطورة الدور البريطاني، فهي أول دولة تمد يدها لدعاة الانفصال، واحتضنت قيادات منهم كما رعت عدة فعاليات لهم.
أما السفارة البريطانية أثناء تواجدها بصنعاء فدائماً ما كانت قريبة من الفصائل الجنوبية والحركات الداعمة للانفصال.
ويقول احد المراقبين إن نظرة إلى ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، منذ نشأته وخطوات تأسيسه، تنبئ عن تفاصيل كثيرة للسياسات البريطانية القديمة التي تتكرر بحذافيرها.
وتتفق مصادر تاريخية عدة في طبيعة السياسات البريطانية التي اعتادت على استخدامها في اليمن قديما وحديثاً، حيث كانت تحرص أيام احتلالها لجنوب اليمن على تمزيق أوصال المجتمعات المحلية، وتكريس الكراهية داخل الجنوب، وبين جنوب اليمن وشماله، وتحفيز النزعات الانفصالية، وتغذية الصراعات، وهو ما يتكرر اليوم في أبين والضالع ومن قبلها في عدن وشبوة وحضرموت.

مبرر اليوم
وبالعودة إلى الهجوم الغامض الذي استهدف سفينة تابعة للبحرية البريطانية قبالة سواحل المهرة شرقي اليمن بحسب المزاعم البريطانية، فيتفق جميع السياسيين بمختلف اتجاهاتهم – باستثناء الانفصاليين- يلتقون عند نقطة أن الحادثة أتت ذريعة أخرى لتكريس التواجد العسكري الأمريكي السعودي في المهرة وسواحلها.
وجاء الرد على هذه المزاعم عبر مشائخ المهرة وعدد من الناشطين ، حيث اكدوا أن السفينة التجارية البريطانية.. كانت قادمة من ميناء جبل علي في الإمارات ودخلت إلى المياه الإقليمية اليمنية التي تسيطر عليها قوات تحالف العدوان دون أي تصريح أو أذن مسبق، ولتتوقف بشكل مريب في ( 4 ديسمبر 2020 )، لتبدأ بتفريغ حمولة مشبوهة يرجح أنها “أسلحة خفيفة ومتوسطة ومخدرات” عملت الإمارات والسعودية على إدخالها إلى اليمن وذلك باعترافات مسبقة جاءت على لسان وسائل الإعلام المحسوبة على الفار هادي وما يُسمى بالمجلس الانتقالي.
ومع تواجد البوارج التابعة لتحالف العدوان في تلك المناطق والتي منعت وتمنع الصيادين من أبناء المهرة واليمن من الدخول إلى المياه الإقليمية إلا أنها لم تتحرك نهائياً مع دخول تلك السفينة وإفراغها لحمولتها لتصدر بلاغاً إلى خفر السواحل في ميناء نشطون والتي وصلت إلى السفينة في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ليوم (5 ديسمبر 2020) لتطلق طلقات تحذيرية بحسب قوانين الملاحة الدولية، ولكن بعد أن كانت القوارب الصغيرة قد نقلت الشحنة والمواد المشبوهة من السفينة البريطانية،
ومما يثير الشبهة أن القوات السعودية المتواجدة في المياه الإقليمية اليمنية لم تتدخل وكان بلاغها للجهات الأمنية اليمنية رغم معرفتها بضعف الإمكانيات لدى خفر السواحل اليمني.
وبعد هذا كله شرعت الصحف البريطانية في نشر الادعاءات عن تعرض السفينة للاعتداء وهو ما تناقلته وسائل الإعلام دون أن يكون هناك رد رسمي من الجهات المختصة في ميناء نشطون.

تكريس الوجود الأجنبي
وكانت بريطانيا زعمت في 17 مايو الماضي تعرض سفينة بريطانية قبالة سواحل المكلا لهجوم وجاء الهجوم بعد تحركات وزيارات قام بها السفير الأمريكي لمحافظة حضرموت.
ما يدلل على وجود مخطط لتكريس الوجود الأجنبي هو ما ذهب اليه السفير الأمريكي بقوله: إنه سيجري التعامل مع الوضع باعتبار ما تعرضت له السفينة البريطانية تهديداً لحركة التجارة العالمية، في منطقة تعتبر ممرا تجاريا قريبا من سواحل عمان ومضيق هرمز وهو موقع استراتيجي وممر حيوي دولي للتجارة العالمية ومنها النفط والبضائع الأخرى.
فضلا عن الانتشار المكثف للقوارب العسكرية السعودية في سواحل المهرة ، وخصوصا في الساحل الشرقي للمحافظة من قبالة “ميناء نشطون” وصولاً إلى ساحل مديرية “حصوين”.
وبحسب تقارير صحفية تتواجد ثكنات ومعسكرات للقوات السعودية في أكثر من ثلاثين موقعاً على الشريط الساحلي لمحافظة المهرة التي يبلغ طول ساحلها 560 كيلو متراً.
ويتضح أن أمريكا وبريطانيا وعبر أدواتها السعودية والإمارات يريدون تعزيز وجودهم في المهرة تحت لافتة محاربة “الإرهاب”، وهو إرهاب مفتعل ولا وجود له على أرض الواقع.
ومما يدحض أيضا افتراءات أمريكا وبريطانيا بمحاربة “الإرهاب” هو ما كشفته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية العام الماضي أن “قوات الكوماندوز البريطانية تشارك بشكل مباشر في العدوان على اليمن”، مشيرة إلى “جرح عدد من أفرادها في اشتباكات مع الجيش اليمني واللجان الشعبية”.
وأشارت إلى أن “القوات البريطانية تقاتل إلى جانب المليشيات ومن وصفتهم بالمتشددين الذين يصنفوا في بريطانيا كإرهابيين منهم مجندون تتراوح أعمارهم بين 13 و14 سنة جندهم مشائخ يمنيون لصالح القوات السعودية”، كاشفةً عن أن “5 آلاف كرتون لزجاجات الماء كانت ممتلئة بالزجاجات التي لم يتم استخدامها بعد جديدة تم إتلافها لإخفاء أي شيء يكشف عن عملية التدريب التي تلقتها مجموعة معارك الدبابات الملكية البريطانية، في عمان في مناخ وتضاريس شبيهة بتلك الموجودة في اليمن”.
وأكدت أنه “تم إصدار تعليمات للقوات البريطانية بتدمير العبوات والكراتين لإخفاء ما حدث وحتى لا يكشف حجم القوات الكبيرة التي تشارك بالقتال المباشر ضد الجيش واللجان الشعبية”، مشيرة إلى أن “المسؤولين بوزارة الدفاع البريطانية تهربوا عن الإجابة على هذه الأسئلة المتعلقة بعمليات التدريب السرية في عمان”.

احتجاجات
واستنكر أبناء المحافظات المحتلة وصول قوات بريطانية وأمريكية إلى عدن وحضرموت وشبوة وسقطرى، معتبرين ذلك جزءاً من مخطط بريطاني أمريكي صهيوني الغرض منه تقسيم اليمن وعودة الاستعمار القديم- الجديد.
وأدانوا ما يحصل في المهرة وسقطرى من قبل القوات الغازية السعودية والإماراتية، وما يحصل لأبناء المحافظات الجنوبية من قتل وتضييق الخناق على المواطنين لتنفيذ أجندة تخدم المشروع الصهيوني الأمريكي.
ختاماً: يمكن القول إن القوى الاستعمارية الممثلة بأميركا وبريطانيا والتي أوكلت إلى تحالف العدوان بقيادة السعودية مهمة الحرب على اليمن، انتظرت كل هذه السنوات أن يتمكن الوكلاء والعملاء من تحقيق المهمة في اليمن، ولا يمكن القول أن المهمة فشلت تماماً فاحتلال تحالف العدوان لمناطق واسعة من اليمن حقق جزءا من الأهداف للأصلاء المتمثلين في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وهاهم يتقاسمون النفوذ والسيطرة في تلك المناطق المحتلة ويدفعون بالمزيد من قواتهم لحماية مكاسبهم التي تحققت بفضل الأدوات ويعملون على تحقيق مكاسب أخرى.

قد يعجبك ايضا