أمل كعدل “فنانة اليمن الأولى” وصوت الوطن الصداح” ونجاحها المتألق 

الشادي والصوت النسائي اليمني الوحيد الذي استطاع أن يصمد كل هذه الفترة الطويلة بين كل الأصوات النسائية التي ظهرت منذ الستينيات حتى اليوم.. وما زالت تصدح وتشدو بصوتها الملائكي الرائع في كل الحفلات والفعاليات والمشاركة الوطنية المختلفة في الداخل والخارج أيضاٍ.

وجميعنا يعرف إبداعات وروائع هذه النجمة المتلألئة في سماء اليمن والخليج منذ بداية الثمانينيات حتى اليوم وما حققته من نجاح وشهرة في الداخل والخارج وكيف كانت في فترة من الفترات يعتبرها الأشقاء في دول الخليج العربي “فنانة اليمن والخليج” وإقبالهم على كل أعمالها وألبوماتها الغنائية طوال الثمانينيات قبل الانتشار الأخير للأصوات النسائية بشكل كبير في السنوات الأخيرة وكيف تحظى بالدعوات الكثيرة التي تصلها من إذاعات والدول الشقيقة المجاورة الفنية حتى بداية ظهور الفضائيات بشكل كبير في دول الخليج بداية التسعينيات كانت نجمتنا المتألقة أمل كعدل ضيفة دائمة على شاشات الفضائيات وكذلك في المهرجانات الغنائية الخليجية حتى عهد قريب قبل أن يظن الأشقاء الخليجيين بأنها غير موجودة بسبب التقصير الإعلامي لدينا وتحديداٍ الفضائيات اليمنية التي أهملت فنانتنا القديرة أمل كعدل كثيراٍ بعدم بث أعمالها القديمة والجديدة وعدم استضافتها في برامجها وسهراتها أو عدم بث حفلاتها المباشرة وغير المباشرة في مختلف حفلات الوطن الحبيب حيث تحرص نجمتنا المتألقة أمل على المشاركة في مختلف الفعاليات والحفلات الوطنية بشكل متواصل حباٍ منها لهذا الوطن الحبيب ولأبناء شعبها والتي وبسبب حبها الكبير هذا ضحت بالكثير والكثير.. ورفضت الدعوات الرسمية المختلفة من المسئولين في عدد من دول الخليج العربي للإقامة هناك وعرضوا عليها الجنسية لكنها كانت ترفض هذه العروض بلباقة وأدب حباٍ منها لهذا الوطن الغالي وهذا الشعب العظيم مع علمها اليقين بأن هذه العروض كانت فرصة ثمينة لا تقدر بثمن ولا تعوض أيضاٍ بل وكانت مفتاحاٍ للشهرة الأكثر والثراء.. لكنها وكما قالت لي ذات مرة في حديث عن سر رفضها لتلك الدعوات وتلك الفرص مع علمها بأنها لن تحظى بشيء هنا في بلدها الحبيب “إن حبي وعشقي لهذا الوطن الغالي وترابه وشعبه لا تساويه كنوز الأرض.. مهما كان فارق المعيشة والدعم والاهتمام فهذا وطني وهذه أرضي وهذا شعبي لن أفرط بهم وأفارقهم مهما قاسيت من مصاعب ومشاكل عشتها وواجهتني منذ بداياتي ولا زالت حتى الآن لكن هذا لن يجعلني أتخلى عن حبي لوطني وشعبي بهذه السهولة مهما كانت الظروف”.

نعم هي الفنانة أمل كعدل التي ضحت من أجل حبها لوطنها وشعبها بالكثير والكثير وفي المقابل لم تجن شيئاٍ للأسف الشديد سوى الإهمال سوى الاهمال والتهميش من قبل الجهات المعنية الرسمية في وزارتي الثقافة والإعلام وغيرها برغم أعمالها وإبداعاتها الغنائية الكثيرة الوطنية والعاطفية.

نعم هذه هي نجمة اليمن الأولى أمل كعدل التي تعبر أكثر الأصوات النسائية اليمنية من بين الفنانات المشهورات ممن سبقنها أو زاملنها أو حتى من بعدها أيضاٍ شهرة وتألقاٍ ونجاحاٍ وإنتاجاٍ غنائياٍ حتى الآن وأكثر حضورا وتواجد حتى اليوم.. وذلك لما تتمتع به هذه الفنانة من إمكانيات فنية رائعة الجمال كالصوت الأوبرالي القوي الجذاب والأداء والاختيار الدقيق للأعمال التي ستقدمها ولما تتمتع به من أحاسيس فنية مرهفة إذا أنها ومنذ بداية انطلاقتها بعد أن قدمها الإعلامي والناقد الفني الراحل عبدالقادر خضر من خلال برنامج “نجوم المستقبل” في قناة عدن وبدأ الفنانون يأخذون بيدها ويساعدونها في البدايات وقدموا لها أعمالاٍ غنائية خاصة حققت النجاح.. لم تقدم عملاٍ غنائياٍ أكان عاطفياٍ أو وطنياٍ إلا وحقق الشهرة والنجاح الكبيرين محلياٍ وخارجياٍ طوال سنوات العقود الماضية فقد غنت للفنانين المرشدي الذي وقف معها منذ البدايات والعطروش وبن غودل والمحسني والميسري وعبدالباسط عبسي وطه فارع ونجيب سعيد ثابت وعصام خليدي وغيرهم الكثير ممن تعاونت معهم طوال مشوارها الفني المتألق.

هذه هي الفنانة أمل كعدل التي تْعتبر أكثر الأصوات النسائية في الإنتاج الغنائي العاطفي والاجتماعي حتى الآن وأكثر الأصوات الوطنية النسائية التي قدمت هذا الكم الهائل من الأغاني الوطنية وجميع أغانيها الوطنية صدحت بها في مختلف المناسبات وحققت النجاح والشهرة ويرددها الصغار والكبار ومن أشهرها “بلادي” كلمات أبو القصب الشلال وألحان الموسيقار أحمد فتحي والتي يقوم لمطلعها:

بلادي أحييك فلتسلمي

دمي يا بلادي وما في يدي

بلادي ويا قبله الثائرين
وما دمت يا أم لن تظلمي

فداءٍ يحييك ملئ الفم

ويا منبع النور لن تقحمي

إلى آخر هذه الرائعة الوطنية التي كلما سمعناها بصوت أمل كعدل يقشعر البدن لها ويهتز الوجدان ويشتعل الحماس الوطني ويجري في الدماء مليئاٍ بحب الوطن.

وهي من شدت أيضاٍ بالأغنية الوطنية الرائعة “حلم الجدود”:

تعالوا نغني نشيد الطموح

تعالوا نوحد أمتنا

ونفدي بلدنا بدم وروح

وللفخر والمجد نبني الصروح

إلى آخر هذه الرائعة الوحدوية التي كتبها الشاعر غالب الحكيمي ولحنها الراحل أحمد المحسني.

وبعد الوحدة المباركة غنت أيضاٍ وشنفت آذاننا ووجداننا بالروائع الوحدوية منها الرائعة “حققوا مجد الخلود” التي يقول مطلعها:

حققوا مجد الخلود

والفرح ماله حدود
فرحتي يا شعب تكبر
هكذا التاريخ سجل

في يمننا الخير أقبل

في اليمن أرض الصمود

وشعبنا هلل وكبر
كل موعد لا يؤجل

والنماء يزداد وأكثر

إلى آخر هذه الوحدوية الرائعة للفنانة أمل

وهي وحدها من صدحت في وجه شرذمة الردة والانفصال عام 1994م بكل صوتها القوي الجهور وملء فمها يومها:

يا جيل صاعد

البيت واحد

من عهد بائد

شدو السواعد
قل للعقول الجامدة

والأسرة أسرة واحدة

واقع أكده

بالساس تْحمى القاعدة

إلى آخر هذه الرائعة الوحدوية التي شدت بها فنانتنا الوطنية في وجه الانفصاليين حينها في وقت سكتت أصوات الفنانين الكبار من الرجال بينما صرخت وحدها في وجه المشروع الانفصالي مع أنها كانت في منزلها بعدن تحت خط النار والخطر ولم تهب ذلك.

ومع هذا وكله لم تجن بالمقابل شيئا سوى الإهمال لكن هذا لا يهمها فكل ما يهمها الوطن والشعب وحب الجماهير.

هذه هي أمل كعدل الصوت الوطني الصداح وبلبل الغناء اليمني الشادي وكل ما قلناه في هذه العجالة ليس سوى القليل القليل مما قد لا يعرفه الكثيرون عن هذه الفنانة الوطنية وحبها وإخلاصها للوطن .. ومع هذا كله لم تلق منا كلمة شكر ولم تلق أعمالها سيما الوطنية منها سوى الإهمال في مكتبة التلفزيون بصنعاء وعدن ولا نعرف سبباٍ واحداٍ لعدم بث هذه الأعمال الوطنية والاجتماعية الشهيرة لهذه الفنانة القديرة.

نعم هذه الفنانة القديرة أمل كعدل الصوت الجبار الذي غنى وصدح لنا وللوطن الحبيب في كل آن ومكان .. والتي فوجئنا خلال الأيام القليلة الماضية بأنها استبعدت من أوبريت وحفل افتتاح “خليجي 20” بدون أي سبب يذكر للأسف الشديد ولماذا لم تشارك أمل كعدل بهذا الحدث الرياضي الهام في عدن وهي صوت الوطن وحبيبة الجماهير وابنة عدن الحبيبة¿ وهل من المعقول مثل هذه الفنانة الكبيرة والصوت الشادي الجبار.. يتم تجاهلها أو استبعادها من هذا الحدث الوطني الهام¿¿ فما رأي الأستاذ الدكتور رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية – رئيس لجنة “خليجي 20” ووزيري الثقافة والشباب والرياضة¿¿ نأمل أن يتم إدراج اسم هذه الفنانة الكبيرة ضمن الفنانين المشاركين في حفل افتتاح خليجي 20 .. ونحن على ثقة بأن نداءنا هذا سيلقى القبول والاستجابة لدى المسئولين عن هذا الحدث العظيم.

قد يعجبك ايضا