الثورة نت../
شهدت العاصمة صنعاء مسيرة جماهيرية حاشدة عصر اليوم، للتنديد باستمرار الحصار تحت شعار “حصار تحالف العدوان الأمريكي يقتل الشعب اليمني “.
وردد المشاركون في المسيرة، الهتافات والشعارات المنددة بالقرصنة البحرية التي يمارسها العدوان الأمريكي السعودي واستمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية.
وأدانوا إصرار تحالف العدوان على مضاعفة معاناة الشعب اليمني من خلال احتجاز سفن الوقود والغذاء والدواء في ظل صمت مخزٍ للأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه سياسة التجويع وحرمان الشعب اليمني من حقوقه التي كفلتها القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية.
وأكدوا أن الممارسات الإجرامية لتحالف العدوان بقيادة أمريكا وأدواتها السعودية والإمارات، لن تخضع الشعب اليمني أو تثنيه عن مواصلة معركة التحرر والاستقلال حتى تحقيق النصر المؤزر.
وحملوا المجتمع الدولي وتحالف العدوان، مسؤولية استمرار العدوان، والقرصنة البحرية واحتجاز السفن الذي سيؤدي إلى تداعيات كارثية على القطاعات الحيوية.
وطالب المشاركون الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى تحمل المسؤولية إزاء هذه الممارسات التعسفية التي ينتهجها العدوان الأمريكي والضغط لوقف العدوان ورفع الحصار والإفراج عن سفن النفط.
وفي المسيرة الجماهيرية، حيا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، رجال اليمن الأبطال الذين لم يتأخروا عن الحضور للقيام بمسئولياتهم الوطنية، الذين يفخر بهم كل أحرار العالم لوقوفهم في صف الوطن والجبهات.
وأشاد بمواقف وصمود وثبات أبناء الشعب اليمني الذين يقفون في مختلف الساحات، للتأكيد على الوفاء للوطن وقضيته ودماء الشهداء والجرحى وأبناء اليمن بصورة عامة.
وقال “هنيئاً لكم صمودكم وثباتكم واستمراركم في الدفاع عن قضيتكم”.. مؤكدا استمرار الصمود ومواجهة الطغاة وقوى العدوان.
وأضاف” هؤلاء المجرمون، يٌثبتون كل يوم بأنهم طغاة العالم.. مبينا أن من يعتدي على اليمن ليسوا فقط أولئك المرتزقة والمرتهنين للخارج، فهؤلاء لا يمثلون أي نقطة ضغط على الشعب اليمني.
وأشار إلى أن المرتزقة في مأرب يقتلون في الطريق الخطأ ومن ورائهم من يوجههم الضابط السعودي والإماراتي والضباط الأمريكيين.
وقال” عندما أتحدث عن مأرب فأنا لا أقصد قبائلها الشرفاء لأننا نعلم صدق توجههم وارتباطهم بصنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية، ولكن أوجه خطابي لأولئك المتورطين الذين أتوا إلى مأرب”.
وأضاف” لا غرابة عندما أدعوا السيسي إلى سحب بعض مواطنيه من محافظة مأرب والسعودية أن تدافع عن نفسها في حدودها وليس في مأرب والإماراتيين أن يذهبوا إلى الجزر التي يدّعون احتلالها من إيران، اسحبوا تنظيمكم ومنصاتكم وبطاريتكم إلى هناك إن كنتم رجالاً وليس إلى مأرب”.
وتابع ” أقول لبايدن إذا أردت السلام عليك أن تسحب خبرائك الذين يديرون المعركة في مأرب، وأقول لبريطانيا وغيرها أوقفوا خبرائكم وتسليح الطائرات التي تستهدف الأبطال بمأرب وغيرها من الجبهات”.
وأردف عضو السياسي الأعلى قائلاً” خلال السنوات الماضية سمعنا تصريحات كثيرة تدّعي بأنها ستبيد أبناء الشعب اليمني، وانتفخت أوداجكم وارتفعت كلماتكم، لكن وقف شعبنا حراً أبياً شامخاً لم يركع ولن يلين، وأيضاً تلك الدعوات التي أطلقتموها لمناورات إعلامية بحجة السلام، تعالوا إلى السلام، أنتم ترفضون السلام”.
وأضاف” إذا كنتم تختبرون صبر الشعب اليمني ها هي السنة السابعة من العدوان واليمنيون كما هم، لم تتغير معنويات أبطالنا وأبناء اليمن رغم الحصار والعدوان”.
وقال” ها هم أبناء الشعب اليمني يملؤون الساحات رغم الصعوبات المالية والاقتصادية والحصار المطبق على اليمن، هؤلاء يحملون قضية وأولئك الذين تريدون عودتهم لفظهم الشعب اليمني وأكلوا أموال أبناء اليمن وارتكبوا الجرائم بحق الشعب اليمني، لا يمكن على الإطلاق أن يحشدوا ولا ربع هذه الجماهير”.
وأكد عضو السياسي الأعلى، أن مأرب لم تكن في يوم من الأيام جبهة هادئة، إنما مشتعلة في عدة محاور منذ اليوم الأول للعدوان.. وقال” لماذا لا يدعو مجلس الأمن لإيقاف العدوان على اليمن بصورة عامة وليس القتال في مأرب فقط، نحن حاضرون للتوقف في كافة الجبهات إذا توقفتم، إيقاف شامل ورفع للحصار، أوقفوا قصف الطيران، نوقف المسيرات والصواريخ “.
ولفت إلى أن الشعب اليمني يتحرك من أجل قضيته .. منددا بإجرام الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الشقيق.
وحمّل محمد علي الحوثي، دول العدوان السعودية والإمارات وأمريكا بريطانيا وفرنسا، مسئولية المجاعة التي تحدث عنها مارك لوكوك، وكذا مسئولية المجازر والحصار وأزمة المشتقات النفطية الحاصلة.
ودعا أحرار الأمة إلى اليقظة وأن لا يستغفلوهم بالخطب الرنانة والإعلانات عن السلام التي لا أثر لها ولا جدوى منها.
وقال” إلى اليوم المبعوث الأمريكي الذي يتحدثون عنه لا يحمل خطة للسلام والرئيس بايدن لا يحمل أيضاً خطة للسلام، إنما يدعو لما دعا إليه أوباما الذي كان نائباً له وشريكاً في التوقيع على قرار العدوان على اليمن”.. مضيفا” إما سلام حقيقي وإما حرب حتى يتحقق الانتصار للشعب اليمني”.
من جانبه اعتبر وزير النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس الحصار، أكبر جريمة إنسانية يرتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني.
وأشار، إلى أن حصار العدوان يقتل الشعب اليمني في ظل صمت المجتمع الدولي، وأبرز أساليبه الخبيثة احتجاز سفن المواد الغذائية والدواء والمشتقات النفطية.
وبين الوزير دارس أن هناك أكثر من 14 سفينة محملة بالمشتقات النفطية ماتزال محتجزة من قبل العدوان الأمريكي السعودي رغم حصولها على تصاريح دخول وتم تفتيشها من الأمم المتحدة في جيبوتي، ووصلت فترة احتجاز بعض تلك السفن لأكثر من 10 أشهر .
وأكد وزير النفط والمعادن، أن الشعب اليمني اليوم يرفع صوته رفضا لكل الإجراءات التعسفية لتحالف العدوان.. لافتا إلى أن استمرار قوى العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية المرتبطة بالقطاع الصحي والخدمي والنقل سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
وطالب، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، إلى التدخل العاجل للإفراج عن سفن الوقود لتفادي كارثة إنسانية نتيجة توقف القطاعات الخدمية والحيوية عن تقديم خدماتها للمواطنين .
بدوره قال وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل” نسمع تصريحات المجتمع الدولي بأن اليمن يتعرض لأسوأ كارثة إنسانية، ونسأل اليوم الأمم المتحدة والرئيس الأمريكي، أليست أمريكا هي التي صنعت هذه الأزمة؟”.
وأضاف ” أمريكا اعتدت على اليمن في 26 مارس 2015م وقتلت النساء والأطفال ودمرت الأعيان المدنية وقتلت الأطفال في بطون أمهاتهم “.. مؤكدا أن أمريكا تسببت في أكبر كارثة إنسانية في التاريخ الحديث وحاصرت الشعب اليمني ودمرت كل قدراته.
وأكد أن حصار أمريكا قتل المواطنين، وعدوانها دمر أكثر من 50% من المرافق الصحية في اليمن بكل مباشر وغير مباشر.
ولفت وزير الصحة إلى أن أكثر من 523 مستشفى ومركز ووحدة صحية دمرها تحالف العدوان الأمريكي منذ بداية العدوان.
وقال” في القطاع الصحي حدثت أكبر مأساة إنسانية، فاليوم يتحدثون بالأرقام لكن بلا قيم ولا مبادئ وبلا أخلاق حيث تسمعون أن العدوان قتل ثلاثة آلاف امرأة وهو رقم كبير يعلنه العالم ولكن هناك أكثر من ثمانية آلاف امرأة يمنية تموت كل عام بسبب الحصار”.. متسائلا ” أين هي منظمات حقوق المرأة؟”.
وأشار الدكتور المتوكل إلى أن أكثر من 300 طفل يمني يموت كل يوم فإين الشعوب الحرة، وأكثر من ثلاثة ملايين طفل معرضون لسوء التغذية، بسبب العدوان والحصار الأمريكي، فيما هناك أكثر من 400 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والوخيم بحاجة إلى مستشفيات والمنظمات الدولية التي تتغني بالأرقام لم تجهز مستشفى واحد .
وقال” لابد أن نقف على الحقائق حتى نعرف أن التحرك الذي تحرك به الجيش واللجان هو الطريق الصحيح الذي لا بد أن نتحرك فيه، لم يدخلوا أجهزة ومستلزمات طبية ولم يعملوا مع الشعب اليمني أي شيء”.
وأضاف” نحن لا نراهن على الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن الذي اصدر قراره بحصار الشعب اليمني وإنما نراهن على الله وقيادة الشعب اليمني وأبنائه”.
ولفت وزير الصحة إلى أن ما فعله حصار أمريكا بالشعب اليمني لا يمكن أن يحصى أو يعد وآثار الحصار لن تكون على هذا الجيل فحسب وإنما على الأجيال القادمة لأن الحصار يقتل اكثر مما تقتل القنابل .
وقال ” نحن كقطاع طبي وصحي، نقول للقيادة وللوفد الوطني المفاوض أن يكون رفع الحصار هو الهدف الأساسي قبل أي تفاوض، لأنه يقتل الشعب اليمني”.
وأضاف” نفوض القيادة في أي عمل وأي تحرك من أجل تحرير كل شبر في البلد ونقول للعالم الصامت والمتخاذل لقد سكتم عما يحدث فكل ساعة في اليمن تموت امرأة وكل خمس دقائق يموت طفل”.
فيما أكدت كلمة العلماء التي ألقاها نائب وزير الأوقاف والإرشاد فؤاد ناجي، أن الشعب اليمني لا يمكن أن يخضع لا لحصار دول تحالف العدوان ولا بغاراته.
وقال ” يا شعب الإيمان والحكمة والصمود والإباء ست سنوات مضت عليك وأنت في الحصار لم تزدك إلا عنفوانا وشموخا وقوة وعزم وصلابة وما على دول العدوان إلا أن تفهم الرسالة “.
وأشار إلى أن خروج الشعب المليوني اليوم في مختلف المحافظات رسالة من الميدان بعد سنوات الحصار والعدوان، بأنه لا يمكن أن يخضع أو يركع أو يستسلم، كما هي أيضا رسالة لإيقاظ العالم الصامت.
ودعا نائب وزير الأوقاف، أحرار العالم إلى التفاعل مع مظلومية الشعب اليمني الذي يتعرض لحصار مطبق وخانق وإغلاق للمنافذ البرية والبحرية والجوية ومنع لسفن المشتقات النفطية وإصرار على إيذائه.
ولفت إلى أن حصار تحالف العدوان يدفع الشعب اليمني للبحث عن البدائل والخيارات وأن حصارهم لا يمكن أن يدوم وأن المعاناة لا يمكن أن تستمر ويجوع الشعب اليمني.. موضحا أن العالم المتباكي على مأرب، إنما هو تباكي ثرواتها ونفطها وغازها .
وأضاف” لو كان ضمير المتباكين على مأرب يقظاً لاستيقظ على شعب محاصر ست سنوات وعلى مشارف العام السابع”.. مؤكدا أن الحصار أمريكي وأن السعودية والإمارات لا تمتلك القدرات والإمكانيات لحصار الشعب اليمني.
واعتبر أمريكا المسئولة على كل هذا العدوان والحصار ولا يمكن أن تنطلي على الشعب اليمني سياسة الدهاء الديمقراطية الأمريكية والعنجهية الترامبية فكلاهما وجهان لعملة واحدة.
بدوره أكد رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام، أن رسالة القبيلة اليمنية الصامدة ضد العدوان، تؤكد الوقوف والتأييد المطلق لقرار القيادة العليا بتحرير مأرب وكل شبر في اليمن.
وأشار إلى أن الجميع مسؤول بالتحشيد والتعبئة العامة وتسيير قوافل العطاء والبذل لرفد جبهة مأرب ومختلف الجبهات بكل غال ونفيس حتى تحقيق النصر وتحرير كل شبر من أرض اليمن.
وأكد رئيس مجلس التلاحم القبلي، أن الشعب اليمني لن يتأخر أو يتهاون عن الدفاع عن الوطن، ولا يمكن أن يتراجع عن مواصلة معركة التحرر والاستقلال مهما كانت التضحيات وجرائم العدوان الأمريكي السعودي.
واعتبر بيان صادر عن المسيرة الجماهيرية، الحصار الأمريكي جريمة إبادة جماعية وجريمة حرب ضد الإنسانية، يرتكبها تحالف العدوان بتواطؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
وحمل البيان أمريكا وبقية دول العدوان المسؤولية الكاملة الأخلاقية والقانونية عن الأضرار والآثار والتداعيات الإنسانية الناجمة عن إستمرار الحصار.
وأشار إلى أن ما تروج له دول العدوان عن تقديمها مساعدات إنسانية إنما هو تضليل خبيث للتغطية على حصارها الظالم للشعب اليمني وإمعانها في قتله.
وأكد بيان المسيرة أن السلام في اليمن لن يكون بالتصريحات والبيانات، بل بإيقاف العدوان ورفع الحصار وكف التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لليمن.
ولفت إلى أن دعوة مجلس الأمن بوقف الهجمات على السعودية غير مستغربة كونها تصدر من مجلس منحاز كلياً لتحالف العدوان، والتحريض الأمريكي هو وراء تلك الدعوة المدانة والمرفوضة.
وطالب البيان مجلس الأمن الدولي بالحياد الكامل لا الانحياز السافر إلى جانب تحالف العدوان.
وأكد ثبات موقف الشعب اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي، وتمسكه بحقه في الدفاع عن اليمن بكل الوسائل الممكنة والمشروعة.. مؤكدا أن عواقب العدوان والحصار لليمن خطيرةٌ على دول التحالف، ورهانها على الحماية الأمريكية رهان خاسر.
ودعا البيان أحرار العالم للوقوف مع قضية اليمن ورفع الصوت عالياً في وجه دول العدوان لإيقاف حربها العدوانية العبثية وترفع الحصار عن اليمن.
تخلل المسيرة قصيدة للشاعر صقر اللاحجي، أكدت مواصلة معركة التحرر والاستقلال حتى تحقيق النصر وتطهير الوطن من دنس الاحتلال والغزو.. منددة بحصار التحالف الأمريكي على الشعب اليمني.