الوهم الأمريكي
يحيى المحطوري
عبثا تحاول الإدارة الأمريكية الجديدة تخفيف السخط المتنامي عالميا على دورها الأساسي في الحرب على اليمن.. وذلك بتبني منطق الدعوة إلى إيقافها لتجميل صورتها أمام الرأي العام محليا ودوليا..
ولكن ما هي دوافعها الحقيقية وراء ذلك..؟؟
أولا: وصلت إلى قناعة كاملة بعجز أدواتها السعودية واليمنية عن تحقيق أي تقدم عسكريا.. ولتبرير هزائمهم المتلاحقة تريد إقناع الرأي العام أنها ليست متوجهة للحسم العسكري وتفضل خيارات أخرى للضغط على اليمن.. وبهذا تقلل من أهمية أي انتصار عسكري قادم على أدواتها وتشوهه بأنه اعتداء وتصعيد ضد دعواتها للتهدئة..
وستنجح فقط في ضرب معنويات أدواتها الذين يشعرون بتخليها عنهم.. أما القيادة اليمنية الحكيمة فهي لا تتأثر بمثل هذه الحرب النفسية مطلقا والأحداث الحالية والماضية شاهد على ذلك..
ثانيا: هناك قناعة عالمية بضرورة إيقاف الحرب على اليمن سواء في أوروبا أو الصين وروسيا وإيران.. وهناك توجه لتجريم استمرار السعودية في الحرب وخطوات معلنة في منع بيع الأسلحة إليها..
والإدارة الأمريكية تحاول استباق هذا الزخم الدبلوماسي بتبني منطق الدعوة إلى السلام.. كي تتخلص من عار دعمها المطلق للنظام السعودي في كل جرائمه البشعة طوال الأعوام الماضية..
وتظهر كمحايدة.. وتسعى لوضع السعودية في صورة المعتدى عليه أمام العالم..
وفي كل الأحوال فارتباك وتناقض التصريحات الأمريكية دليل جديد على ضعف موقف السعودية ومأزقها الكبير في هذه الحرب بعد فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة خلال ستة أعوام كاملة..
تحالف العدوان على اليمن هزم بفضل الله.. وكل الخطوات الأمريكية القادمة مجرد محاولات بائسة لتلافي تداعيات هذه الهزيمة وللتقليل من خسائرها بالضغط على الشعب اليمني ومعاقبته اقتصاديا وخنقه بالعزلة والحصار..
ولن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم في ذلك أبدا..
والله من ورائهم محيط..
وهو نعم المولى ونعم النصير..